لازال التذبذب في توزيع حليب الأكياس على مستوى العديد من التجمعات السكانية الكبرى بقسنطينة يصنع الحدث، حيث تشهد محلات بيع الحليب ومشتقاته ومختلف المواد الغذائية منذ أزيد من 5 أيام، بسبب تعرض ملبنة «نوميديا» العمومية للاحتراق، ندرة في الحليب المدعم وتذبذبا في التوزيع، وهو ما أثار حفيظة المواطنين وحتى التجار الذين عبروا عن استيائهم من نقص هذه المادة الضرورية من المحلات، بعد أن خلت صناديقها، رغم استئناف الملبنة العمومية عملها نهاية الأسبوع الفارط. من جهته، أكد رئيس الإدارة العامة بالملبنة السيد ميلود عثماني في اتصال ب»المساء»، أن الإنتاج عاد إلى طبيعته عشية يوم الخميس الفارط، بعد صيانة وتنظيف المكان بعد الحريق المفاجئ الذي اندلع في وحدتي الجبن السويسري والقشدة، الذي عرفته الملبنة يوم الإثنين الفارط، وتم تفقد العتاد واختباره من جديد، مع القيام بالإصلاحات اللازمة قبل استئناف النشاط، مشيرا في السياق إلى أن الملبنة تنتج حوالي 180 ألف لتر يوميا من الحليب المدعم، دون احتساب حليب البقر الذي يبقى إنتاجه متعلقا باحتياجات المواطنين، وهي كمية كافية، حسب المتحدث. أضاف المتحدث في نفس السياق، أن تركيز الملبنة في الوقت الحالي سيكون على توفير مادة حليب الأكياس واسع الاستهلاك والقضاء على التذبذب الذي عرفته الولاية مؤخرا، رغم أن مصالحه وبعد الحريق مباشرة، قامت بإطلاق مخطّط استثنائي واستعجالي لتموين الولاية بهذه المادة الضرورية، من خلال الاعتماد على إنتاج الملبنات العمومية بالولايات المجاورة، على غرار ملبنة الأوراس بباتنة وملبنة التل بولاية بسطيف وملبنة ولاية عنابة، لضمان تموين السكان يوميا، واعدا اإياهم بعودة مادة الحليب إلى المتاجر يوم الإثنين بصفة عادية بعد استئناف الملبنة عملها. أما عن موعد استئناف ملبنة نوميديا لإنتاج القشدة والجبن، فأضاف رئيس الإدارة العامة أن عمليات إعادة إصلاح وصيانة العتاد الذي تعرض لحريق مهول، متواصلة ولا زال العمل يجري على مستوى الوحدتين، حيث تمت مباشرة عملية تنظيف المكان وتفقد العتاد واختباره من جديد، بغية استئناف النشاط في الأيام القليلة المقبلة. من جهة أخرى، أرجع عدد من الموزّعين والتجار سبب التذبذب في حليب الأكياس مؤخرا بالعديد من التجمعات، خاصة على مستوى المدينة الجديدة «علي منجلي» التي تعرف كثافة سكانية عالية، إلى تهافت المواطنين غير العادي على المحلات التجارية والأسواق، حيث بات المواطن الواحد يشتري أكثر من 4 أكياس دفعة واحدة مخافة ندرتها، بسبب توقف الملبنة عن عملية الإنتاج خلال الأيام الفارطة من جهة، وكذا الاضطرابات الجوية والثلوج التي عرفتها الولاية نهاية الاسبوع الفارط، من جهة أخرى. أما المواطنون، فأكدوا أنّ تذبذب التوزيع وغياب الحليب بعدد من الأحياء دفع الكثير منهم إلى اقتناء علب الحليب المجفف بأسعار مرتفعة، بعد أن وصل سعر العلبة الواحدة إلى 340 دينارا، بالنظر إلى الطلب الكبير على هذه المادة، أو التوجه إلى الملبنات الخاصة لاقتناء حليب البقر، رغم ارتفاع الأسعار مقارنة بحليب الأكياس المدعم. الجدير بالذكر، أن ملبنة «نوميديا» العمومية الواقعة بحي «بومرزوق» تعرّضت فجر يوم الإثنين الفارط، إلى حريق مهول أتى على وحدتي إنتاج القشدة والجبن السويسري التي تتعدى مساحتهما ال1000 متر مربع، واستغرقت عملية الإطفاء حسب بيان الحماية المدنية ساعة كاملة لإخماد ألسنة اللهب، مع تسخير 7 شاحنات إطفاء وسيارتي إسعاف وسيارة اتصال تابعة لوحدات «سيساوي سليمان» والمركز المتقدم بومعزة والمركز المتقدم البوليقون والوحدة الرئيسة بعلي منجلي. ❊ ح.شبيلة استحداث دكتوراه في المؤسسات في سبتمبر المقبل ... مرافقة أصحاب مشاريع الابتكارات قال مختار سلامي، مدير التطوير التكنولوجي والابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بأنه سيتم استحداث ما يعرف باسم الدكتوراه على مستوى المؤسسات، شهر سبتمبر المقبل، من أجل الرفع من نسبة البحث على مستوى المؤسسات الاقتصادية الصناعية التي لم تتجاوز نسبة 2 بالمائة، والتي تسمح بمرافقة أصحاب المشاريع المتخصصة من الباحثين من أجل تجسيدها على أرض الواقع. أشار الدكتور سلامي، على هامش الطبعة الأولى للأيام الخاصة باختيار أحسن فكرة علمية في ميدان البيوتكنولوجيا بالمركز الوطني للبحث في البيوتكنولوجيا، الواقع بالمدينة الجديدة «علي منجلي»، بمشاركة المدرسة الوطنية العليا للبيوتكنولوجيا وناديها العلمي، إلى أن 98 بالمائة من الباحثين يتواجدون على مستوى مراكز البحث، في حين توجد نسبة أقل من 2 بالمائة منهم بالمؤسسات الاقتصادية، رغم أنّ نسبة الباحثين المتواجدين على مستوى المؤسسات الاقتصادية والصناعية في البلدان الأوروبية والأمريكية تتجاوز ال70 بالمائة. أضاف الدكتور أن هذا الوضع جعلهم يعملون مع مختلف المؤسسات، خاصة العمومية منها، من أجل استحداث مراكز أو وحدات بحث داخل المؤسسات التي من شأنها السماح بإنشاء فرق بحث مختلطة بين المؤسسات والجامعات، مؤكدا أنه خلال شهر سبتمبر المقبل، سيتم خلق ما يسمى بالدكتوراه على مستوى المؤسسة التي تم وضع القانون الخاص بها، حيث يجب أن تكون هناك هيئات بحث على مستوى الشركات الصناعية، حتى يتسنى للطالب الدكتور العمل على تطوير موضوع يهم الشركة التي يعمل فيها. قال المتحدث بأن الهدف الأساسي من هذا الملتقى؛ مرافقة أصحاب المشاريع حتى يتم تسهيل مهامهم مستقبلا في الميدان، من حيث التوجيه وتسهيل القيام بالتربصات التي من شأنها أن تساهم بشكل مباشر في توسيع نشاط هذه الشركات المستقبلية بمرور الوقت، من خلال مرافقة خاصة من قبل الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، على اعتبار أنّ دعم هذه المشاريع يكون بطريقة تلقائية، مضيفا أنّ المجال الاقتصادي لا يعطي الفرصة اللازمة لأصحاب الشهادات الجامعية من أجل إنشاء المؤسّسات المصغّرة، حيث أنه من أصل 369 ألف مشروع تم دعمه، نجد أقل من 2800 من نصيب خريجي الجامعات الذين يعملون في مجالات ثانوية وليس ميادين الابتكارات والبحث. يذكر أن محتوى الطبعة الأولى للأيام الخاصة باختيار أحسن فكرة علمية في ميدان البيو تكنولوجيا، كانت في مجالي تثمين النفايات وتطوير أجهزة التشخيص الطبي، تدوم ثلاثة أيام كاملة، وسيتم مرافقة الفائزين الذين قدموا من مختلف ولايات القطر، في مسابقتها من أجل تجسيد مشاريعهم ميدانيا. ❊ خالد حواس