وصل بعد ظهر أمس، إلى مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة، جثمان ممثل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة، المناضل البخاري أحمد، الذي وافته المنية الثلاثاء الماضي، بعد صراع طويل مع المرض، إذ سيتم نقله بعد ذلك إلى مخيم اللاجئين بولاية السمارة. وجرت مراسم استقبال جثمان الفقيد التي احتضنتها القاعة الشرفية بالمطار الدولي بحضور وفد يرأسه سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لدى الجزائر، عبد القادر الطالب عمر، إلى جانب حضور صحراويين وشخصيات جزائرية من المجتمع المدني وأصدقاء القضية الصحراوية وعائلة الفقيد ورفقاءه. وفي جو مهيب تلا الحاضرون فاتحة الكتاب على روح الدبلوماسي الصحراوي الراحل، وتذكروا خصاله ومسيرته النضالية الطويلة وجهوده لخدمة القضية الصحراوية العادلة. ووصل جثمان الفقيد إلى مطار هواري بومدين على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية قادمة من العاصمة الإسبانية مدريد، في انتظار أن يتم نقله إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين ليوارى الثرى اليوم الأحد، بمقبرة مخيم السمارة. وفي كلمته عن الفقيد قال السفير الصحراوي، إن إعلان الدولة الصحراوية للحداد مدة 7 أيام على خلفية وفاة ممثل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة، البخاري أحمد، «اعتراف بمكانته وقامته وعطائه من أجل القضية الصحراوية»، مضيفا أن « البخاري كان في المستوى من حيث الحجج القانونية والتجربة السياسية والحنكة الدبلوماسية، حيث ظل يكافح في المحافل الدولية وخاصة في الأممالمتحدة، ويقدم المحاضرات في الجامعات ويكتب المذكرات، حيث ترك رصيدا قانونيا وسياسيا سيشكل ذخيرة هامة جدا تستعملها الأجيال القادمة للدفاع عن القضية الصحراوية». كما قال السيد طالب عمر: «ونحن اليوم نستقبل جثمان الفقيد الذي سيتوجه إلى مخيم السمارة ليوارى الثرى، نتقدم بالشكر والعرفان للدولة الجزائرية شعبا وحكومة وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على دعمهم المستمر للشعب الصحراوي ولقضيته العادلة». من جانبه أعرب أحد أشقاء الدبلوماسي الصحراوي الراحل عن بالغ حزنه، منوّها بردة فعل الشعب الصحراوي الذي «بين أنه شعب عظيم بشهدائه»، مشيدا أيضا بموقف الشعب الجزائري الذي كما قال «يدل على عظمة الجزائر ومواقفها». وفي السياق قال رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي سعيد عياشي، إن القيادة السياسية الصحراوية فقدت ركيزة من ركائزها، موضحا أن «البخاري أحمد، يعد مثالا للكفاءة والشجاعة والحنكة في أداء مهامه». وأضاف عياشي، أن «الفقيد أوصل إلى الأممالمتحدة وإلى العالم بأسره رسالة الشعب الصحراوي التي تؤكد حقه في الحرية والكرامة والاستقلال وتقرير المصير»، مشيرا إلى أنه «خلال كل الثورات الحقيقية، إذا سقط شهيد يخلفه المئات وكذلك بالنسبة للبخاري، الذي سيخلفه المئات من الشباب الصحراوي، وسيستكملون مهمته التي بدأها وصولا إلى تحقيق الهدف السامي وهو استرجاع الحرية والكرامة والاستقلال».