الرّاحل يوارى الثّرى اليوم بمقبرة مخيّم السمارة حظي جثمان سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالأممالمتحدة البخاري أحمد، أمس، باستقبال خاص بمطار الجزائر الدولي هواري بومدين بالعاصمة، بحضور شخصيات وطنية وأمنية وممثلي منظمات المجتمع المدني. في حدود الساعة الثانية زوالا حطّت الطائرة التي أقلت جثمان فقيد الشعب الصحراوي البخاري أحمد على مطار هواري بومدين الدولي قادمة من العاصمة الإسبانية مدريد، وبعد وصوله مباشرة سجي نعش الراحل بعلم الجمهورية العربية الصحراوية بباقة من الورود وصورة الراحل الذي كان توحي ببقاء البخاري في نفوس الحاضرين من رسميين ومواطنين وممثلي المجتمع المدني. قبيل السماح للحاضرين باستقبال الراحل على مستوى القاعة الشرفية لمطار الجزائر، غصت الأخيرة بالوافدين لحظات قبيل وصول النعش إلى القاعة الرسمية، حيث تقدّم الحضور سفير الصحراء الغربية بالجزائر عبد القادر الطالب عمر، وأعضاء عن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، ورئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي سعيد عياشي وممثلي السلك الأمني بالجزائر وكذا منظمات المجتمع المدني المساندة، التي أبت إلا أن تشارك الشعب الصحراوي في أحزانه برحيل واحد من أعمدة الدبلوماسية الصحراوية. كما حضر عدد من أفراد عائلة الراحل البخاري أحمد بارك الله على غرار شقيقه الحاج أحمد الذي أشاد بمستوى الإستقبال الرسمي الجثمان أخيه، حيث قدمت الوفود المشاركة التعازي وأعربوا عن وقوف الجزائر شعبا وحكومة مع الشعب الصحراوي الشقيق. بعد قراءة الفاتحة على روح فقيد الشعب الصحراوي ألقى سفير عبد القادر الطالب عمر كلمة أشاد فيها بموقف الجزائر الثابت والراسخ بدعم قضية الصحراء الغربية، وقضايا التحرر في العالم، وقال الدبلوماسي «أن مواقف الجزائر مفخرة لنا سيما ونحن في وقت حزين بفراق قائد وزعيم مناضل في صفوف جبهة البوليساريو». وأكّد الطالب عمر أن الجزائر بقيادة الرئيس عبد العزيز ما انفكت تدعم الصحراء الغربية حكومة وشعبا وتقف مع الشعب الصحراوي، معتبرا أن ذلك تعبير يؤكد لا محالة أواصر التعاون والصداقة بين شغلي البلدين. وأضاف الدبلوماسي بإسم الشعب الصحراوي أشكر السلطات الجزائرية على وقوفها معنا، مشيرا الى أن الراحل البخاري أحمد كان رجلا صامدا في أروقة الأممالمتحدة ومؤمنا بقضية بلاده العادلة، ومخلصا من القلائل الذين دافعوا بقوة على مستوى المحافل الدولية لنصرة شعبه وقضيته. كما أكّد الطالب عمر أن الراحل ترك إرثا قانونيا ورصيدا زاخرا سيكون قاعدة للأجيال في الدفاع عن قضيتهم، من خلال الاستعانة بالأعمال التي تبناها طيلة مسيرة حافلة بالعمل الدبلوماسي المحنك في أروقة الأممالمتحدة، دفاعا عن مبادئ عدالة قضية للصحراء الغربية. من جهته، قال سعيد عياشي رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي في تصريح للصحافة على هامش مراسم إستقبال الراحل أن الشعب الصحراوي متمسك برجاله المخلصين ولا يمكن أن يتراجع قيد أنملة في الدفاع عن قضيتهم العادلة والمشروعة، مؤكدا ان الجزائر باقية وستبقى تدعم جبهة «البوليساريو» وكل حركات التحرر في العالم، قائلا «قضية الصحراء الغربية حركة تحرر عادلة، وهو مبدأ الجزائر الثابت والراسخ ورسالة الشعب الجزائري في الوقوف مع شقيقه الصحراوي». ومن المقرر أن يوارى جثمان الراحل البخاري أحمد بارك الله الثرى اليوم بمقبرة مخيم السمارة بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، حيث خصصت السلطات الصحراوية مراسيم استقبال وجنازة رسمية تليق بمكانة الراحل الذي يعظ واحدا من رموز النضال على مدى عقود من الزمن. ولقي خبر رحيل الدبلوماسي البخاري تعاطفا كبيرا من المجتمع الدولي، خاصة لدى زملائه في الهيئة الأممية، حيث بعث الأمين العام أنطونيو غوتيريس مبعوثا خاصا إلى الصحراء الغربية لتقديم التعازي مرفقا برئيس بعثة الأممالمتحدة من أجل الاستفتاء بالصحراء الغربية، كولين ستيوارت، ورئيس مكتب الاتصال التابع للبعثة الاممية بتندوف يوسف جديان إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين لتقديم التعازي لجبهة البوليساريو، في وفاة الفقيد بوخاري أحمد، ممثل جبهة البوليساريو أمام الأممالمتحدة. ووقّع الممثّل الأممي على سجل التّعازي الذي فتحته وزارة الخارجية الصّحراوية، وكتب في نص تعزيته ما يلي: «على إثر وفاة الزميل السفير بوخاري احمد أتقدم باسمي ونيابة عن الأممالمتحدة والأمين العام، السيد أنطونيو غوتيريس، بتعازينا الحارة إلى أسرة وأصدقاء وزملاء الفقيد، لقد ظل السفير بخاري ممثلاً لايكل للشعب الصحراوي ولجبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة في نيويورك ويحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل العديد من الذين عملوا معه في الأممالمتحدة على مر السنين». تجسيدا للاتفاق الإطار بين رئيس الجمهورية والسيد هولاند للاستفادة من التجربة الفرنسية.