تعيش مدينة قالمة في الآونة الأخيرة كارثة بيئية بسبب الانتشار الكبير للقمامة في أغلب زوايا أحيائها وشوارعها، التي تحولت إلى مفرغات عمومية تتكدس فيها أطنان من النفايات المنزلية، ساهمت، بشكل كبير، في انتشار وتكاثر الناموس. الانتشار الفظيع والمتزايد للقاذورات جعل سكان قالمة ينزعجون من استفحالها بطريقة رهيبة داخل الأحياء، ويتخوفون من أن يتحول الوضع القائم إلى ظاهرة قائمة بذاتها مع اقتراب فصل الصيف والارتفاع المحسوس في درجات الحرارة. وقد أرجع السكان الذين تحدثت معهم "المساء" السبب إلى فشل سياسة المنتخبين المحليين؛ إذ لم يساهموا في إيجاد حل لهذه الوضعية الكارثية التي تهدّد البيئة وتعكر صفو حياة السكان بهذه التجمعات السكنية؛ جراء عدم مرور شاحنات النظافة بأغلب المواقع المتضررة. من جهة أخرى، يرى المسؤولون بالبلدية أن سبب تضاعف زحف القمامات يعود إلى السكان الذين يرمون القاذورات عشوائيا، وبالتالي أصبح التحكم في الأمر صعبا أمام هذه الوضعية المزرية. مصدر من بلدية قالمة أفاد "المساء" بعدم توفر الشاحنات والتجهيزات بحظيرة البلدية بحجة نقص شاحنات جمع النفايات التي تعد على أصابع اليد. أما الظاهرة الجديدة التي تفشت هذه الأيام فتتمثل في الانتشار اليومي للأبقار بأكبر حي "عين الدفلى" المعروف بالفوجرول بأعالي مدينة قالمة، مما يستلزم من السلطات المحلية التدخل العاجل في هذا الأمر، إذ إن الوضعية أصبحت لا تطاق في الوسط الحضري، حيث ينتج عن الأوساخ روائح كريهة لا يمكن تحمّلها وشهر رمضان الكريم على الأبواب، ويزداد فيه الرمي العشوائي للقمامة من قبل المواطنين. ونظرا لإهمال الجهات المعنية الوضعية فالسكان أصبحوا لا يهتمون بعد أن تكدست النفايات وشكلت جبالا من القمامة، وغزت النفايات المنزلية الشوارع والطرقات بعاصمة الولاية قالمة.