أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أمس، أن الجزائر أثبتت بفضل اقتراح اليوم العالمي للعيش معا في سلام، بأنها تحسن الدفاع عن الإسلام الوسطي الحقيقي والقيم النبيلة التي تضمنتها آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول الكريم التي تنادي بقبول الآخر وتقاسمه، فيما اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني سعيد بوحجة، تبنّي الأممالمتحدة لمبادرة الجزائر عرفانا بالسياسة الحكيمة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وفي كلمة له بمناسبة تنظيم المجلس الشعبي الوطني أمس، لاحتفالية اليوم العالمي «للعيش معا بسلام»، اعتبر وزير الشؤون الدينية «الدستور الجزائري من الدساتير القليلة إن لم يكن الوحيد الذي يدستر لحرية المعتقد وحرية ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين»، مشيرا إلى أن «الجزائر التي امتد إليها لهيب الفتن العمياء باسم الدين، انبعثت من رمادها معالم السلام بفعل ميثاق السّلم والمصالحة الوطنية الذي لم يدفع الجزائريين إلى أن يسامحوا بعضهم البعض، بل حتى إلى عقد القران بين عائلتي الجاني والمجني عليه خلال العشرية السوداء». وأكد الوزير بأنه «لولا المصالحة الوطنية ومن قبلها الوئام المدني ما كان صوت الجزائر ليسمع في الأممالمتحدة، وما كانت أمم الدنيا لتصطف حولها الجزائر التي أصبحت مدرسة للعيش معا في سلام». بوحجة: 16 ماي دليل عرفان للسياسة الحكيمة لرئيس الجمهورية من جانبه ذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، في كلمته الافتتاحية بالمبادرات الرائدة للجزائر في مجال ترقية حق الشعوب في التنمية والدفاع عن سيادتها، مؤكدا بأن مصادقة الجمعية العامة الأممية بالإجماع وبمبادرة من الجزائر على لائحة تعلن 16 ماي يوما عالميا «للعيش في سلام»، «يعد دليل عرفان وتثمين للسياسة الحكيمة والشجاعة التي بادر بها رئيس الجمهورية، والتي ترتكز على مبدأ المصالحة وإشاعة السّلم والاجتهاد في طريق العدل والمساواة والوئام ونبذ الفرقة والانقسام». واعتبر تبنّي المبادرة الجزائرية على المستوى الدولي إقرارا صريحا من المجموعة الدولية بسمو مبادئ وأهداف التصور الجزائري، وتأكيدا على جودة وجدية كل المساهمات التي قدمتها السياسة الخارجية الجزائرية بتوجيه من رئيس الدولة، في بناء الأمن والسّلم وتمكين الشعوب من حقها في التنمية والكرامة والسلام. وثمّن بوحجة، الجهود والأعمال التي قام بها رئيس الجمهورية السيد العزيز بوتفليقة، لترقية ثقافة السّلم والمصالحة وتكريس مبادئ الإخوة الإنسانية، وترقية التعاون بين الدول وتكثيف جهود المجتمع الدولي من أجل التسامح والاندماج والعيش معا في سلام. من جهته اعتبر عبد المجيد سي عفيف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني، تبنّي الأممالمتحدة ليوم 16 ماي، تتويجا لمبادرة إنسانية سامية أطلقها الشيخ خالد بن تونس، القائد الروحي للطريقة الصوفية العلاوية عام 2014، مشيرا إلى أن «اعتماد مقترح الجزائر في الأممالمتحدة، بقدر ما يمثل نصرا دبلوماسيا للجزائر «سيسجل اسمها بأحرف من ذهب لجزائر السّلم والمصالحة الوطنية التي تمد يد السلام والمودة للعالم اجمع». للإشارة فقد حضر الاحتفالية البرلمانية باليوم العالمي للعيش في سلام، إلى جانب وزير الشؤون الدينية كل من وزير الاتصال جمال كعوان ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي، ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة غنية الدالية، علاوة على رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان فافا بن زروقي سي لخضر، وممثل الشيخ خالد بن تونس، القائد الروحي للطريقة الصوفية العلاوية عصام ثعالبي الذي ألقى كلمة بالمناسبة شملت رسالة شكر وعرفان وجهها الشيخ بن تونس إلى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. والتقت مداخلات المشاركين في اللقاء عند إبراز الدور الكبير الذي لعبه رئيس الجمهورية، في إرساء السّلم والمصالحة بين أبناء الشعب الجزائري وبعث الأمن والاستقرار في البلاد، لتصبح فيما بعد تجربة ومقاربة الجزائر مرجعية يقتدى بها في مختلف دول العالم.