لا زال سكان منطقة عين الكبيرة (الجهة الشمالية لولاية سطيف) تحت الصدمة بفعل التقلبات الجوية التي شهدتها معظم شوارع المدينة في أول أيام الشهر الفضيل، مخلفة في حصيلة أولية وفاة شخصين، الأول هو لحسن مقدم (59 سنة) جرفته المياه بوادي حيون شرق المدينة وهو داخل سيارته التجارية، والفلاح بن ماعوش مبروك (60 سنة)، الذي لا زال إلى غاية كتابة هذه الأسطر في تعداد المفقودين، إلى جانب تضرّر أزيد من 37 بيتا والعديد من المرافق الخدماتية منها مدرسة بحي الجباس وجزء من مستشفى المدينة، بالإضافة إلى شبكة الطرقات الداخلية وانسداد شبكات الصرف الصحي. وما رفع من حجم الأضرار، أشغال الألياف البصرية التي تقوم بها بعض المؤسسات، إلى جانب نفوق المئات من رؤوس الأغنام والأبقار. أُجبر المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بالولاية ناصر معسكري، على قطع عطلته الأسبوعية رفقة عدد من إطاراته المدنية والعسكرية والتنقل إلى مكان الكارثة لمواساة عائلات الضحايا والوقوف على حجم الخسائر. المناسبة سمحت للوالي بالوقوف على حجم الفاجعة واكتشافه حقيقة التسيير اللاعقلاني نتيجة الغش في مشاريع التهيئة والتلاعب في اختيار أرضيات توطين المشاريع، وتساهل مصالح البلديات في منح رخص البناء على حواف الأودية، من دون إدراك حجم المسؤولية والضغط على مخططات شغل الأراضي، وتجاهل طبيعة المنطقة المعروفة بصعوبة تضاريسها المتميزة بانزلاق التربة. وبالإضافة إلى الخسائر التي ألحقتها الأمطار المتساقطة بالطرقات والمنازل، تم تسجيل تضرر عدد من البنايات والهياكل العمومية أهمها مدرسة 1 نوفمبر 1954 بعين الكبيرة التي غمرتها سيول الفيضانات، حيث أكدت مديرتها أنه من حسن الحظ أن الكارثة تزامنت مع توقيت عدم وجود التلاميذ داخل الأقسام وإلا كان مصيرهم الموت المحتوم. وطمأن الوالي الذي كان مرفوقا بعدد من مديري مختلف القطاعات، سكان المنطقة بتدارك الوضع من خلال منح عمليات خاصة لإعادة الروح لجملة من الهياكل والمنشآت، في مقدمتها المؤسسات التعليمية المتضررة. من جهتها، أكدت مديرية الحماية المدنية بالولاية في بيان لها صادر عن خلية الإعلام والاتصال، تسجيل خسائر معتبرة في رؤوس المواشي والبقر عبر العديد من بلديات المنطقتين الشمالية والشمالية الشرقية، والبيوت البلاستيكية، وتحطم العديد من المركبات وتضرر محطة بيع الوقود وبعض مقاطع الطرقات، وتمكنت فرقها من إنقاذ 7 أشخاص جرفتهم المياه على متن مركباتهم بكل من منطقة "لخبابشة" على الطريق الوطني رقم 9 على طول ضفاف "وادي التمر" بتراب بلدية الأوريسيا، والطريق الوطني رقم 77 "بالكاف لكحل" ببلدية "الدهامشة"، الطريق الوطني رقم 5 قرب "وادي بوسلام" غرب مدينة سطيف. كما تدخلت الفرق في أكثر من 35 عملية متعلقة بامتصاص وتصريف المياه من المنازل والمرافق العمومية والشوارع، مستعينة بمختلف أنواع وأحجام المضخات لاسيما العائمة منها، والتي شملت العديد من الأحياء بمدينة سطيف (يحياوي، المعدومين الخمسة، الشيخ العيفة، شوف لكداد) وبالعلمة بحي صخري، وجرمان ومنطاق أخرى ببلديتي عموشة وعين آرنات. ❊ منصور حليتيم