عندما تتلاشى القيم والمعايير في المجتمع، فهذا حتما سيؤدي الى الكارثة، وعندما يمس ذلك طلبة الجامعة فإن هذا لا يكون لديه أي تفسير، سوى أنها الهاوية، فعندما يتحول الطالب الى "معلم" يتحكم ويفرض نفسه على الاستاذ وعلى المسؤول، وبطريقة لا علاقة لها لا بالتربية ولا بالاخلاق ولا بالمستوى العلمي، فإنه لا يجب أن ننتظر أن نزدهر غدا. فقد توقف تفكيري للحظات ولم أجد ما أقوله، وبقيت حائرا، لدى تواجدي في جامعة بوزريعة للتحدث مع بعض الأساتذة امام التصرف الذي سلكه بعض الطلبة المحتجين على نقاطهم في مكتب مسؤولة التمدرس، وعدت بتفكيري الى سنوات من قبل، عندما كنت أنا أيضا طالبا، وتذكرت، كيف كان التعامل مع الاستاذ والاحترام الكبير الذي كان متبادلا فيما بيننا. فلدى تواجدي في مكتب الاستاذة، حضر عدد كبير من الطلبة، فدخل احدهم مرتديا لباسا غريبا (قبعة وسروال جينز تحت الحوض) كانت بطنه ظاهرة للعيان، وليس هذا فقط ما شد انتباهي لكن ما أثار استغرابي، هو طريقته في الكلام والتي كانت خشنة، كأنه في الشارع أو أنه بائع للخضر في السوق مع كل احترامي لهؤلاء. طلبة في علم الاجتماع الذين من المفروض أن يكونوا مصلحين اجتماعيين مستقبلا، فهل يمكن ان ننتظر أن تتحسن وضعية المجتمع، أم نبقى دائما نخشى المستقبل؟!.