نظمت جمعية «إيكو طبيعة» ببلدية بوزقان في ولاية تيزي وزو، أول أمس، يوما إعلاميا حول رسكلة وتثمين النفايات، بمشاركة أساتذة جامعيين ولجان القرى، لتقديم طرق تسيير النفايات ومعالجتها من جهة، وعرض تجاربهم في مجال الفرز ورسكلة النفايات المنزلية. قدم أساتذة من جامعة «مولود معمري» بتيزي وزو، محاضرات ذات الصلة بموضوع النفايات، حيث تم التطرق إلى المقاربة القانونية لتسيير النفايات حسب التشريع الجزائري، من خلال عرض آليات مسؤولة عن تسيير النفايات المنزلية في الجزائر، والوسائل القانونية المتاحة لذلك. إلى جانب المقاربة الاقتصادية في تسيير النفايات التي يمكن استغلالها في سبيل خلق اقتصاد بديل، يسمح بخلق الثروات عبر الفرز والرسكلة واستعادة النفايات. تطرق المشاركون إلى دور المجتمع المدني في مرافقة هذه المقاربة، عبر تشجيع عمليات الفرز والرسكلة التي تخلق من جهة مناصب شغل، ومن ناحية أخرى، مداخيل من عائدات بيع المواد المسترجعة من النفايات المنزلية القابلة للرسكلة. كما تناولوا موضوع الرسكلة بمنطقة بوزقان التي حققت قراها نجاحات متعددة في هذا المجال، إضافة إلى موضوع تحسيسي حول تثمين النفايات بمنطقة بوزقان، وأهمية مساهمة المؤسسة في مجال رسكلة النفايات. أُثرِي اللقاء بمداخلات أصحاب مؤسسات استثمرت في مجال الفرز الانتقائي للنفايات، والرسكلة في مجالات مختلفة في مناطق عديدة بولاية تيزي وزو وولايات أخرى، منها مؤسسة تخصصت في «جمع ورق الكرتون»، وأخرى في «رسكلة البلاستيك»، «رسكلة الزجاج وعلب المشروبات»، وكذلك في مجال «رسكلة البلاتسيك علب الياغورت» وغيرها، حيث عرضت كل مؤسسة طريقتها في رسكلة النفايات وتجربتها في هذا المجال الذي أضحى الشغل الشاغل للسلطات المحلية والمختصين، لاسيما في السنوات الأخيرة، أمام الانتشار الكبير للنفايات، بغية بلوغ نتائج تسمح بالحفاظ على البيئة وتحقيق مداخل اقتصادية، على اعتبار أن هذه النفايات ثروة بحاجة إلى تثمين. اعتبر المشاركون هذا اللقاء، فرصة للتعريف بنشاط هذه المؤسسات من أجل تبادل الخبرات وتطويرها، إلى جانب فتح مجال خلق علاقات تعاون مع المؤسسات المنتجة التي تسمح بالتخلص من النفايات عن طريق الرسكلة، موضحين أن النظرة اليوم، انصبت على اعتبار النفايات مادة أولية قابلة لإعادة الاسترجاع والاستعمال. كان اليوم الإعلامي فرصة للجان قرى بوزقان، لعرض تجربتها في مجال الفرز الانتقائي للنفايات والرسكلة، لاسيما أن هناك قرى أنشأت مراكز للفرز، سمحت بالتخلص وبشكل نهائي من مشكلة النفايات، حيث قدمت كل قرية تجربتها في هذا المجال الذي جعلها مثالا يقتدى به في قرى أخرى، إضافة إلى الجمعيات الناشطة في مجال البيئة التي ساهمت وبشكل كبير في تجسيد ثقافة الفرز، من أجل الحفاظ على البيئة والمحيط في سبيل ضمان سلامة الحياة البرية والصحة العمومية في آن واحد. للإشارة، نظمت جمعية «إيكو طبيعة»، في ختام هذا اليوم الإعلامي، زيارة لفائدة الضيوف والمشاركين إلى مراكز الفرز بقرى بوزقان، حيث اطلعوا على تقنيات الفرز وطرق الرسكلة، والطرق المتبعة في هذا المسار، لتفادي تكدس النفايات بقرى المنطقة التي اتحد بشأنها كل السكان، مما سمح بإنجاح التجربة. للتذكير، كثفت بلديات الولاية والجمعيات الناشطة في مجال البيئة مؤخرا، من نشاطات الإعلام والتحسيس من أجل إيجاد حلول تقضي على مشكلة النفايات. فبعدما تقرر وقف تحويل عدة بلديات نفاياتها إلى مركز الردم التقني للنفايات المنزلية، الواقع بوادي فالي في بلدية تيزي وزو، لم يعد للبلديات خيار آخر سوى البحث عن طرق بديلة تخرجها من هذه المشكلة، بالتركيز على دراسات وتجارب ناجحة لحل المشكلة وضمان التخلص من النفايات. س.زميحي