انطلقت بقاعة سينما المغرب بقلب مدينة وهران مؤخرا، فعاليات مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في طبعته الحادية عشرة بحضور عدد من الفنانين العرب والجزائريين، مع تسجيل غياب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي ناب عنه رئيس الديوان، الذي أشرف على الافتتاح الرسمي للتظاهرة الثقافية العربية. تم في حفل الافتتاح الذي جاء بسيطا فرش البساط الأحمر على طول شارع العربي بن مهيدي بقلب الباهية وهران، وتداول عليه الفنانون العرب والجزائريون. نشط الدورة الحادية عشرة الفنانان حسن كشاش وسلمى لعلامة، وتقدم بعدها المخرج المصري خالد يوسف والفنانة النجمة عفاف شعيب والفنان طارق عبد العزيز والفنانة السورية شكران مرتجى والفنان المصري محمد هنيدي والسوري عبد المنعم عمايري والسورية كندة حنا. استهل الحفل بالنشيد الوطني الجزائري، تلته كلمة محافظ المهرجان إبراهيم صديقي الذي نوّه بالحضور المميز للضيوف الذين لبوا الدعوة للمشاركة في هذه الدورة التي وصفها ب»الدورة المميزة بتميز شعارها الذي يرمز لكل معاني التسامح والعيش معا»، مضيفا بأن تكريمات المهرجان جاءت كالتفاتة لمن أعطوا للسينما وشقوا من أجلها ولم يبخلوا في سبيل إنجاحها». من جانبه، أكد مدير ديوان وزير الثقافة السيد علي رجال في كلمته نيابة عن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بأن المهرجان الذي جاء برعاية سامية من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أصبح فضاء مميزا للتبادل بين الفاعلين في ميدان الفن السابع من مخرجين ومنتجين ونقاد وخبراء سينمائيين، كما أنه محطة تستهوي عدد من نجوم السينما الجزائرية والعربية والأجنبية الذين يساهمون في الإنتاج السينمائي وصقل المواهب الشابة إيمانا منهم بواجب الارتقاء بالسينما العربية، فالسينما تبقى المعبّرة عن واقعنا وطموحاتنا، وهي اليوم مقياسا لواقعنا المعاش بإيجابياته وسلبياته وبوصلة تقينا مسالك التطرف والعنف، ومن هذا المنظور وضعت الطبعة الحادية عشر تحت شعار «العيش معا» تخليدا لدور الجزائر في اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لليوم العالمي للعيش معا، كما أكد المتدخل عزم وزارة الثقافة على مرافقة هذا المهرجان في طبعاته اللاحقة وكل المهرجانات السينمائية الأخرى خدمة للثقافة الوطنية والانفتاح على الإبداع السينمائي في الوطن العربي وفي العالم». شهد الحفل، تكريم الفنان الكوميدي المصري محمد هنيدي الذي عبّر عن سعادته لزيارة الجزائر والتكريم الذي حظي به لأول مرة، إلى جانب تكريم المخرج الجزائري المرحوم فاروق بلوفة والممثلة المصرية الراحلة شادية، كما تم بالمناسبة تكريم الناقد العراقي كاظم سلوم والمخرج المصري خالد يوسف ليتداول على صعود المنصة كل من الفنانة السورية كندة حنا التي مثلت الفنانين المشاركين في المهرجان والتي شكرت في كلمتها الجزائر على التنظيم السنوي للمهرجان الذي تحوّل لفضاء استقطاب والتقاء الفنانين، مشيرة إلى أن الجزائر كانت من بين أول الدول التي استقبلت السوريين الفارين من الحرب. من جانبها، أكدت الفنانة شكران مرتجى بأن شعار المهرجان يوحي بالسلام والتسامح، داعية إلى تواصل العمل على تقريب الدول متمنية أن تتم إقامة مهرجان دمشق الدولي العام المقبل بسوريا. للإشارة، عرف المهرجان بعض الفوضى وسوء التنظيم خاصة فوق البساط الأحمر، ما أزعج بعض المشاركين، فيما شهد حفل الافتتاح سقطات تنظيمية كثيرة على مستوى برتوكول التقديم ما سبّب الحرج لبعض المسؤولين وممثلي السلك الدبلوماسي، ناهيك عن غياب التمكن في الكثير من التفاصيل الأخرى، ومن ذلك إلغاء فيلم الافتتاح للمخرج المصري خالد يوسف بسبب ضيق الوقت حسب المنظمين، ليتم عرضه في اليوم الموالي بحضور المخرج. ❊رضوان .ق على هامش المهرجان وصف بعض المتتبعين والحاضرين في حفل افتتاح مهرجان وهران للفيلم العربي وما سبقه من تحضيرات بأنه بعيد عن المستوى، مما يعكس الارتجالية في تحضير مثل هذه المناسبات الهامة، علما أن كل المؤشرات التي سبقت انطلاق المهرجان توحي بوجود خلل، وهو الأمر الذي تجلى منذ أول يوم لوصول إدارة المهرجان لولاية وهران وعلى بعد أيام فقط من افتتاح التظاهرة العالمية التي ميزها التحضير الناقص وسوء التواصل بين بعض المؤسسات العمومية التي وجدت من أجل الخدمة. وقد كانت حادثة «سينما المغرب» أولى المؤشرات التي أكدت غياب التنسيق بين مختلف الفاعلين بوهران وإدارة المهرجان، حيث لم يتم الانطلاق في تحضير القاعة سوى 48 ساعة قبل الموعد الرسمي وسط تقاذف التهم بين المسؤولين حول تسليم القاعة ومن يملك مسؤولية قرار وضعها في خدمة المهرجان، فيما شكلت الملصقة الإشهارية للتظاهرة التي غيب فيها الإبداع الفني، الأمر الذي أطلق العنان لانتقاد واسع للمشاركين من مختلف الدول العربية . وضعية كالتي عرفها المهرجان تدعو اليوم إلى تحميل المسؤوليات والوقوف على ما حدث فعلا والبحث عن موقع الخلل الذي أدى لسقطة حرة للتنظيم. إن ما حدث بمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يدعو المسؤولين للتفكير في وضع دفتر شروط وميكانيزمات، خاصة باختيار الأسماء المشرفة على المهرجانات والتظاهرات الثقافية التي تنظم باسم الجزائر خاصة الدولية منها، والتي من المفترض أن تقدم صورة جيدة عن كل ما يتحقق من إنجازات وتطور بالجزائر قبل تنظيم تظاهرات في مستوى مهرجان الفيلم العربي عملا بما هو معمول به في المهرجانات العالمية. ❊رضوان.ق قاعة «سينما المغرب» ليست في الموعد كان محافظ المهرجان إبراهيم صديقي قد كشف خلال الندوة الصحيفة التي عقدها أياما قبل موعد المهرجان أن حفل الافتتاح سيكون بقاعة سينما المغرب لتحتضن كل منافسات عروض الأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، لكنه وبعد مرور 3 أيام، تم الشروع في تحضير القاعة بتأخر دام يومين كاملين وسط تحميل مسؤولية التأخر للديوان الوطني للثقافة والإعلام المشرف على تسيير القاعة. بالمقابل، كشفت ملحقة الديوان الوطني للثقافة والإعلام عبر بيان لها بموقع التواصل الاجتماعي بأنها لم تتلق طلبا رسميا بخصوص القاعة سوى ليلة الاثنين في حدود الساعة الثامنة ليلا، ليتم تسليم القاعة بالكامل يوم الثلاثاء لصالح إدارة المهرجان. و أوضح البيان بأن الديوان عمل على تقديم كامل الدعم المادي والبشري لإنجاح الدورة الحادية عشرة، كما قام بإلغاء كامل التظاهرة الخاصة بصائفة 2018 خلال كامل مدة انعقاد المهرجان الذي سلمت له قاعتي سينما المغرب والسعادة. كواليس المهرجان تواصلت التحضيرات الخاصة بالقاعة والبساط الأحمر إلى غاية الدقائق الأخيرة لانطلاق الفعاليات، ما أثر على برنامج حفل الافتتاح الذي انطلق في حدود الساعة التاسعة ليلا بدل السابعة مساء. ❊ على غير العادة، غابت الموسيقى الخاصة بالمهرجان طيلة الحفل، وخلال تسليم جوائز المكرمين، ما أكد وجود خلل تقني بسبب التحضير المتأخر للتظاهرة والقاعة. ❊ ألغت لجنة المهرجان حفل الافتتاح المتمثل في فيلم «كارما « للمخرج المصري خالد يوسف في آخر لحظة ليعرض في اليوم الموالي بقاعة المغرب. ❊ منشطا حفل الافتتاح حسان كشاش وسلمى لعلامة لم يكونا في مستوى الحدث بشهادة الحضور بسبب الأخطاء الكثيرة التي وقعت فوق المنصة والتي عرضت الحفل لسقطات كثيرة. ❊ كشفت الفنانة السورية شكران مرتجى بأن والدتها جزائرية. ❊ كشف خلال حفل الافتتاح عن لجنة تحكيم جديدة لم يتم تقديمها سابقا في الندوة الصحفية لمحافظ المهرجان، ويتعلق الأمر بلجنة تحكيم «أفلام البانورما». انطباعات الضيوف ❊خالد يوسف: تعلمت حب الجزائر من ثلاث شخصيات، جمال عبد الناصر، هواري بومدين ويوسف شاهين، سعيد لمشاركتي مرة أخرى بالمهرجان وتحية للشعب الجزائري، الشعب الذي يعد الأكثر اندفاعا للاستشهاد من أجل وطنه. ❊شكران مرتجى: الجزائر بلد الاستقبال والضيافة وسعيدة لكوني حاضرة بينكم وأتمنى أن يعود مهرجان دمشق الدولي للفيلم ليجمعنا ثانية. ❊محمد هنيدي: سعيد جدا لوجودي بوهران ولتكريمي بالجزائر ... شعرت بطيبة شعب كنت أسمع عنه واليوم أعيش بينه. ❊عفاف شعيب: مهرجان وهران فرصة هامة لالتقاء الفنانين العرب وسعيدة بتواجدي بالجزائر وبالمشاركة في المهرجان. ❊طارق عبد العزيز: شعب الجزائر شعب مضياف والجزائر بلدي الثاني وسأزورها كلما سمحت الفرصة بذلك. ❊عبد المنعم عمايري: لا أجد ما اعبر عنه سوى بالتأكيد على حبي للجزائر والجزائريين وسعيد بالمشاركة ضمن مسابقة الأفلام الطويلة وأنتظر العودة والمشاركة بالدورات المقبلة للمهرجان. ❊جمعها: رضوان.ق انطلاق المنافسات الرسمية بدخول 4 أفلام انطلقت ظهيرة أول أمس، بقاعة المغرب بمدينة وهران، المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة المشاركة في الدورة الحادية عشرة لمهرجان وهران للفيلم العربي. وافتتحت المسابقة بفيلم «واجب» من فلسطين للمخرجة آن ماري جاسر وتحكي قصته يوميات الشيخ أبو شادي بمنطقة الناصرة بفلسطين الذي يحضّر لزفاف ابنته الوحيدة.. وخلال تحضيرات الحفل، يصل ابنه المغترب في مدينة روما الإيطالية للمساهمة في مساعدة والده منها تسليم دعوات الزفاف لكل أفراد العائلة والأقارب والجيران وفق أعراف لا تزال قائمة بمنطقة الناصرة، وتتواصل الحبكة الفنية للفيلم من خلال حوار يجمع الولد بوالده وسط اختلاف حول الرؤى بين الماضي والمستقبل تتجلى مع الوصول إلى كل بيت تسلم له الدعوة. حاز الفيلم على جائزة أفضل فيلم في مارديل بلاتا بالأرجنتين العام الماضي، إلى جانب تسع جوائز دولية أخرى، كما رشح الفيلم فلسطين لجوائز الأوسكار للعام الجاري. عرض الفيلم الثاني ضمن مسابقة الأفلام الطويلة، ويتعلق الأمر بالفيلم السوري «رجل وثلاثة أيام» للمخرج جود سعيد والذي يتناول من خلاله الأزمة السورية من منظور المعاناة التي يتجرعها أهالي القتلى، ويقدم بطله على أنه مخرج معروف استشهد ابن خاله ضابط في الجيش السوري ويكلفه خاله الطاعن في السن بإحضار جثة القتيل للضيعة التي يعيش بها كونه مخرجا معروفا وبالتالي يمكنه الوصول إلى المسؤولين والإسراع في استعادة الجثة، وعلى مدار ثلاثة أيام، تفشل محاولاته لنقل الجثمان من دمشق للضيعة (القرية) بسبب صعوبة الإجراءات، فيضطر إلى البقاء مع الجثة حيث يناجيها بوجدانه المجروح. شهد اليوم الثاني من المسابقات الخاصة بالأفلام الطويلة عرض فيلم «نور» اللبناني للمخرج خليل زعرور و»الرحلة» من العراق للمخرج محمد الدراجي. للإشارة، تتنافس في التظاهرة 10 أفلام طويلة هي الفيلم الجزائري «لم نكن أبطالا» للمخرج نصر الدين حنيفي الذي عرض أمس، و فيلم «إلى آخر الزمان» للمخرجة ياسمين شويخ المنتظر عرضه يوم الاثنين المقبل بقاعة سينما المغرب وأفلام «كيليكيس... دوار البوم» للمخرج المغربي عز العرب العلوي لمحرازي و»رجل وثلاثة أيام» للمخرج السوري جود سعيد و»فوتوكوبي» للمخرج المصري تامر عشري و «تونس بالليل» للمخرج التونسي ألياس بكار و»عاشق عموري» للمخرج الإماراتي عامر سالمين المري و»الرحلة» للمخرج العراقي محمد الدراجي و»نور» للمخرج اللبناني خليل زعرور و فيلم «واجب» للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر. كما تعرف الطبعة الحادية عشرة مشاركة 14 فيلما قصيرا منها فيلمان جزائريان «الورقة البيضاء» لمحمد نجيب العمراوي و»حقول المعركة» لأنور سماعين و 14 فيلما وثائقيا تشارك الجزائر بخمسة أفلام هي «على آثار المحتشدات» لسعيد عولمي و»معركة الجزائر» لمالك بن سماعيل و»ذكرى في المنفى» لمختار كربوعة و»كباش ورجال» لكريم صياد و»قصة فيلم معركة الجزائر» لسليم عقار. ❊رضوان.ق