* ميهوبي يرسّم المهرجان والعرب يباركون مد البساط الأحمر من الطريق الرئيسي إلى مدخل المسرح الجهوي لقسنطينة وتوافد النجوم العرب ومشوا على البساط، وسط حضور جماهيري كبير جاء لاكتشاف هذا الحدث، ويروي ظمأ عشقه للسينما التي غابت عن المدينة لمدة فاقت العشرين سنة. مشى النجوم الواحد تلو الآخر وكانت الفنانة المصرية الكبير صفية العمري من الأوائل الذين ولجوا باب المسرح، لتليها فنانة لا تقل حجما عنها وهي ”بوسي”، زوجة الممثل المصري الراحل نور الشريف، كما تألقت الفنانة اللبنانية مادلين طبر التي كانت مطلوبة بكثرة من طرف الجمهور الذي اصطف على طول الطريق المؤدي إلى المسرح الجهوي. الفنانة السورية الأخرى فادية خطاب كانت متأنقة هي الأخرى، ولكن النجم السوري عباس النوري الهب الحضور نظرا لشعبيته الكبيرة في الجزائر وفي كافة العالم العربي. وأكد وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، أن تكريم الأفلام العربية المتوجة في بعض المهرجانات هو تثمين لحق العرب في الدفاع عن صورتهم من خلال الثقافة، منبها أن الوطن العربي يمر بمرحلة صعبة جدا تُستهدف فيها الشخصية العربية، وتُدمر فيها ذاكرتها والموروث الثقافي والحضاري للأمة العربية. وقال الوزير، لدى إشرافه، سهرة الجمعة، على افتتاح أيام الفيلم العربي المتوج بقسنطينة، أن السينما هي سلاح حقيقي لمواجهة هذا التدمير والجنون، وقادرة على مواجهة التطرف والانغلاق، معربا عن أمله في أن تكون للسينما صورة أخرى وأن تُوجه العدسة للحفاظ على الكائن العربي المستهدف، ذلك لما يملكه الفن السابع من قدرة في دحض المؤامرات التي قال عنها أنها أكبر مما نتصور. وعبر عز الدين ميهوبي عن سعادته لأن قسنطينة منحت عبر هذه التظاهرة لحظة التأمل فيما يقدمه الإنسان من حلم، وأن السينما إبداع، حلم، تاريخ، مقاومة وتضحية، وبها تستعيد قسنطينة حقها في السينما، فهي التي منحت الجزائر أول مخرج لفيلم روائي طويل بفضل طاهر حناش عام 1952، لذا فالمدينة تستحق هذا المهرجان. وأردف الوزير ”السينما أداة لتحقيق الفرجة وتحقيق حق الإنسان في أن يحلم”. وبعد أن ذكر أن الفكرة تجلت في المهرجان الأخير للفيلم العربي بوهران، قال ميهوبي أن تكريم أبطال سلسلة ”أعصاب وأوتار” ومخرجها محمد حازرلي في هذا الحدث هو واجب، نظير إمتاعهم للجمهور على مدار سنوات، وكذلك تكريم الأستاذ الموسيقي نوبلي فاضل لما قدمه للفن والسينما الجزائرية والعربية. وعاد المتحدث ليؤكد أن الجزائر تمتلك مشروعا حقيقيا لتأخذ السينما مكانتها في حياة الجزائريين، تتيح للجيل الجديد فرصة للجيل الجديد لمواصلة ما قدمه الرواد الأوائل الذين قدموا الكثير من الأعمال الروائية الطويلة، على غرار المخرج محمد لخضر حمينة صاحب السعفة الذهبية الوحيدة عربيا، سنة 1975 عن فيلمه ”وقائع سنين الجمر”. وعن تكريم السينما السورية في هذه الدورة، أكد الوزير أنه يعكس إدراك التظاهرة للمساهمة القوية لهذه السينما في الثقافة العربية، والمتجلي في كل الفنون أيضا، وأن جعل شعار هذا التشريف ”سلام من صبا بردى” يترجم صمود دمشق، والمهرجان هدية لكل المؤمنين بهذه القضية. وقال محافظ المهرجان ابراهيم صديقي أن هذه التظاهرة ترسيخ نجاح الأفلام العربية المتوجة عموما: ”هي تأخذ بعدها في حين التتويج، ثم ننساها أو نتناساها بفعل المشهد النقدي العربي، فإعادة الالتفاتة لهذه الأفلام المتوجة ومناقشة تتوجيها واستذكار المبدعين الذي اشتغلوا عليها، هذا يطيل من أمد النجاح، ويعطي فرصة أيضا للذين لم ينجحوا بعد أن يتشجعوا حتى يصلوا للمراد في المهرجانات العربية والعالمية”. وأضاف صديقي أنها لحد الآن استثنائية، هي طبعة وحيدة، ولكن مثقفين ومبدعين من قسنطينة قد رفعوا طلبا إلى السيد وزير الثقافة، لترسيخ التظاهرة كتقليد في المدينة، وأن لا تظاهرة ثقافية سينمائية فيها لآن، فهذا الجمع يأمل أن تكون الفعالية سنوية وأن تنال استجابة من وزير الثقافة. صفية العمري: ”قسنطينة تستحق أن تكون مدينة كل العرب” قالت الفنانة المصرية الكبيرة صفية العمري التي تصل لأول مرة إلى قسنطينة لتحضر فعاليات أيام الفيلم العربي المتوج في طبعته الأولى، إن مدينة قسنطينة تستحق أن تكون مدينة كل العرب نظرا للتنظيم الكبير الذي لاحظته في حفل افتتاح المهرجان، بالإضافة إلى الأفلام القوية المشاركة، كما وجهت تحية خاصة إلى كل جمهورها في الجزائروقسنطينة بالتحديد وقالت: ”تحياتي ومحبتي إلى كل العرب من هذا المنبر، تحياتي أن تكون سنة 2016 سنة كل العرب وبادرة خير للسلام في كل الوطن العربي، كماية دم، كفاية تقتيل، احنا بحاجة إلى سلام في الوطن العربي، صابرين على هذا الامتحان الصعب وإن شاء الله يكرمنا على صبرنا في السنة القادمة ويرزق السلام كل الوطن العربي”. بوسي: ”الجميل هو تذكر هؤلاء العمالقة” قالت الفنانة المصرية بوسي إن الشيء الجميل في الفن أنه يخلد الأبطال ويحيي الفنانين الذين رحلوا عن عالمنا بأعمالهم التي تبقى معنا، الفن ذاكرة الشعب ويجب أن نحافظ عليه بمثل هذه المهرجانات التي تبقى واحدة من أهم المبادرات التي تحفز الفنان على الإبداع والعمل مهما تقدم به السن، وأشكر الشعب الجزائري الذي يذكر الفنان الراحل نور الشريف دائما بكل خير، وأشكركم على هذا التكريم والتكريم الذي حضي به في مهرجان وهران. عباس النوري: ”مبروك للجزائر هذا المهرجان” عباس النوري حظي باستقبال مميز من الجمهور القسنطيني الذي مازال يتتبع دوره الكبير في مسلسل باب الحارة، وقال النوري إن قسنطينة محظوظة باستقبالها كل هؤلاء النجوم في الطبعة الأولى من مهرجان أيام الفيلم العربي المتوّج الدي يحمل شعار ”التسامح” هذه السنة: ”مبروك لقسنطينة عاصمة الثقافة العربية ومبروك لكل الوطن العربي على احتضان مدينة الجسور المعلقة لهذا المهرجان المميز، سعيد جدا بتواجدي هنا ومشاركتي في هذه الأيام التي تعتبر فعلا مميزة وخاصة … أخجل من الكلام أمام كل الضيوف التي حضرت وتهانيا لقسنطينة لاحتضانها تظاهرة عاصمة الثقافة العربية”. عنتر هلال: ”مرحبا بالنجوم بيننا” قال الفنان الكبير عنتر هلال، الذي حظي باستقبال مميز جدا في حفل الافتتاح الذي عرفه مسرح قسنطينة، بمناسبة أيام الفيلم العربي المميز: ”فخور جدا بتواجدي وسط هذه الكوكبة الكبيرة من النجوم العرب، الذين شرفوا مدينة قسنطينة بتواجدهم، تحركت مشاعري بهذا اللقاء المميز وأشكر القائمين على هذه التظاهرة التي خصت بها مدينة قسنطينة”. مادلين طبر: ”ثقافتنا تأتي هذه المرة من قسنطينة” عبّرت الفناة مادلين طبر عن سعادتها البالغة بتواجدها في قسنطينة قائلة: ”أسعدني جدا وجودي بينكم، أثرت في كثيرة كلمة الوزير عندما قال إنه يجب أن نحارب الإرهاب بالثقافة والمهرجانات التي تعطي دافعا قوي لكل الأمة، المهرجانات فائدتها لا تعود على الفنان فقط بل على كل البلد وعلى السياسة والاقتصاد، ثقافتنا تأتي هذه المرة من قسنطينة المعلقة بجسورها الثقافية، أملنا أن تعود مثل هذه التظاهرات على الأمة العربية بالخير والأمن والطمأنينة والخير والسعادة على الجزائر وكل الوطن العربي”. أنوشكا: ”الثقافة تبقى سلاحا ضد الإرهاب” من جهتها، قالت المطربة المصرية إنوشكا إنها سعيدة جدا بتواجدها في الجزائر مرة أخرى، وهي التي تعودت على إحياء حفلات هنا في الجزائر، مؤكدة أن الثقافة تبقى سلاحا ضد الإرهاب من خلال الكاميرات والصورة والصوت. 11 فيلما في المسابقة ويعود ألق السينما العربية ليضيء وجه سيرتا الفن والثقافة والتاريخ، وهي تحتضن من اليوم وإلى غاية ال23 من الشهر الجاري فعاليات أيام الفيلم العربي المتوّج، لتجدّد مدينة قسنطينة عهدها بالسينما بعد انقطاع طويل. وتشهد التظاهرة عرض 11 عملا سينمائيا متوجا، من 8 دول عربية هي تونس، المغرب، موريتانيا، مصر، لبنان، سوريا، الأردن والعراق. أفلام تم انتقاؤها من بين أهم الإنتاجات التي صنعت الحدث في أكثر من تظاهرة عربية وعالمية. ويشارك من الجزائر المخرج لطفي بوشوشي بفيلم ”البئر”، وهو العمل الحائز على أربع جوائز في مهرجان الإسكندرية السينمائي. ومن الأردن يقدّم المخرج ناجي أبونوار فيلم ”ذيب”، المتّوج في أكثر من تظاهرة عربية. ومن تونس يشارك المخرج نوفل صاحب الطابع بفيلم ”الزيارة”. فيما تقدّم المخرجة ليلى بوزيد فيلم ”على حلة عيني”. كما يتضمن برنامج العروض الفيلم العراقي ”تحت رمال بابل” لمخرجه محمد جبارة الدراجي، ويمثّل السينما المصرية فيلمان متميزان هما ”الفيل الأزرق” لمروان حامد، و”بتوقيت القاهرة” لأمير رمسيس، وهو واحد من الأعمال المتوجة خلال الدورة السابقة لمهرجان وهران للفيلم العربي. فيما يعود فيلم ”جوق العميين ” للمخرج محمد مفتكر إلى قاعات العرض الجزائرية ضمن ذات التظاهرة بعد تتويجه بالجائزة الكبرى في وهران. ومن موريتانيا يشارك المخرج عبد الرحمان سيساكو بفيلم ”تمبكتو”، من جهته يقدّم المخرج اللبناني إيلي داغر فيلم ”موج 98”. فيما ستكون السينما السورية حاضرة بفيلم ”المهاجران” للمخرج محمد عبد العزيز. تحت شعار ”التسامح إنتاج مشترك”، سيتم على هامش التظاهرة تنظيم ملتقى أدبي يجمع عددا من السينمائيين والأكاديميين الذين سيفتحون النقاش حول سبل تعزيز وتطوير التعاون المشترك العربي في مجال الإنتاج السينمائي.