أدى رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة والوزير الأول أحمد أويحيى صباح أول أمس الثلاثاء، صلاة عيد الأضحى بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة، في جو ساده الخشوع والسكينة والطمأنينة وسط جموع المصلين. كما أدلى صلاة العيد بالجامع الكبير أعضاء من الحكومة وإطارات من الدولة وممثلون عن أحزاب سياسية والمجتمع المدني، إلى جانب السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي المعتمد بالجزائر. وفي خطبتي الصلاة، ذكّر الإمام بمعاني عيد الأضحى المبارك باعتباره يوم فرح وابتهاج تسوده صلة التراحم والتآزر بين أفراد المجتمع الواحد، داعيا إلى ترجمة هذه المعاني في نفوسنا وقلوبنا وواقعنا. كما ذكّر الإمام بضيوف الرحمن وحجاج بيت الله الحرام، الذين وقفوا على صعيد عرفات في أجواء إيمانية مهيبة، ملبين متوجهين إلى الله، بقلوب خاشعة متضرعة أن يغفر ذنوبهم ويتقبل منهم حجهم وصالح أعمالهم، منوها بموقف عرفة الذي يُعد أعظم يوم في السنة، وفيه أعظم ركن في الحج، والذي قال عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "الحج عرفة". ولأن مناسبة العيد تزامنت مع يوم المجاهد فالخطبة شملت أيضا الحديث عن الاحتفال بالذكرى المزدوجة ل 20 أوت 1955 و1956 وبطولات آبائنا الشهداء والمجاهدين وتضحياتهم الجسيمة، وتضمنت رسالة قوية إلى أبناء هذا الجيل للحفاظ على الجزائر وسيادتها وقيمها وهويتها. كما ذكّر الإمام بمجهودات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في وضع أسس ومبادئ وقيم الأمن والسلام والرخاء والمصالحة الوطنية في كل ربوع الوطن، التي ما فتئت تصبح نموذجا لكثير من الدول في العالم التي تعاني ويل الإرهاب. ودعا الإمام جموع المصلين إلى الحفاظ على صلة التراحم والتسامح والتغافر والتضامن والتزاور فيما بينهم، ونبذ كل أشكال العنف والفرقة والشقاق ورص الصفوف، من أجل المحافظة على نعمة الأمن والأمان والسلام والاستقرار والطمأنينة في كل ربوع الوطن. وذكّر بأن الإسلام دين التسامح والعدالة والمساواة بين كل أفراد المجتمع، مضيفا أن هذا اليوم هو يوم النحر الأعظم؛ امتثالا واقتداء بسيدنا إبراهيم الخليل والذي شرعه سيدنا محمد عليه أزكى السلام، وهو تعظيم وتقرب لله عنا وعن أهلنا. وعقب الصلاة تلقّى السادة عبد القادر بن صالح والسعيد بوحجة وأحمد أويحيى التهاني من قبل المصلين. زيارة تضامنية لأعضاء من الحكومة لمركز المسنّين ومخيم الشباب وبالمناسبة، أدى وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، زيارة تضامنية قادته إلى مركز المسنين بباب الزوار وخيم شباب الجنوب بالقادوس (بلدية هراوة) رفقة وزير الشباب والرياضة محمد حطاب، ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة غنية الدالية، ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي، ووالي الجزائر العاصمة عبد القادر زوخ. وتقاسم الوفد الوزاري أفراح عيد الأضحى بما فيها عملية نحر الأضاحي مع الفئات الهشة المتواجدة بمركز المسنين بباب الزوار وأطفال الجنوب المتواجدين بالمخيم الصيفي بالقادوس، الذين استفادوا من هدايا رمزية. واستغل وزير الداخلية الفرصة لتوجيه التهاني بالعيد للشعب الجزائري عموما، وأسلاك الأمن وقوات الجيش الوطني المرابطة بالحدود لضمان سكينة المواطنين خصوصا. وقال السيد بدوي إن هذه الزيارة التضامنية تهدف إلى تقاسم فرحة العيد، وتُعد تعبيرا عن القيم التضامنية والتلاحم بين الجزائريين التي كرسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "بتوجيهاته وتعليماته". وأضاف: "نتقاسم أفراح عيد الأضحى اليوم الثلاثاء مع آبائنا وأمهاتنا بدور استقبال العجزة (دار المسنين بباب الزوار) ومع أبنائنا وبناتنا من جنوبنا الكبير، وهذا يعبّر على رمزية قوية، متمثلة في قيم التضامن والتلاحم كجزائريين، وهي القيم التي كرسها رئيس الجمهورية بتوجيهاته وتعليماته". واعتبر أن المناسبة مواتية كذلك للتقدم بتحية خاصة "لكل أسلاك أمننا وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي وكل أبنائنا المرابطين في حدودنا، العاملين ليل نهار، لضمان أمن وسكينة وطمأنينة مواطنينا وحماية حدودنا". كما أكد أنها مناسبة "لندعو الله عز وجل لمرضانا بالشفاء العاجل، ولأهلنا بالصحة والهناء، وأن يعيده علينا إن شاء الله ونحن ننعم بالأمن والاستقرار والتنمية التي يطمح إليها مواطنونا". أجواء فرحة العيد تعم الوطن وعاشت ولايات الوطن كلها أجواء مماثلة لعيد الأضحى، سادها الهدوء والتغافر والتضامن بين مختلف فئات الشعب. ففي سكيكدة، أدى المواطنون شعيرة عيد الأضحى المبارك في أجواء اتسمت بالهدوء والسكينة والخشوع والتضامن العفوي نحو العائلات الفقيرة. واستمع المصلون إلى خطبتي العيد، التي أبرز من خلالها الخطيب أبعاد ومغزى إحياء هذه الشعيرة الدينية، مشددا على ضرورة توحيد الصفوف والإكثار من فعل الخيرات. وسخّرت مصالح أمن ولاية سكيكدة 1200 شرطي لتأمين الأماكن التي يكثر التردد عليها؛ كالمساجد والمقابر وأماكن النحر ومحطات نقل المسافرين. وتم تكثيف الحواجز الأمنية الثابتة، وإضافة دوريات راكبة وأخرى للدراجات النارية لتسهيل حركة المرور. وأحيت ولاية برج بوعريريج عيد الأضحى المبارك في نفس الأجواء، التي تميزت بإحياء تقاليد المنطقة في هذه المناسبة، بما فيها من مظاهر التسامح والتغافر وتوطيد العلاقات أكثر بين الأهل والأقارب. وفي باتنة، تجلت بوضوح هذه السنة مظاهر التكافل الاجتماعي من خلال نشاط مديرية النشاط الاجتماعي، التي وفرت كل أجواء الفرحة في هذا العيد في إطار عمليات التضامن الوطني، حيث تم تسطير برنامج ثري بالمناسبة، تضمّن زيارة المراكز المتخصصة التي وُفرت بها أضاحي العيد، فضلا عن تنظيم زيارات للأطفال المرضى بمستشفى المدينة ودار العجزة. من جهته، بادر المكتب الولائي لجمعية البركة للأشخاص المعاقين بعين التوتة، بإدخال الفرحة في نفوس المعاقين؛ من خلال عملية تضامنية، شملت جمع لحوم الأضاحي وتوزيعها على المحتاجين من هذه الشريحة. وتكريسا لقيم التآخي والتكافل الاجتماعي، قامت جمعية باب الخير بتوزيع 70 أضحية على اليتامى والمعوزين إضافة إلى مواد غذائية. وبولاية الجلفة قام إطارات وأعوان الشرطة لأمن الولاية بزيارة مبرمجة للأطفال المرضى ونزلاء الطفولة المسعفة، لمقاسمتهم فرحة عيد الأضحى. وأسهمت هذه المبادرة الرمزية في إدخال البسمة وزرع أواصر المحبة في أوساط هؤلاء الأطفال، الذين يفتقدون للأجواء الأسرية، وقد أريد بهذه الالتفاتة مشاطرتهم فرحة العيد. وتم خلال هذه الزيارة التي مست مصلحة طب الأطفال بمستشفى "محاد عبد القادر" بعاصمة الولاية ومركز الطفولة المسعفة، توزيع هدايا رمزية، وهو ما أدخل الفرحة والسرور في نفوس الأطفال الذين ارتسمت على محياهم السعادة وبدوا في نشوة كبيرة، عوّضتهم نسبيا الدفء العائلي الذي يفتقدونه بدون إرادتهم. والجدير بالذكر أن هذه المبادرة التضامنية أصبحت تقليدا دأبت عليه ذات المصالح؛ حيث قاسمت الفرحة الفئات التي هي في حاجة ماسة لذلك. ح.ح/ المراسلون