شهدت ولاية وهران ليلة الأحد إلى الاثنين أمطارا رعدية قوية وبرد لم تشهدها الولاية منذ سنوات، مما تسبب في غلق كامل للشوارع والأحياء بالسيول التي غمرت المنازل وسحبت معها المركبات. فيما تسببت حبات برد ضخمة في تحطيم الواجهات الزجاجية لعشرات المركبات التي تضررت بالكامل جرّءا قوة حبات البرد. كانت قرابة الساعتين كافية لتغرق معظم ولاية وهران في سيول غمرت الشوارع والأحياء الكبرى وخاصة الأحياء الشعبية التي غرقت بالكامل ووصل منسوبها إلى أكثر من 40 سنتيمترا حسب تقديرات مصادر مسؤولة. في وقت أخلى عشرات السكان القاطنين بالمباني القديمة منازلهم خوفا من وقوع انهيارات بالمباني الهشة التي لا يزال سكانها ينتظرون الترحيل. وقد كانت مدينة وهران أهم البلديات المتضررة من السيول التي أغرقت الشوارع الرئيسية بوسط المدينة وامتدت منها السيول لتغرق كامل الأنفاق والممرات الضيقة بما فيها مسار الترامواي الذي غرق وسط السيول ودفع لتوقيف نشاطه، كما قام سكان بعض المناطق ببلدية وهران على غرار حي البلانتير وكوشة الجير والبدر بقطع الطريق احتجاجا على عدم التكفل بهم، خاصة ما تعلق بمطلب الترحيل، وقد وجهوا أصابع الاتهام لمصالح البلدية التي لم تقم بدورها في تنظيم قنوات صرف مياه الأمطار المنتشرة عبر كامل البلدية. وهو ما أجمع عليه المواطنون الذين طالبوا بالتحقيق في القضية، في وقت أكد مصدر مسؤول من البلدية بأن كمية الأمطار الكبيرة التي تهاطلت على المدينة لم تكن متوقعة وغير مسبوقة وقد تم تجنيد كامل الفرق التقنية للتدخل وتسهيل حركة المرور وفتح القنوات التي غرقت في السيول. وأرجع المتحدث غرق بعض الشوارع لأشغال الحفر والأتربة المنتشرة بالمدينة وإلى ظاهرة سرقة أغطية البالوعات. كما شهدت منطقة حي الصباح ببلدية سيدي الشحمي والنجمة بنفس البلدية تسرب المياه إلى المنازل بعد أن ارتفعت السيول لأكثر من نصف متر، حسب المواطنين الذين اضطروا لإخلاء السكنات في وقت تدخلت فيه فرق الحماية المدينة لإجلاء بعض السكان بالمنطقة. وكان حي بلقايد الجديد ببلدية بئر الجير من بين أهم الأحياء المتضررة بعد انسداد كامل مجاري المياه مما شكل بحيرات كبيرة منعت السكان من الخروج والحركة. وببلدية السانيا، شهدت المباني الفوضوية انهيارات جزئية، ما دفع سكان منطقة فوضوية لاقتحام مدرسة ابتدائية للمبيت فيها خوفا من أن تجرفها السيول. وأكد مصدر من الولاية بأن مصالح هذه الأخيرة، شكلت لجنة ستقوم بإحصاء الأضرار التي خلفتها الأمطار، والتي لم تسجل ضحايا، فيما قامت مصالح الحماية المدنية بتجنيد عناصرها لمتابعة الوضعية.