أحدث تساقط أولى أمطار الخريف على العاصمة لمدة لم تتجاوز نصف ساعة ليلة الاثنين إلى الثلاثاء حالة استنفار قصوى عبر العديد من الأحياء والطرق والأنفاق التي غمرتها المياه وتسببت في فيضانات عارمة، أدت إلى شلل في حركة المرور وانسداد مس حتى مؤسسات عمومية على غرار محطة مترو الحراش والترامواي ومستشفى نفيسة حمود (باني سابقا) بحسين داي.. مما أثار مخاوف ورعب لدى المواطنين من تكرار نفس سيناريو فيضانات باب الوادي. وفضحت الصور والمشاهد التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي وحتى شهادات السكان من البلديات والأحياء التي غرقت في مياه الأمطار على غرار حسين داي والقبة وشارع جيش التحرير وحي المعدومين المعروف باسم "رويسو"... تقاعس السلطات المحلية والغياب التام لعمليات تهيئة قنوات صرف المياه التي أصبحت تسبب في كل مرة تتهاطل فيها الأمطار فيضانات تؤدي إلى خسائر مادية وحتى بشرية رغم تصريحات المسؤولين المحليين بالقضاء على هذا المشكل. مستشفى بارني وترامواي وميترو العاصمة يغرقان في المياه وغرق شارع طرابلس الرئيس بحسين داي دقائق معدودات فقط بعد بدء تساقط الأمطار، حيث غمرت المياه المحلات، في حين بقي ركاب الترامواي رهائن داخل العربات بعد تعطل هذا الأخير بسبب ارتفاع منسوب المياه في الطرق. وأعلنت شركة استغلال ترامواي الجزائر "سيترام" أنه تم استئناف الخدمة عبر خطوط ترامواي الجزائر العاصمة فجر أمس، بعد الاضطرابات التي سجلت خلال ليلة الاثنين إلى الثلاثاء جراء الفيضانات. وحسب شركة "سيترام"، فإن حركة النقل عبر ترامواي العاصمة عادت إلى طبيعتها بداية من الساعة الخامسة والنصف من صباح أمس. وأضاف المصدر أن ترامواي الجزائر سجل مساء الاثنين توقفا جزئيا في الخدمة بين محطتي طرابلس والثعالبية وطرابلس المسجد وبين محطتي الديار الخمس بكري بوقرة نتيجة الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي تهاطلت مساء. وأضاف "أن حركة النقل عبر التوامواي بقيت مستمرة بين محطتي درقانة وسط وتاماريس". ولم يسلم مستشفى نفيسة حمود (بارني سابقا) بذات البلدية من تسرب المياه عبر أقسامه وإلى غرف المرضى، حيث كشفت فيديوهات تم تداولها عبر "الفايسبوك"، حالة الذعر التي عاشها المرضى ليلة الاثنين إلى الثلاثاء خاصة على مستوى قسم طب الأطفال. والمثير أن بلدية حسين داي عرفت مؤخرا عملية لإعادة تغيير القناة الرئيسية لصرف المياه، أشرفت عليها إحدى المؤسسات الخاصة وتطلبت مبالغ مالية باهضة. وأكد حينها المسؤولون المحليون أنه تم التخلص من مشكل انسداد البلوعات، غير أن الواقع المعاش أمس، على مستوى هذه البلدية يدفع إلى طرح عدة تساؤلات حول ما جدوى إقامة قناة ضخمة ما دام الوضع بقي على حاله. ونفس حالة الرعب والتخوف عاشها سكان بلدية القبة عبر حي المنظر الجميل والقبة القديمة بسبب ارتفاع مستوى المياه وتسببها في عرقلة سير الراجلين والسائقين عبر الطرق. فيما سجلت الضاحية الشرقة للعاصمة وبالضبط على مستوى باب الزوار والخروبة أيضا انسداد على مستوى الطرق. كما تسربت المياه إلى محطة ميترو الحراش، حيث سارعت إدارة الميترو إلى إغلاقها تفاديا لأي كوارث قد تلحق بمستخدمي هذا الخط. وأوضح بيان أصدرته أمس، مؤسسة "أر.أ. تي. بي. الجزائر" أن إغلاق المحطة كان ضروريا من أجل ضمان تدخل فرق الصيانة في أحسن الظروف، حيث تم انقطاع جزئي لحركة الميترو من الساعة التاسعة من مساء الاثنين إلى غاية الساعة الحادية عشر من نهار أمس، بين محطتي الحراش وباش جراح. وأضاف البيان أن فرق "أر. أ. تي .بي .الجزائر"، وبالتعاون مع مؤسسة ميترو الجزائر يسهرون على تنفيذ الإجراءات الخاصة بمثل هذه الأوضاع. نشرية خاصة تفيد بسقوط أمطار قوية منتظرة على ولايات شرق ووسط البلاد حذّرت مصالح الأرصاد الجوية في نشرية خاصة أمس، من استمرار تساقط أمطار غزيرة وأحيانا رعدية بولايات شرق ووسط البلاد. وتخص هذه الأمطار ولايات الطارف وعنابة وسكيكدة وجيجل وبجاية وسطيف وبرج بوعريريج وميلة وقسنطينة وقالمة وسوق أهراس. وهو الوضع الجوي الذي سيستمر إلى غاية الساعة 11 ليلا لنهار اليوم، حيث من المتوقع أن تصل أو تتجاوز كمية الأمطار المتساقطة خلال هذه الفترة 60 ملم محليا. ومن المرتقب أيضا حسب النشرية استمرار هذه الأمطار بولايات تيزي وزو وبومرداس والجزائر العاصمة والبليدة والمدية والبويرة على أن تبلغ كمية التساقط المتوقعة أو تتجاوز 30 ملم محليا طيلة صلاحية النشرية من الساعة ال3 صباحا إلى غاية ال11 ليلا من اليوم. تسرب المياه إلى بعض المنازل بمناطق مختلفة بباتنة تسببت الأمطار الرعدية الغزيرة التي تساقطت على مناطق متفرقة من ولاية باتنة ليلة الاثنين واستمرت إلى غاية صباح أمس، في تسرب السيول إلى بعض المنازل. وأوضحت المديرية المحلية للحماية المدنية أن أعوانها تدخلوا لامتصاص كميات من المياه من داخل مساكن تسربت إليها السيول بكل من دوائر باتنة وعين ياقوت والشمرة. وأضافت أنه تم تسخير كل الإمكانات المادية والبشرية الضرورية تحسبا لأي طارئ قد ينتج عن التقلبات الجوية، حسبما أضاف ذات المصدر. إنقاذ 4 أشخاص ببلدية الونزة بتبسة أنقذت مصالح الحماية المدينة 4 أشخاص بينهم امرأة، كانوا عالقين داخل سيارتهم وامتصاص سيول الأمطار التي غمرت العديد من المنازل جراء الأمطار الغزيرة المصحوبة بحبات البرد التي تساقطت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء على بلدية الونزة بولاية تبسة. كما تم امتصاص المياه على مستوى عدد من المنازل والسكنات الريفية التي غمرتها مياه الأمطار بكل من "دوار سيدي يحيى" و«دوار العشاش"، حيث تعدى منسوب المياه 45 ملم حسبما أضاف نفس المصدر، مشيرا إلى نفوق أكثر من 10 رؤوس من الماشية.