يبطل العجب بعد مشاهدة فيلم "السعداء" للمخرجة الجزائرية صوفيا جامع، وتكتشف أن الممول الرئيسي لهذا العمل هي جهات فرنسية، فالمخرجة لم تتوان لمشهد واحد في تحطيم صورة الجزائر، وتعلن صراحة عن أن البلد الذي عرف العشرية السوداء وفترة عصيبة بسبب الإرهاب "لم يعد وطنا للعيش، وتقترح الهروب أو الهجرة بديلا لحياة سعيدة". يروي الفيلم الروائي الطويل "السعداء"، الذي تم عرضه سهرة أول أمس بقاعة "بانورا" لحساب مهرجان مالمو للفيلم العربي، قصة زوجين يعيشان مخلفات الفترة الدامية التي عصفت بالجزائر في تسعينيات القرن الماضي. هذين "سمير" (أدى دوره سامي بوعجيلة)، و«أمال" (أدت الدور نادية قاسي)، يحاولان إيجاد معنى لحياتهما أمام ظروف سياسية واجتماعية لم تناسبهما، فترى "أمال" أنه من الواجب إرسال ابنهما "فاهم" للدراسة في الخارج، فيرفض "سمير" بشدة. بعد رحلة طويلة بحثا عن مطعم جيد يقدّم فيه الخمر، وبعد أن انتقدوا واقع خدمات المطاعم، تحاول "أمال" إقناع زوجها بالعدول عن فكرة البقاء، واصفة أنّ الجزائريين يعيشون كالجرذان وحري بهم الهجرة، إذ تقول "السعادة موجودة خارج الوطن"، ومشهد النهاية لما أنزلت "أمال" ستار بيتها في رمزية نهاية الحياة في الجزائر. في كل ما ذكر سابقا، وهو ما ركزت عليه المخرجة بشكل قاس وغير منطقي، حتى وإن ادعت حرية التعبير بذلك، إلا أن العديد من التجارب التي هاجرت لم تذق طعم السعادة، ثم إن هناك في المقابل تجارب لعائلات عاشت في الجزائر رغم كل شيء عيشة كريمة وهادئة. مفهوم السعادة الذي حصرته صوفيا جامع بأنه "صناعة فرنسية"، لا يمكن الاحتكام إليه، ذلك أنها جعلت للفيلم صوتا واحدا يدعو إلى الهروب وغلق "باب" الجزائر لأنه بلد غير سعيد. والأكثر من ذلك أنها كرست السوداوية على طول أحداث الفيلم، ولم تضع ولا بصيصا للأمل، ولا لقطة مشرفة عما هو جميل في الجزائر.بل وكأنها لم تر في الجزائر غير التعاسة وهو أمر خاطئ. من المؤسف أن تضع هذه الصورة البائسة أمام الجمهور السويدي المحب لاكتشاف الواقع العربي عبر السينما. فكل من يرى فيلمها سيهاب الذهاب إلى الجزائر. ويعتقد أن الواقع هو ماجاء به الفيلم. من الناجية الفنية، ضاعت المخرجة في مشاهد طويلة مملة ونزلت بالمشاهدين لحوار ساذج. كما أنها خاضت في فكرة تبسيط الدين الإسلامي ومفهومه والتنصل من التعصب الديني، لكنها فشلت في الموضوع بل وعبثت فيه. تبلغ مدة الفيلم 102 دقيقة، من إنتاج فرنسي بلجيكي قطري 2017، شارك في التمثيل كل من سليمة عبادة، فوزي بن سعيدي، أدم بسع، لينا خودري وأمين لنصاري. بمبادرة من "النهار" الكويتية واتحاد الفنانين العرب ... «مالمو" السينمائي يتعزز بجائزتين جديدتين أعلن مهرجان "مالمو" للسينما العربية عن انضمام جائزتين، بداية من دورته الثامنة التي تجري أطوارها إلى غاية نهار اليوم 9 أكتوبر، يقدم الجائزة الأولى الاتحاد العام للفنانين العرب، وهي مخصصة ل«أفضل إنتاج فني" وقيمتها 2000 أورو، تقررها لجنة تحكيم المسابقة الروائية المشكلة من النجمة منة شلبي والمخرج حسن بنجلون والناقد هوفيك حبشيان. بينما يقدم الجائزة الثانية جريدة "النهار" الكويتية تحت عنوان "جائزة النقاد العرب"، وتقدر قيمتها ب 1000 يورو، يقررها نقاد عرب هم؛ نديم جرجورة وزياد الخزاعي وكوليت خلف ونرجس تورشاني، الناقد عبد الستار ناجي ومحمد قبلاوي مؤسس ومدير مهرجان "مالمو". صرح مؤسس ورئيس مهرجان "مالمو" للسينما العربية محمد قبلاوي، بأن مبادرة جريدة "النهار" والاتحاد العام للفنانين العرب، بتقديم جائزتين في مهرجان "مالمو" للسينما العربية، تعكس اتّساع نشاطه ونفوذه الذي بات مؤثرا بدرجة جعلت عددا من أكبر الجهات مهتمة بالمشاركة في فعالياته، وشكر المهرجان الناقد الكبير عبد الستار ناجي والمخرج مسعد فودة على مبادرتهما التي لا شك أنها "ستكون باكورة لعدة مبادرات فاعلة، تؤكد الدور المحوري للمهرجان بوصفه جسرا للتواصل بين الثقافتين العربية والإسكندنافية". من جانبه، عبر الناقد عبد الستار ناجي عن سعادته لانطلاق "جائزة النقاد العرب" في مهرجان "مالمو" للسينما العربية، قائلا "تأتي مبادرة جريدة النهار بتقديم جائزتها في مهرجان مالمو، من منطلق تأكيد دور النقد الفاعل في النهوض بالحركة السينمائية العربية. كما شجع الجهد الكبير الذي قام به مهرجان "مالمو" للسينما العربية في تأكيد تواجد سينمانا في المنطقة الإسكندنافية يستحق كل امتنان ودعم منا جميعا، وقريبا ستمتد المبادرة إلى مزيد من المهرجانات العربية". من جهته، أكد رئيس الاتحاد العام للفنانين العرب، المخرج مسعد فودة، "تأتي جائزة "أفضل إنتاج فني" التي يقدمها الاتحاد في مهرجان "مالمو" للسينما العربية، تثمينا للجهور الحثيثة التي يقوم بها محمد قبلاوي، مؤسس ومدير المهرجان، في خدمة الثقافة والفنون العربية خارج حدود الوطن العربي. ومن ثمة جاءت أهمية وجود بروتوكولات للتعاون بين الاتحاد والمهرجان، إذ تعد الجائزة بداية لها.