استاء عدد كبير من أولياء التلاميذ بخنشلة، من ظاهرة عمت البلديات في مشهد محزن ومؤسف، أمام صمت الجماعات المحلية ومسؤولي قطاعي التربية والصحة بخنشلة، حيث أصبح تلاميذ السنة أولى ابتدائي يتنقلون مشيا على الأقدام ويقطعون مسافات طويلة للوصول إلى مراكز ووحدات الصحة المدرسية بدل تنقّل الطاقم الطبي بنفس الوحدات إلى المؤسسات التربوية المعنية بالتغطية الصحية السنوية والدورية، إذ أصبح لزاما على التلاميذ التوجه رفقة معلميهم إلى هذه المراكز. يأتي رد الفعل هذا في ظل تقاعس الوحدات الطبية عن أداء مهامها بدون مراعاة خطورة الوضع مع الانتشار الفظيع لظاهرة الاختطاف وحوادث الطرقات، وهو ما حدث على مستوى حي طريق باتنة بمدخل مدينة خنشلة، حيث يتوجّه تلاميذ المدارس الابتدائية "زروال محبوبي" و«علي غرياني" والمدرسة الابتدائية الجديدة، نحو وحدة الكشف والمتابعة الصحية بمتوسطة "حصروري العايش" ومدرسة "الأمير عبد القادر" بخنشلة، كما كانت الحال نفسها على مستوى البلديات الأخرى بخنشلة أمام تهرب المصالح المعنية من المسؤولية. وطالب أولياء التلاميذ، على الأقل، بتوفير حافلات التضامن والنقل المدرسي لنقل التلاميذ من أجل التغطية الصحية، حيث طرحوا عدة تساؤلات بخصوص هذا الموضوع، والدافع إلى عدم تكليف الأطقم الطبية بمباشرة مهامها في الأقسام وداخل المؤسسات التربوية رغم أن المصالح الصحية كانت كشفت في وقت سابق، أنها سطرت برنامجا خاصا بهذه السنة لعمل الوحدات الصحية المكلفة بمتابعة التلاميذ. وفي ظل غياب المتابعة اللازمة والتنسيق من قبل البلديات، كان لزاما على رؤساء المجالس الشعبية البلدية التنسيق مع مديريتي الصحة والتربية لإيجاد حلول لهذا الإشكال، الذي من الممكن أن يؤدي إلى حوادث مأساوية، الأمر الذي جعل بعض الأولياء يرفضون تنقّل أبنائهم إلى هذه المراكز الصحية والخروج من المؤسسة بدون حماية أثناء الفترات الرسمية، التي من المفترض أن يكون فيها أبناؤهم التلاميذ داخل الأقسام. كما استغرب الآباء الغياب غير المبرر لجمعيات أولياء التلاميذ، التي من مهامها أيضا، التنسيق مع مدير المؤسسة التربوية ومختلف المصالح لحماية أبنائهم المتمدرسين.