شكل مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء وخط الألياف البصرية، فضلا عن الطريق العابر للصحراء أبرز المحاور التي ركزت عليها أشغال اللجنة المشتركة العليا للتعاون الجزائري - النيجيري التي انعقدت أمس، بعد جمود دام 13 سنة،حيث اتفق الجانبان على وضع خارطة طريق لإرساء ميكانيزمات تطوير التعاون الثنائي، في شتى المجالات، إلى جانب ضمان متابعة المشاريع و تجسيدها ميدانيا. اللجنة التي ترأسها وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل مناصفة مع نظيره النيجيري، جيوفري أونيياما، بالمركز الدولي للمؤتمرات،كانت مناسبة للطرفين لتأكيد إرادة الجزائر وابوجا لبعث التعاون الثنائي وتوسيع مجالاته المتعددة في ظل الإمكانيات المتوفرة. وفي هذا الصدد، أكد السيد عبد القادر مساهل، أن عقد اللجنة يمثل مرحلة هامة لتكريس شراكة متجددة، من شانها تشخيص الإمكانيات التي يزخر بها البلدان، مضيفا أن الاتفاقات المتمخضة عن أشغال اللجنة من شانها تفعيل التعاون الثنائي. كما حرص وزير الشؤون الخارجية على ضرورة تحديد وسائل ترقية التبادل التجاري من خلال دعوة رجال أعمال البلدين للعب دور في هذا المجال، من خلال تكثيف التظاهرات الاقتصادية، علاوة على تحيين مشاريع التعاون الثنائي وإعطاء نفس جديد للشراكة. وحول هذه النقطة أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية في تصريح للصحافة على وجود مشاريع جد هامة حيز التنفيذ، سواء تعلق الأمر بالربط بالطريق العابر للصحراء بين البلدين الذي يعرف تقدما كبيرا، إضافة إلى أنبوب الغاز بين البلدين والذي يعد من أهم محاور زيارة وزير خارجية نيجيريا للجزائر. كما تطرق الوزير إلى المشروع الثالث المتعلق بالربط بين الألياف البصرية ما بين الجزائرونيجيريا ودول إفريقيا الغربية وكذا دول الساحل، حيث شكل أيضا محور محادثات ضيف الجزائر مع وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال. مساهل: إعادة تحيين مشاريع التعاون لبعث التعاون على أسس جديدة وبخصوص انعقاد اللجنة العليا المختلطة، أكد الوزير أن الإرادة التي تحذو البلدين في تطوير تعاون مثمر ومتنوع و يعود بالفائدة على الطرفين، يجب أن تتجسد عن طريق تطبيق مشاريع ملموسة كفيلة بتوظيف أمثل لقدرات البلدين، مضيفا أن الجزائرونيجيريا تملكان مزايا هامة سيكون من المفيد استغلالها في إنجاز مشاريع شراكة مستحدثة للثروات ومناصب الشغل. وأكد أن إعادة تحيين مشاريع التعاون والشراكة والاقتراحات الجديدة، ستسمح ببعث محسوس للتعاون على أسس جديدة، ليستطرد قائلا «خلال هذه الأشغال سيتم تحديد سبل ووسائل ترقية علاقاتنا التجارية حتى يكون حجمها في مستوى طموحاتنا المشتركة». كما أشار إلى أن الإرادة المشتركة للبدين في إعطاء التعاون بعدا «ملموسا وواقعيا يدعونا إلى نوصي خبرائنا بأن يكونوا براغماتيين وذوي خيال من خلال استهداف أعمال تعاون في قطاعات واعدة». واعتبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن هذا اللقاء يعكس بالتأكيد «الإرادة السياسية المشتركة» في إنعاش التعاون الثنائي و»تعزيز أكثر» لأواصر الصداقة والتضامن القائمة بين البلدين. وأضاف أن البلدين يتقاسمان نفس المثل العليا للصداقة والسلم والعدالة والتضامن ومواصلة نفس الأهداف لصالح إحلال السلم والاستقرار في إفريقيا وتحقيق علاقات دولية ديمقراطية وأكثر عدلا،مشيدا بدور ومساهمة نيجيريا في ترقية السلم والأمن والاستقرار في القارة. وأكد السيد مساهل في هذا الخصوص أن الجزائر ستواصل عملها على رأس لجنة متابعة اتفاق الجزائر من أجل السلم والمصالحة في مالي من أجل التنفيذ «الشامل والصادق» للاتفاق السياسي الموقع وكذا العمل «دون هوادة» في سبيل تسوية الأزمة الليبية حتى يخرج هذا البلد الشقيق والجار «نهائيا من العنف بين الإخوة وتستعيد الاستقرار الذي يمكنها من التركيز على التنمية». أونيياما:نهنئ الجزائر على دورها في إقرار السلم في إفريقيا من جهته، حرص الوزير النيجيري على التأكيد على أهمية تفعيل مجالات التعاون في إطار مبدأ رابح –رابح ،فضلا عن إرساء خارطة طريق لتجسيد الأهداف المسطرة،مشيرا إلى وجود ثلاثة مشاريع هامة يعمل البلدان عليها وهي الطريق العابر للصحراء وشبكة الألياف البصرية و أنبوب نقل الغاز، مؤكدا أن مستوى التعاون التجاري والاقتصادي يمكن أن يكون في «أعلى مستوى». كما أشاد السيد أونيياما بالدور الهام جدا الذي تلعبه الجزائر في إقرار السلم والأمن في القارةالإفريقية، في إشارة إلى وساطتها في تسوية الأزمة في مالي، قائلا في هذا الصدد «يجب تهنئة بلدنا الشقيق، الجزائر على الدور الذي تلعبه في مجال السلم والأمن في إفريقيا» كما أوضح رئيس الدبلوماسية النيجيرية أن البلدين سيعملان، في إطار الاتحاد الإفريقي على إعداد آليات من اجل استقلالية أكبر في تسوية النزاعات في إفريقيا، مضيفا أن رئيسي الدولتين الجزائري و النيجيري كانا يطمحان إلى «القضاء على كل النزاعات في القارة في أفق 2020 وفقا لأجندة الاتحاد الإفريقي رقم 2063. واستطرد ضيف الجزائر بالقول «إننا نتقاسم نفس القيم ولدينا الطموح والإرادة في تعزيز التعاون على المستوى الثنائي وعلى الصعيد القاري من أجل سعادة شعبينا».