أكد وزير السكن والعمران والمدينة عبد الوحيد طمّار أمس، بالجزائر، أن أشغال إنجاز جامع الجزائر الأعظم تسير وفقا للرزنامة المسطرة والآجال المحددة، واصفا إياها ب»الوتيرة المحترمة». وجاء ذلك خلال زيارته التفقدية لورشات الجامع بمعية وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى والوزير الفلسطيني للشؤون الدينية والأوقاف يوسف إدعيس، الذي أعرب عن إعجابه بالجامع الذي يشكل - كما قال - «صرحا دينيا عملاقا» يشكل إضافة لتاريخ الجزائر ويتضمن معالم من تاريخ الأمة العربية والاسلامية، مؤكدا أن زيارته الميدانية لورشات المشروع سمحت له باكتشاف مدى جمال جامع الجزائر الذي وصفه ب»التحفة المعمارية التي يشار إليها بالبنان». من جهته، صرح السيد عيسى قائلا: «لاحظت بمعية زملائي مدى احترام الرزنامة في وتيرة الأشغال»، مضيفا أن التحضيرات المتكاملة تقع على عاتق وزارة السكن التي تحترم موعدها ويسمح ذلك بأداء المهام التكميلية الأخرى التي تقع على عاتق الدوائر الوزارية الأخرى، والتي ستبعث في المبنى حياة دينية وسياحية وثقافية وعلمية. تجدر الإشارة إلى أنه تم تركيب الثريا الرئيسية وسط قاعة الصلاة والتي تقع تحت 8 كواشف ضوئية ويربطها بالسقف أزيد من 30 حبلا معدنيا، إضافة إلى الثريات الصغرى الموزعة عبر أرجاء الجامع والبالغ عددها 89 ثرية. ويتم العمل أيضا على إنهاء ديكور المحراب الذي سيسلم يوم 30 نوفمبر الجاري، في حين يرتقب تسليم قاعة الصلاة يوم 15 ديسمبر الداخل. كما تم الشروع في استكمال أشغال البلاط في طوابق المنارة، إلى جانب إنجاز الأحواض والنافورات (16 حوضا و10 نافورات ذات طابع هندسي إسلامي) ومخطط الحديقة الخارجية للجامع. ويتم العمل أيضا على تثمين طوابق المنارة التي تتضمن معارض ومراكز للدراسات وتوفير مراكز للترجمة تسمح للزوار من السياح الأجانب بالاطلاع على هذا الصرح المعماري الإسلامي بسهولة. يذكر أن جامع الجزائر الذي ينجز على مساحة تقدر بأكثر من 27 هكتارا، يتضمن قاعة صلاة بمساحة 20 ألف متر مربع (م2) وباحة ومنارة بطول 267 م ومكتبة ومركز ثقافي ودار القرآن، فضلا عن الحدائق وحظيرة للسيارات ومباني الإدارة والحماية المدنية والأمن وفضاءات للإطعام. ويرتقب إنشاء مركز ثقافي يتكون من مكتبة كبيرة وقاعات للسينما والمحاضرات بطاقة استيعاب تصل إلى 1.500 مشارك في الجزء الجنوبي من الجامع. وبخصوص المكتبة، فهي تتسع ل3.500 شخصا وتضم مليون كتاب، بينما يستقبل المركز الثقافي نحو 3.000 شخص ودار القرآن بسعة 300 طالب. بدورها تصل طاقة استيعاب حظيرة السيارات إلى 4.000 سيارة تقع على مستويين تحت الأرض. أما المستويان المتواجدان تحت الأرض المحتوية على أنظمة العزل الزلزالي (التي تسمح بالتخفيف من حدة الزلازل من 5ر2 إلى 4 مرات من قوتها)، فقد تم الانتهاء منهما بنسبة 100 بالمائة. ويشرف على إنجاز المشروع الذي أطلق مطلع 2012 المؤسسة الصينية «سي إي أس أو سي». ويعتبر جامع الجزائر الذي سيتم تسليمه نهاية 2018 أكبر مسجد في إفريقيا والثالث في العالم بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة.