استمتع الأطفال في ولاية قسنطينة مؤخرا، بعرض مسرحي قدم على ركح قاعة العروض الكبرى "أحمد باي" (الزنيت)، تحت عنوان "المعزة المعزوزية"، من تقديم جمعية "التاج للفنون الثقافية" للمخرج ياسين تونسي المشهور في مسرح العرائس (مسرح القراقوز)، وهو العرض الذي يدخل في إطار نشاطات الديوان الوطني للثقافة والإعلام، ضمن البرنامج الشهري المخصص لمسرح الطفل، الهادف إلى تشجيع المواهب الشابة التي تزخر بها الساحة الفنية. أبدى الأطفال الذين قصدوا قاعة العروض "أحمد باي"، خاصة من تلاميذ المدارس بالمدينة الجديدة "علي منجلي" تجاوبا كبيرا، مع عرض هذه المسرحية المشهورة ضمن القصص الشعبية المقدمة للأطفال في الجزائر، والمقتبسة من التراث العالمي والقصص الشعبية التقليدية الألمانية، التي جمعها الأخوان "غريم" في القرن التاسع عشر، حيث عبر الأطفال عن سعادتهم الكبيرة وهم يرون مجددا الفرحة تعود إلى عائلة "المعزة معزوزية"، وهي تنتصر على الذئب بمساعدة كل من السلحفاة والأرنب. حاول مخرج المسرحية تقليص عدد أبناء المعزة من 7 إلى 2، من أجل تقليص عدد الممثلين من جهة، والتحكم بشكل أحسن في الحوار وعدم تشتيت ذهن الأطفال من جهة أخرى، بما أن الفكرة ستصل ب7 أبناء أو باثنين، لكن تقديم عرض مسرحي من هذا الشكل باستعمال دمى صغيرة، بقاعة كبيرة مثل قاعة "الزنيت" كان غير مناسب، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يجلسون في الصفوف الخلفية أو في المدرجات العليا، حيث تصعب الرؤيا، فبقي تفاعل الأطفال مع الصوت فقط، لهذا كان من الأجدر وضع شاشة عملاقة حتى يتمكن جميع من في القاعة من مشاهدة العرض بارتياح. المسرحية التي تروي احتيال الذئب من أجل أكل أبناء المعزة، جاءت باللغة العامية البسيطة التي يفهمها كل الأطفال، كما اعتمدت على ديكور بسيط مشكل من سلم، بيت ورقي ومجموعة من الدمى. واستعمل المخرج ياسين تونسي أيضا تقنية الظل في تصوير بعض المشاهد، مع الاعتماد على بعض المقاطع الموسيقية العالمية، وأخرى محلية من الأغاني المشهورة، وكانت الأغنية التي رددها الأطفال كثيرا "أنا المعزة المعزوزية جبتلكم الحشيش بين قريناتي، جبتلكم الماء بين يديا وجبتلكم الخبز بين سناناتي". من جهتهم، تألق الثلاثي الذي كان فوق الركح طيلة ساعة إلا ربع الساعة، ويتعلق الأمر بالممثلين الذين برعوا في تقديم أدوارهم، وعلى رأسهم الفنانة ليندة غنا التي أدت دور المعزة، وابنيها فارس ديب في دور الذئب وحمزة محمد الشريف في دور محرك العرائس، حيث نجحوا في إيصال رسائلهم للأطفال، مفادها وجوب طاعة الوالدين وعدم الخروج عن وصاياهم والحذر من الغرباء المحتالين. كما حملت المسرحية رسالة أن الاحتيال مآله الفشل بوجود التعاون بين الأفراد.