أكد خير الدين مجوبي الأمين العام لوزارة الصناعة والمناجم، أن هذه الأخيرة ستقوم بمتابعة عدد هام من الاختراعات والابتكارات التي تضمّنها صالون الابتكار في طبعته الثامنة، والذي انطلقت فعالياته أمس على مستوى جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بالجزائر العاصمة تحت شعار «نوعية وابتكار، أساس تنمية اقتصادية مستدامة» ويدوم مدار ثلاثة أيام. خلال إشرافه أمس على تدشين صالون الابتكار نيابة عن وزير الصناعة والمناجم، أعرب السيد مجوبي عن إعجابه بعدد هام من الابتكارات من حيث النوعية والكم، والمعروضة من قبل طلبة وباحثين وحتى مؤسسات من المشاركين في هذا الصالون. وهي اختراعات أكد أنه سيتم مرافقتها من قبل وزارة الصناعة عبر مطالبة بعض المؤسسات العمومية، على غرار مؤسسة صيدال، بالوقوف إلى جانب هؤلاء المخترعين في إطار شراكة رابح رابح للطرفين. وأوضح، في هذا السياق، أن التحدي القادم يكمن في كيفية تمكين هؤلاء المخترعين من تطبيق وتبنّي مشاريعهم لدى المؤسسات الاقتصادية؛ سواء العمومية أو الخاصة، لا سيما أنها اختراعات تساهم في حل المشاكل الوطنية، وفي كثير من الأحيان تغني حتى عن التوجه نحو الاستيراد. وهو ما جعله يؤكد على ضرورة تضافر الجهود بين مختلف القطاعات من وزارة الصناعة والتعليم العالي والبحث العلمي والوزارات الاقتصادية الأخرى للتنسيق فيما بينها؛ من أجل بناء جسور بين الباحث والجامعة والمؤسسة، ضمن خطوة وصفها بالمربحة من حيث نتائجها وآثارها الإيجابية على مردودية الاقتصاد الوطني. وضمن هذا المسعى عرف الصالون توقيع كل من المدير العام للمعهد الوطني للملكية الصناعة عبد الحفيظ بلمهدي ومدير المدرسة الوطنية للري مصطفى كمال ميهوبي، على اتفاقية تتضمن تنصيب مركز الدعم التكنولوجي والابتكار. ويُعد هذا المركز رقم 54؛ حيث يضاف إلى باقي مراكز الدعم الأخرى التي أنشاها المعهد من أجل المساهمة في ترقية البحث العلمي وكل الأعمال التي تندرج في هذا المجال. وفي هذا السياق، أوضح السيد ميهوبي أن مثل هذا الصالون ومثل هذه الاتفاقية يمكن الباحثين ويشجعهم على تجسيد نتائج بحوثهم عن طريق الحصول على براءة البحث، التي تدخل في نقاط ترتيب الجامعات على المستوى الدولي، والتقرب أيضا من الوسط الاقتصادي. من جانبه، قال السيد بلمهدي الذي تشرف مؤسسته على تنظيم الصالون، إن الطبعة الثامنة لهذه السنة تتميز بتوطين الصالون لأول مرة بالجامعة؛ تطبيقا لاستراتيجية وزارة الصناعة والمناجم للتقرب من الجامعة واستغلال كل الأبحاث العلمية وتأكيد إرادة الجامعة، خاصة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والانفتاح على العالم الاقتصادي، ضمن رسالة قال إنها موجهة للجميع بأن هناك تقاربا وعملا مشتركا بين الجامعة والمؤسسة والقطاع الصناعي. والخصوصية الثانية التي تميزه تنظيم مسابقة الابتكار في ختام فعالياته يوم غد، لتكريم أحسن الاختراعات، وذلك بالتزامن مع اليوم الوطني للابتكار المصادف للسابع ديسمبر من كل عام. ولأن الصالون نُظم هذه المرة بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، فقد أكد عميد الجامعة محمد سعيدي، أن هذه الأخيرة تشارك بحوالي 20 مشروعا من ابتكار واختراع طلبتها وأساتذتها وباحثيها في مجالات متعددة؛ كالبيولوجيا والهندسة الإلكترونية والميكانيك، مذكرا بأنها تتوفر حاليا على 68 مخبرا علميا، حاضرة كلها في الصالون. وقد عرف الصالون مشاركة حوالي 80 مخترعا ومبتكرا في مختلف المجالات، قدّموا مشاريعهم في انتظار انتهاز فرص للحصول على مرافقة؛ سواء من قبل وزارة الصناعة أو مؤسسات عمومية وخاصة لتطبيق، ثم تسويق منتوجاتهم. ومن بين الابتكارات المثيرة للاهتمام اختراعان تقدم بهما شابان من خريجي جامعة باب الزوار؛ الأول يتعلق باستحداث نظام كهربائي إلكتروني، يمكّن من مراقبة الفرد استهلاكه من الكهرباء عبر تطبيق اخترعه الشابان أيضا، يحدد كمية الكهرباء المستهلكة وقيمتها المالية. والثاني عبارة عن جهاز لضبط غاز أحادي الكربون المنبعث عادة من أجهزة التدفئة المنزلية، وهو نظام للحماية، يقدم تنبيهات بانتشار هذا الغاز القاتل. وفي حال يزداد تركيزه بما يصبح يشكل خطورة على حياة الإنسان، فإن الجهاز يقوم تلقائيا بإغلاق مقفل الغاز، وتفعيل المروحية الهوائية لتهوية المكان.