تكوين أسرة وبناء بيت زوجية، حلم طبيعي، وعملية اختيار البيت، ببنائه أو كرائه أو حتى العيش في البيت الكبير، يبقى خيار كل عائلة، حسب إمكانياتها المادية، ومباشرة بعد الرحيل إلى شقة جديدة أو منزل، يفكر الثنائي في طريقة تأثيثه واختيار الديكور حسب الأذواق والإمكانات المتوفرة، لكن عادة ما يختلف الزوجان في الذوق، فمن منهم يحسن اختيار ديكور البيت وتزينه؟ سؤال حملته "المساء" إلى عدد من المواطنين لالتماس "صاحب الرأي" في اختيار الديكور لتأثيث البيت وتفريشه. بداية كانت لنا جولة في أحد محلات بيع الأثاث الخشبي ببلدية الدار البيضاء، حيث التقينا بالشاب "ن.نبيل"، بائع ونجار، فقال "عادة ما يقوم باختيار الأثاث الزوجان مع بعض، لمحاولة الوصول إلى ذوق وسط ، يجمع بين العملية التي يبحث عنها الرجل والسعر المدروس حسب ميزانيته، وبين ذوق الزوجة التي تبحث عن نوع محدد سواء أنثوي أو جميل أو غير ذلك"، مضيفا أنه خلال تجربته في الميدان، وقف في الكثير من المرات أمام جدال الزوجين اللذين لا يتوافقان في اختيار أثاث محدد، حيث يصبح من الصعب إقناع كل طرف بذوق الطرف الثاني، وعليه يجد البائع نفسه أمام حديث مضحك، على حد تعبيره، في بعض الحالات، ليحاول حينها صاحب البحث عن حل وسط، عرض منتجات تجمع بين الذوقين. على صعيد ثان، أوضح محمد، بائع منتجات الديكور بشارع "ديدوش مراد"، لتفادي الدخول في صراع حاد، يختار الزوج الأثاث الكبير والأجهزة العملية، مثل السرير، الخزانات بأنواعها، الثلاجة، الفرن، وغيرها من القطع الأخرى، ويمكن للمرأة أن ترافقه للتأثير ولو نسبيا على خياراته، في حين يبقى للمرأة حرية اختيار باقي الديكور، كالافرشة، ألوانها وتصاميمها، فضلا عن المصابيح، أواني المطبخ، قطع الحمام وغيرها، حيث لا يبدي الرجل رأيه في هذا الشأن ولا تكون له حرية اختيارها، ليجد نفسه أمام الديكور الذي اختارته الزوجة، ولا يحتار كثيرا لذلك، لأنه يعتبره أمرا ثانويا ولا فائدة للجدال حوله. من جهة أخرى، قال عبد القادر، عاشق للقطع الفنية قائلا "دائما ما أحاول اقتناء قطع جميلة للبيت، حتى وإن كنا في غنى عنها، وعليه يستميلني الذوق الكلاسيكي القديم المصنوع من الخشب، النحاس والسيراميك، وأرى أنها تضفي دفئا على البيت وتعطيه جمالا مميزا ورونقا لا مثيل له، وأكثر ما أحب في تلك القطع؛ اللوحات الفنية، المزهريات التقليدية والاباجورات، وهي قطع غير عملية، أي لا يتم استعمالها لغرض محدد، إنما تعطي لمسة فنية للبيت". من جانبها قالت حياة، إن زوجها غالبا ما يرمي أمر اختيار قطع البيت على عاتقها، ليس تهربا منه من اختيارها، إنما لوثوقه التام في ذوقها، إذ توضح "لذلك في حالة ما إذا قررنا اقتناء شيء للبيت، يصطحبني للمحلات، ثم يترك لي حرية اختيارها، كل ما علي اعتباره؛ ميزانيتنا المحددة". مضيفة أنها تفضل الموديلات الحديثة التي تتميز بالبرودة، قائلة "أنها توفر مساحة أكبر للبيت، لاسيما بالنسبة للمنازل الضيقة، إذ يجدر الأمر اختيار قطع بسيطة عملية، لا تشغل مساحات إضافية". رددت من جانبها مريم، متزوجة حديثا، قائلة "أثق تماما في ذوق زوجي، وكل ما علي اختياره في المنزل هي المفروشات وأواني المطبخ التي لدي دراية أحسن بخصوصها ، لاسيما مقتنيات المطبخ من أطقم الأكل وأواني الطبخ التي لا يدرك غالبية الرجال دورها وما تحتاجه المرأة لتحضير الأغذية. أما فيما يخص باقي الغرف، فأترك له حرية اختيار قطع الديكور وحتى الأثاث الأساسي، وعليه أرافقه مثلا لاختيار اللون فقط، حسب طلاء البيت". مشيرة إلى أنها لم تواجه أي مشكل في اختيار الأثاث مع زوجها، لاسيما أن أذواقهما متقاربة، فكل واحد يحترم رأي الآخر.