تشتكي بعض دوائر ولاية سكيكدة، من نقص فادح في عدد من التخصّصات الطبية على غرار جراحة الأسنان، إلى جانب العيادات الخاصّة بالطب العام على مستوى البلديات الداخلية، وإن كانت موجودة فهي لا تكفي بالنظر للنمو الديموغرافي الكبير الذي أصبحت تشهده المناطق النائية، ما يدفع بالكثير من المواطنين للتوجّه نحو المؤسّسات الاستشفائية المتواجدة بالتجمعات السكانية الكبرى، وأحيانا إلى بعض القطاعات الصحية للولايات المجاورة كجيجل وقسنطينة وعنابة وحتّى قالمة. حسب تقارير محلية، فمن أصل 38 بلدية موزّعة على مستوى 13 دائرة، 30 منها لا يوجد بها أصلا أطباء أخصائيون مثل طب النساء والتوليد والكلى وأمراض القلب، في حين تفتقر 32 بلدية أخرى لجراحي أسنان عموميين، كما تفتقر 4 بلديات وبشكل كلي لأطباء عامّين، فيما تبقى تعاني دوائر الجهة الغربية كالزيتونة، وأولاد أعطية والقل وعين قشرة من نقص فادح في الأطباء العامين، إذ يقدّر عددهم بهذه الدوائر الأربع التي تضم 8 بلديات إجمالا ب20 طبيبا عاما، كما تفتقر بلدية عين الزويت التابعة لدائرة الحدائق من انعدام الخدمات الصحية بسبب عدم وجود أطباء أخصائيين ولا جراحي أسنان عموميين أو خواص، ولا أطباء عامين ولا حتى صيدلية، ونفس الشيء ينطبق على بلدية الولجة بوالبلوط التابعة لدائرة عين قشرة، التي ماعدا صيدلية واحدة تتواجد بها فإنها تفتقر للخدمات الصحية الأخرى. وفيما يتعلّق بالعيادات الخاصة فتشير نفس التقارير إلى أنّه لا يوجد بولاية سكيكدة، سوى 5 عيادات موزّعة على بلديات سكيكدة التي تضم لوحدها 3 عيادات، والباقي موزّع على بلديتي حمادي كرومة، وعزابة، فيما يتمركز أغلب الأطباء والصيادلة في دوائر الولاية الكبرى. ورغم سعي المديرية الولائية للصحة لتطبيق القانون والتشريعات بخصوص ازدواجية المهام بالقطاعين الخاص والعام من جهة، ومن جهة أخرى الإجراءات التي اعتمدها قانون الصحة الجديد رقم 18/11 المؤرخ في 02 جوان 2018، من خلال إعادة النظر في الخارطة الصحية للولاية، عن طريق العمل من أجل إنشاء مقاطعات صحية جديدة، وكذا خلق مناصب شغل جديدة للأطباء الأخصائيين للقضاء على العجز المسجل، إلا أنّ العديد من البلديات تعاني من نقص فادح وكبير في الخدمات الصحية، سيما على مستوى المناطق الداخلية، وبأكثر حدّة على مستوى المناطق النائية التي تبقى بحاجة إلى مداومات طبية مستمرة خاصة تعزيز البلديات بسيارات إسعاف مجهزة بكلّ العتاد الطبي الضروري وإلى مداومات طبية مستمرة.