كد الرئيس الفنزويلي، نيكولا مادورو، استمراره في الحكم إلى غاية نهاية عهدته الرئاسية، مشيدا بدعم الجيش له في مواجهة ما أسماه «سياسية أمر الواقع الذي تحاول الولاياتالمتحدةالأمريكية فرضها»، من خلال مساندة زعيم المعارضة الذي نصّب نفسه رئيسا انتقاليا للبلاد. لقي اعلان رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض، خوان غوايدو، تنصيب نفسه «رئيسا مؤقتا» لفنزويلا، رفضا قاطعا من قبل الجيش، كما عارضت الاجراء عديد من دول العالم وأكدت تأييدها المطلق للرئيس المنتخب، نيكولا مادورو. في أول تعليق على اعلان زعيم المعارضة، الأربعاء، أمام أنصاره في العاصمة كركاس، تنصيب نفسه «رئيسا انتقاليا» للبلاد، قال الرئيس الفنزويلي المنتخب نيكولا مادورو، الذي تولى رسميا عهدة جديدة في العاشر من جانفي الجاري مدتها ست سنوات، إن بلاده «لا تريد العودة إلى عهد التدخلات الأمريكية»، مضيفا أمام حشد من مؤيدية أنه «يمتلك الأغلبية»، قائلا: «نحن شعب هوجو تشافيز»، في اشارة الى الرئيس السابق الراحل. الدفاع عن الدستور من جهته، أعلن وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو، أن الجيش يرفض إعلان غوايدو، رئيس المؤسسة الوحيدة في البلاد التي تسيطر عليها المعارضة، نفسه، «قائما بأعمال الرئيس الى غاية اجراء انتخابات حرة»، على حد قوله. كتب وزير الدفاع الفنزويلي في تغريدة نشرها على موقع (تويتر)، أن «اليأس والتعصب يقوضان سلام الأمة، نحن جنود الوطن لا نقبل برئيس فرض في ظل مصالح غامضة أو أعلن نفسه ذاتيا بشكل غير قانوني»، مضيفا أن «الجيش سيتولى الدفاع عن دستورنا وهو ضامن للسيادة الوطنية». انقسام دولي في ردود الفعل الدولية، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي مع نظيره الفنزويلي، عن «دعم روسيا للسلطات الشرعية» في البلاد في ظروف تفاقم الأزمة السياسية الداخلية. أدانت سوريا «تدخل الإدارة الأمريكية» في شؤون فنزويلا، وكتب الرئيس الكوبي ميغيل دياز-كانيل «نقدم دعمنا وتضامننا مع الرئيس نيكولاس مادورو في مواجهة المحاولات الإمبريالية لتشويه صورته وزعزعة الثورة البوليفارية». قال الرئيس البوليفي إيفو موراليس»، نعتبر الولاياتالمتحدة مسؤولة عن التشجيع على انقلاب وعلى القتال بين الأخوة بين الفنزويليين»، وتابع «في الديمقراطية الشعوب الحرة هي التي تنتخب رؤساءها وليس الإمبراطورية». كما أكدت المكسيك التي يحكمها الرئيس اليساري أندريس مانويل أوبرادور أنها ما زالت تعترف بمادورو رئيسا. ونددت الصين بدورها بتدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية في الشؤون الداخلية لفنزويلا معتبرة أن تخترق القانون الدولي. سحب الدبلوماسيين الأمريكيين في المقابل، أمرت الولاياتالمتحدة، أمس الأول، موظفيها «غير ضرورية « مهامهم الدبلوماسية في فنزويلا بمغادرة هذا البلد، ذلك غداة قرار وزارة الخارجية بعدم السكوت عن طرد دبلوماسيين امريكيين من طرف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. أعلن الرئيس الفنزويلي غلق السفارة و جميع قنصليات بلاده في الولاياتالمتحدة بعدما قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن التي اعترفت بالمعارض خوان كارلوس «رئيس مؤقت» لفنزويلا . دعوات إلى الحوار دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى «الحوار» في فنزويلا لمنع «تصعيد» يمكن أن يؤدي إلى «كارثة». قال غوتيريس على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي «نأمل أن يكون الحوار ممكنا لتجنب تصعيد يؤدي إلى نزاع سيكون كارثيا لسكان البلاد والمنطقة». من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدولة للشؤون الخارجية الهندية رافيش كومار، أمس، أن بلاده تقف مع الشعب الفنزويلي، لحل أزمته السياسية عبر الحوار والمناقشة بدون اللجوء إلى العنف.