أعطت المديرية العامة للغابات أمس، موافقتها لتنفيذ خطة العمل الجديدة لتسيير مركب المناطق الرطبة "قرباز صنهاجة" بولاية سكيكدة، وذلك بإقرار اعتمادها للمرحلة الثانية من برنامج العمل النموذجي للتنمية الريفية والزراعية المعد بالتنسيق مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية، بهدف حماية مياه هذه المنطقة من التلوث، واقتراح حلول عملية لتشغيل السكان في نشاطات ذات طابع اقتصادي محافظ على البيئة. وحسب تصريح المدير العام للغابات، علي محمودي ل«المساء" فقد تم في إطار تنفيذ برنامج العمل النموذجي للتنمية الريفية والزراعية، إنجاز مركز للتكوين والتدريب في المجالات التي لها علاقة بالبيئة، في حين تشمل المرحلة الثانية تنفيذ توصيات البرنامج المتعلقة بخطة العمل المقترحة من طرف الخبراء لعصرنة تسيير مركب المناطق الرطبة "قرباز صنهاجة" بولاية سكيكدة والذي يمتد على مساحة تزيد عن 42 ألف هكتار، للحفاظ على التنوع البيولوجي الخاص بالنباتات والحيوانات، مع المساهمة في تطوير نشاط زراعة التين الشوكي من طرف المرأة الريفية بالمنطقة. من جهته، أكد ممثل برنامج الأممالمتحدة للتنمية بالجزائر، ادوين كاري، ل«المساء" أن المشروع الذي شرع في تنفيذه منذ سنة 2003، يتضمن اقتراح حلول علمية لحماية الثروة المائية من خلال تثبيت الكثبان الرملية على مساحة 75 هكتارا، مع اختيار شركة "كوكا كولا" عبر مبادرة "رين" لتمويل المشروع بقيمة 300 ألف دولار، تضاف إليها مساهمة الحكومة الجزائرية بقيمة 100 ألف دولار، مع العلم أن أشغال المشروع ستمتد ل12 شهرا. على صعيد آخر، يتضمن برنامج العمل النموذجي للتنمية الريفية والزراعية، مشروعا آخر لتطوير السياحة الريفية، وذلك بعد اختيار أربع ولايات نموذجية لتنفيذ دراسة تخص اقتراح حلول بديلة لإنجاز الفنادق الضخمة بالأراضي الفلاحية، بهدف تشجيع السياحة الريفية. وحسب تصريح المدير العام للسياحة بوزارة السياحة والصناعات التقليدية، زوبير محمد سفيان، ل«المساء"، فإن الدراسة التي قام بها خبراء من الاتحاد الأوروبي بالتنسيق مع خبراء جزائريين، تهدف إلى تثمين الإمكانيات السياحية بالوسط الريفي مع تطوير نشاط الصناعات الحرفية، بما يسمح لسكان الريف بإنشاء مؤسسات مصغرة تدر عليهم أرباحا، مشيرا إلى أن المشروع يتم تنفيذه على مستوى 4 ولايات نموذجية، وهي سطيف، عين تموشنت، تلمسان والأغواط، من أصل 17 ولاية تم الاتفاق عليها ما بين وزارتي الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري والسياحة والصناعات التقليدية، لتطوير السياحة الريفية بها، وذلك بغلاف مالي مقدر ب20 مليون أورو، منها 10 ملايين أورو خصصتها الحكومة الجزائرية. في سياق متصل، أكدت الخبيرة التي ساهمت في إعداد الدراسة، بن صادق شريفة ل«المساء"، اختيار مشروعين سياحيين في المناطق الريفية بولاية تلمسان، 3 مشاريع بعين تموشنت، 3 مشاريع بسطيف، 4 مشاريع بالأغواط، وهي تخص مزارع، قرر أصحابها تحويل جزء منها لفنادق لاستقبال السواح، بما يسمح بترقية السياحة الفلاحية مع تخصيص مداخيل جديدة للفلاحين الذين رحبوا بالفكرة. وعن تمويل مثل هذه المشاريع، اقترحت الخبيرة استغلال مختلف آليات دعم تشغيل الشباب على غرار "أونساج"، "كناك" و«أنجام" لتهيئة غرف داخل المزارع لتحويلها إلى مرافق للإيواء، خاصة وأن الولايات التي تضم أكبر عدد من المناطق الريفية، لا تحتوي على دور للإيواء أو فنادق، كما أن القانون لا يسمح بإنجاز فنادق على الأراضي الفلاحية. على صعيد آخر، أوصت الدراسة بتشجيع وتحفيز أصحاب المطاعم بهذه الولايات على اقتناء مستلزماتهم اليومية من المزارع، مع تزيين محلاتهم من المنتجات الحرفية المنجزة بالريف. محافظو الغابات يخصصون مساحات فلاحية للإستثمار ... الأولوية لشباب الريف من حاملي الشهادات تنفيذا لتوصيات وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، القاضية بتخصيص مساحات غابية لصالح الشباب البطال للاستثمار في المجال الفلاحي، كشف المدير العام للغابات، علي محمودي ل«المساء" عن إرسال تعليمة لكل محافظي الغابات، لحثهم على إنشاء مساحات قابلة للاستثمار، تمتد على مساحة متراوحة بين 5 و10 هكتارات وتخصص لشباب الريف من حاملي الشهادات والذين يقترحون مشاريع ناجعة في مجال زراعة الأشجار المثمرة، كالخروب والأرقان والزيتون والتين الشوكي، إضافة إلى تربية، النحل و زراعة النباتات العطرية والطبية، مشيرا إلى أن مديرية الغابات سترافق الشباب في مرحلة أولي إلى غاية إطلاق مشاريعهم. على صعيد آخر، أكد محمودي بأن مصالحه ستسمر في تنفيذ توصيات المنظمة العربية للتنمية الزراعية، المتعلقة بتخصيص مساحات لزراعة أشجار الزيتون من طرف المرأة الريفية. وبمناسبة الاحتفالات الرسمية باليوم العالمي للمناطق الرطبة المصادف ل2 فيفري من كل سنة، والمقرر تنظيمها بعد غد السبت بولاية خنشلة التي تضم 10 مناطق رطبة محمية، أعلن السيد محمودي أن مصالح مديرية الغابات قررت هذه السنة التركيز على ضرورة مكافحة كل أشكال التلوث الذي تعاني منه عدة مناطق رطبة مصنفة عالميا، وذلك بسبب ارتفاع عدد المصبات العشوائية لمياه الصرف وتفريغ النفايات الصلبة بالقرب منها، حيث يرتقب في هذا الإطار تنظيم عدة نشاطات ثقافية وتحسيسية لصالح المواطنين والتلاميذ.