صدقت التوقعات، وسقط فريق مولودية وهران بملعبه، وفي حضور جماهيره أمام نادي بارادو الممتع، وبنتيجة هدفين لصفر، وقعهما المتألق نعيجي في الدقيقتين 72 و79، أكدا بهما انعكاسات الأزمة التي تهز البيت الوهراني منذ مدة، وظهرت واضحة على أداء زملاء الحارس البارع ليتيم، الذي لا يتحمل وزر الهدفين المسجلين عليه. احتفظ نادي بارادو بأساسيات تفوق بها على "الحمراوة"، يتصدرها الانضباط التكتيكي، وتكشفت في طريقة لعب الفريقين، خاصة في الشوط الثاني، الذي كان لبارادو بامتياز أداء ونتيجة، فضلا عن الفارق في الجانب البدني الذي أكد التباين في استعدادهما، وهذا ما ركّز عليه مدرب المولودية الفرنسي جان ميشال كافالي في تبريره لخسارة فريقه، مشددا على أنه لن يقبل محاسبته الآن، وهو لم يأخذ كامل الوقت لإعداد فريقه، موضحا أنه استهلك معه إلى حد الآن أسبوعا واحدا فقط، وهذه هي الهزيمة الأولى له على رأس النادي الحمراوي، ورغم ذلك ظهرت ملامح فريق جدي في بعض مراحل هذا اللقاء، حسبه. كان الفارق في الإعداد البدني، فرصة سانحة لأكاديمية بارادو للنيل من مضيفهم، لكنهم زادوا عليه انضباطهم فوق أرضية الميدان، وإدارتهم لمجريات اللقاء بكيفية ذكية، وحسب رد فعل الوهرانيين، خاصة بعدما وفقوا في امتصاص اندفاع "الحمراوة" في بداية المقابلة، أضف إلى ذلك ما قاله مدربهم الاندفاعي شالو "لقد كنا مدفوعين بإرادة كبيرة، لانتزاع نتيجة إيجابية من ملعب "أحمد زبانة"، نؤكد بها فوزنا على شبيبة القبائل، وقد أظهرنا رزانة وذكاء في تغييراتنا التكتيكية حسب أسلوب مولودية وهران، أتأسف عن تضييعنا كما كبيرا من الأهداف، وذلك غير مقبول، وسأدرس الأسباب في ذلك، لكن يبقى المهم أننا حزنا على ثلاث نقاط ثمينة، ستحفزنا وتعطينا ثقة أكبر بمستقبل فريقنا". كان التكتيك الذي انتهجه مدرب بارادو شالو ناجعا جدا، وأعاق كثيرا عمل نظيره مدرب مولودية وهران كافالي، فالخطة المحكمة لمدرب الأكاديمية، اعتمدت على حسن انتشار لاعبيه فوق رقعة الميدان، كل واحد بدور محدد، لكن في خدمة المجموعة، لذا ظهر الانسجام والسيطرة من جانب النادي العاصمي الذي كان بإمكانه طرق مرمى "الحمراوة" في سبع مناسبات على مدار الشوطين، بواسطة نعيجي، زرقان وطاهري لولا سوء الحظ، وبراعة الحارس الوهراني ليتيم، الذي جنّب ببراعته فريقه هزيمة نكراء، ومهزلة كادت ترتسم بملعب "زبانة"، وأمام الجماهير "الحمراوية" الغاضبة التي انهالت بالسب والشتم على الجميع دون استثناء. أما مدرب مولودية وهران ، فاعترف أن فريقه كان خارج الإطار، ولم يفعل ما يجنبه الهزيمة، وكما كان منتظرا، بررها بالتعب الناتج عن سفرية عين مليلة، والغيابات المؤثّرة التي لحقت المجموعة الوهرانية، وأخطاء فادحة، ومتكررة ارتكبت "عانينا أمام بارادو القوي والمنسجم دون عدد من لاعبينا، منهم من هو مصاب، ومنهم المعاقب، ولقد حاولت جهدي سدّ ثغرة النقائص، لكن دون جدوى، فبارادو كان أحسن منا، لذلك لم ننجح في النيل منه، كما أن تضييع لاعبنا تومي لفرصة أكيدة في الشوط الأول، كانت منعرج اللقاء. على كل، لا يجب أن نتأثر كثيرا بهذه الهزيمة، ونواصل العمل بجدية، ونصحح أخطائنا، تحسبا للمقابلات القادمة".