* email * facebook * a href="http://twitter.com/home?status="سلمية...سلمية"، مسيرات تبهر المتابعين في الداخل والخارجhttps://www.el-massa.com/dz/index.php/component/k2/item/62489" class="popup" twitter * google+ في الجمعة الرابعة من المظاهرات التي شهدتها كل المدن الجزائرية، ظل شعار "السلمية" هو الطاغي على الحراك الشعبي، ليس فقط في اللافتات المرفوعة والأهازيج التي صدح بها المتظاهرون، وإنما في كل سلوك وفي كل فعل وفي كل تصرف.. صورة أذهلت الجميع داخل وخارج البلاد وأسقطت كل الأحكام المسبقة التي كثيرا ما عانى منها شعبنا ولاسيما الشباب. فالعاصمة التي تصالحت مع المسيرات من جديد بعد سنوات من المنع، استطاع سكانها أن يمسحوا تماما "الصورة النمطية" التي ألصقت بهم، بعد الأحداث التي عرفتها في 2001 والتي كانت مبررا لمنع المسيرات بعاصمة البلاد، وكأنها بهذه الأخيرة "تنتقم" لسمعتها وترسل للجميع أبهى وأجمل الصور التي ظهرت في التنظيم المحكم والتضامن الكبير بين جميع فئات المجتمع خلال مسيراتهم منذ 22 فيفري الماضي. ولا يمكن الإنكار أن الصور التي عايشناها طيلة قرابة الشهر، فاجأت كثيرا لأنها أبرزت مظاهر جمالية غير مسبوقة، سواء في شكل المتظاهرين الذين تزينوا بالأعلام الوطنية، أو في الشعارات التي عكست وعيا وتحضرا كبيرين وحتى روح دعابة، فضلا عن التضامن غير المسبوق بين كل فئات المجتمع، حيث عمل كل واحد على مستواه لتقديم ما يستطيع تقديمه للآخرين، سواء الأكل أو المياه وحتى المساعدة الطبية، خاصة وأن كبار السن والأطفال وحتى بعض المرضى آثروا الانضمام إلى الحراك، تعبيرا عن رغبتهم القوية في رؤية التغيير الحقيقي والجذري يتجسد فعليا، ليسمح ببناء جزائر جديدة تحتضن كل أبنائها وتوفر لهم العيش الكريم. ولعل ما زاد الصورة إبهارا هو ذلك الإحساس بالاطمئنان والأمان لدى التجار والمارة، الذين لم يضطروا إلى تغيير مساراتهم أو غلق محلاتهم، بل إن نداءات الكثيرين لدعوة المقاهي إلى فتح أبوابها لتقديم خدماتها للمتظاهرين، لاقت استجابة واسعة في كل أرجاء الوطن. وحتى إن كانت مسيرات العاصمة مميزة لأسباب أظهرناها سابقا، فإن كل ولايات الوطن شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، كانت في الموعد وبنفس الوتيرة وبنفس الصور الجميلة التي عكست خصوصية كل منطقة، لكنها اجتمعت كلها في كلمة واحدة هي "السلمية". سلمية المتظاهرين ورجال الشرطة أيضا الذين انضم بعضهم الجمعة الماضي للحراك. صورة أذهلت كل المتابعين، وذلك بعد أن استوقفتهم صور أخرى لرجال شرطة ومتظاهرين يلتقون في المقاهي بعد المظاهرات لشرب قهوة أو تناول شريحة بيتزا. صور بعيدة عن تلك التي تلتقطها كاميرات المصورين في بلدان أخرى تعيش على وقع الاحتجاجات، ولعل أهمها تلك التي يقودها أفراد السترات الصفر بفرنسا كل سبت، أمر جعل عدة إعلاميين وسياسيين فرنسيين لا يترددون في دعوة محتجي السترات الصفر إلى الاقتداء بالمتظاهرين في الجزائر، الذين أصبحوا وفقا لعدة تقارير إعلامية أجنبية نموذجا يحتذى به في "الاحتجاج السلمي" المطالب بالتغيير والإصلاح. وكان على سبيل المثال - رئيس حزب "فرنسا الأبية" جون لوك ميلونشون المترشح للرئاسيات الأخيرة - من أوائل السياسيين الفرنسيين الذين أبدوا إعجابهم بالمظاهرات الجزائرية، قائلا في فيديو خاص نشره في وسائل التواصل الاجتماعي "إن الشعب الجزائري أبدى شجاعة أكبر من الشعب الفرنسي"، داعيا الأخير إلى الاستلهام من الجزائريين في مطالبتهم بالإصلاح والتغيير. الإعلام العربي بدوره، ركز في تغطياته للمسيرات على سلميتها وعلى التحضر الذي أبداه الجزائريون في حراكهم، وعبّر عدد من الإعلاميين عن إعجابهم بمستوى الرقي الذي شهدته، وكذا الأساليب المميزة في التعبير عن المطالب باختلافها. وعلى المستوى الرسمي، أثنى أمس، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي على "الطابع السلمي للمسيرات التي تدل على الوعي الكبير وحس المسؤولية لدى الشعب الجزائري وكل الفاعلين المعنيين" كما قال معربا عن تضامن الاتحاد الإفريقي التام مع الجزائر في هذه المرحلة من تاريخها، ومؤكدا أنه مقتنع تماما بأن الشعب الجزائري سيجد بنفسه كل الموارد الضرورية لرفع التحديات الراهنة وإرساء قواعد التجديد الوطني المأمول. كما دعا إلى حوار وطني "لتحقيق التوافق الضروري من أجل تطبيق الإصلاحات بشكل دقيق في كنف السلم والاستقرار وديمومة الدولة". وكانت الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي مايا كوسيانتشيتش قد أكدت أن حريات التعبير والتظاهر مكفولة في الدستور الجزائري، مضيفة أن هذه الحقوق يجب ممارستها بالوسائل السلمية وأن تتم في إطار احترام دولة القانون.