أكد كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال السيد عز الدين ميهوبي أمس أن الصحافة الوطنية تعاملت ب"احترافية عالية" مع الأحداث التي يمر بها قطاع غزة جراء العدوان الاسرائيلي "الشرس".وصرح السيد ميهوبي الذي نزل ضيفا على حصة "السلطة الخامسة" للإذاعة الدولية أن "الإعلام الجزائري كعادته يمتلك حسا إنسانيا جعله يتفاعل مع المأساة الفلسطينية باحترافية وإيجابية عالية". وأضاف كاتب الدولة أن وسائل الاعلام الجزائرية سمعية كانت أو مكتوبة أو سمعية -بصرية كانت على "قدر كبير من المسؤولية في التعامل مع تداعيات العدوان البربري الذي لم يستثن المدنيين العزل". واعتبر السيد ميهوبي أن "هذه الصورة (العدوان) لم تعد تمر هكذا من دون تحليل" معللا ذلك بكون "الصورة الاخبارية أصبح لها سلطة تجعلها قادرة على تغيير مجريات الأحداث وحتى المواقف". وفي هذا الاطار يقول ضيف الحصة أن "ما نشاهده اليوم من تفاعل دولي لتوقيف القتال يثبت أن الصورة استطاعت أن تحرك حتى وجدان الساسة المتعاطفين مع اسرائيل" موضحا في هذا الصدد أن "التلفزيون الجزائري تمكن من متابعة الأحداث بالامكانات المتاحة وأن يتفاعل معها" في إشارة منه الى فقدان هذه المؤسسة لمصورها باسل فرج الذي سقط شهيدا بغزة. وعن سؤال حول تعامل الصحافة الغربية مع أحداث غزة أجاب السيد ميهوبي بأنه "يصعب جدا التحدث عن إعلام حيادي في كل الحروب التي أصبح له ضلع فيها" واصفا تعامل بعض الأجهزة الاعلامية الغربية مع هذه المجازر ب"التعامل الانتقائي" حيث فعل المقص فعلته". واستثنى في هذا السياق عددا من وسائل الاعلام "الشريفة ذات الاحترافية" التي "تسعى الى الابقاء على استقلاليتها" مرجحا أن هذه الوسائل "لن تسلم من ضربات اللوبي الصهيوني الذي سيتهمها -كالعادة- بمعاداة السامية" يقول كاتب الدولة. وفي معرض حديثه عن كيفية تناول الاعلام العربي لهذه الأزمة يرى السيد ميهوبي أن هذا الأخير "أراد أن يظهر جزءا من الحقيقة" معللا ذلك بكون بعض الأجهزة الاعلامية قد "حاولت تجنب الحقيقة للحفاظ على وجودها". كما انتقد المسؤول الأول عن قطاع الاتصال بعض الفضائيات العربية التي حافظت على شبكتها البرامجية الاعتيادية على الرغم من فظاعة الأحداث ناعتا اياها بالموقف"اللاأخلاقي". ومن جهة أخرى عرج السيد ميهوبي على التذكير بمشروعي قناتي القرآن الكريم والأمازيغية اللتان ستباشران البث -حسبه-في الأشهر القليلة القادمة معتبرا اياهما "إضافة نوعية" في منظومة القنوات الوطنية. وأشار الى أن هذه القنوات سيشرف عليها اطارات من التلفزيون الجزائري بحيث "لن يتم الاستعانة بأية خبرة أجنبية". أما فيما يخص مشاريع الاذاعة الوطنية فقد أوضح المسؤول أن عدد المحطات الجهوية البالغ عددها حاليا 42 محطة "سيتم استيفائها قبيل نهاية السداسي الأول لهذه السنة"، معتبرا اياها "مكسبا حقيقيا للاعلام الوطني كفيل بترسيخ الاعلام الجواري". وأضاف أن نسبة الاستماع لهذه الاذاعات "وصلت الى 70 المائة وذلك وفق احصائيات كانت قد أعدت منذ سنتين". وأشار السيد ميهوبي الى أن هناك مشاريع أخرى ذات طابع متخصص "سيتم إطلاقها في أوانها" كمشروع إنشاء قناة اقتصادية وأخرى شبابية. كما دعا الصحافة المكتوبة بدورها الى بعث صحف متخصصة بالنظر الى كون "التخصص أصبح مسألة لا غنى عنها تميز فضاءات الكثير من البلدان في الحقل الاعلامي". وعلى صعيد آخر أكد السيد ميهوبي أن "كل الملفات المتعلقة بالمجال الاعلامي الوطني قد تمت مناقشتها على مستويات عدة" خاصة المتعلقة منها بالجانب المهني والاجتماعي للصحفيين. وتطرق في هذا السياق إلى مسألة الحماية الاجتماعية والصحية للمراسلين الصحفيين داعيا مسؤولي الصحف الى تفادي تراكم هذا النوع من المشاكل التي يتعين تجنبها خاصة بالنسبة للعناوين ذات السمعة الوطنية.