* email * facebook * twitter * google+ ثمّن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة حسان رابحي، أمس، في ندوة صحفية بمقر قصر الحكومة، درجة الوعي والنضج التي صار يتحلى بها المواطن من خلال المسيرات السلمية وإرادته في الذود عن الوطن. وأكد في سياق متصل أن الخروج بالجزائر إلى بر الأمان لن يمر خارج العمل بأحكام الدستور، متمنيا أن يتقدم لرئاسة الجمهورية، بعد انتهاء فترة حكومة تصريف الأعمال المقدرة بثلاثة أشهر، مَن هم قادرون على تحمّل المسؤولية. وفي رده على سؤال جوهري يتعلق بمطالب تحكيم إرادة الشعب المتعلقة بعدم العمل بالدستور، قال الناطق باسم الحكومة إن كل الدساتير العالمية لا تقر بذلك، وأن السلطات العمومية تنصت إلى مطالب المجتمع "فنحن أمام خيارين، بين أن نطبق الديمقراطية ونعمل بأحكام الدستور الحالي لتسيير حكومة تصريف الأعمال، التي تهدف إلى ضمان سير مؤسسات الدولة، والسهر على تنظيم انتخابات حرة ونزيهة أو الخروج عن الدستور، بما يتناقض والتزامات الجزائر بالقوانين والمواثيق الدولية في احترام المسار الديمقراطي، مضيفا بأن الخيار الأخير من شأنه أن يجلب انتقادات للجزائر من المجتمع الدولي. المتحدث ذكر أن رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، "ما هو إلا مسير لفترة تسعين يوما، تحضيرا للانتخابات المزمع عقدها بعد انتهاء هذه الفترة الانتقالية، وأن هناك لجنة خاصة على مستوى الحكومة، مفتوحة لكل من يساهم في تقديم مبادرات ورؤى من شأنها أن تدلي بدلوها في مساعدة الحكومة على تجاوز هذه الظروف الصعبة، والخروج بالجزائر إلى بر الأمان". وأفاد الناطق الرسمي أن الحكومة تحترم المسيرات طالما أنها سلمية "لكن ذلك سيتوجب أخد الحيطة والحذر، فقد يتسلل إليها أناس أو جهات لها نوايا سيئة لا تخدم الشعب وتلحق الضرر بالأمة". واستطرد في هذا الصدد بأن العدالة لها كل السلطة كي تحارب الفساد، متمنيا أن يتقدم للرئاسة "من يكون أهلا لها". كما أشاد بالمناسبة بروح الوطنية التي أبان عنها الشعب الجزائري خلال المسيرات السلمية المتتالية، مؤكدا أنه ظهر من خلالها المواطن أنه متشبث بروح الوحدة الوطنية والذود عن حماها. تسهيلات تجارية وتحضيرات لشهر رمضان من جانب آخر ذكر نفس المسؤول أن الحكومة المجتمعة أمس، أكدت أن كل القطاعات حضرت للشهر الفضيل، وأن العديد من وزراء القطاعات المعنية بهذا الشهر كالتجارة، الفلاحة، الشؤون الدينية، الثقافة، الموارد المائية، قدموا تقاريرهم لتوفير المتطلبات التي يحتاجها المواطن في هذا الشهر، ومنها الداخلية التي شكلت فوج عمل لتخفيف الوثائق المطلوبة للاستفادة من قفة رمضان التي تم دعمها، وإنشاء بطاقية وطنية للفئات المعوزة وكذا ضبط مساهمة المحسنين. وفي هذا الباب ذكر الوزير، أنه يمكن الاستعانة بصندوق الزكاة لمساعدة العائلات المحتاجة، فيما تعهدت وزارة التجارة بتوفير مختلف المواد الاستهلاكية وتموين السوق، ومنحت تسهيلات، للمستوردين لجلب السلع المطلوبة كاللحوم، التي تم رفع أقساطها، قصد توفير السلعة ومنه كسر الأسعار، فضلا عن منح تراخيص للبلديات لإنشاء أسواق جوارية. أما وزارة الفلاحة فقد أكدت حسبه أن الجزائر حققت السنة الماضية، أكبر محصول للحبوب منذ الاستقلال، وأنه يتوقع أن يكون ذلك أكثر هذا الموسم، وهي توفر مخزونا كافيا من البقول الجافة، إلى جانب وفرة الحليب واللحم الطازجين. كما عرج رابحي، على دور وزارة الطاقة التي توفر مختلف الضروريات كالكهرباء، الغاز وكذا وزارة الثقافة التي تقوم بنشاطات وإحياء ليالي رمضان، إلى جانب وزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي تعد برنامجا ثريا بمناسبة هذا الشهر الكريم. أبواب الوزارة مفتوحة ولا قرابة لي مع بلعيز وقال وزير الاتصال، إن دائرته الوزارية تعمل جنبا إلى جنب مع الصحافة من أجل المصلحة الوطنية "التي تتطلب الثقة وتشترط الأخلاق"، مؤكدا أن أبواب الوزارة مفتوحة لكل وسائل الإعلام عمومية وخاصة لمناقشة الأمور التي تهم القطاع وترتقي به، لكنه تأسف في المقابل لكون الصحافة الوطنية لم تكترث بالمبادرة التي قامت بها الحكومة، من خلال الإعلان عن تنصيب لجنة مكلفة بتطبيق قرار الحكومة المتعلق بتجسيد الشفافية والموضوعية في منح الإشهار العمومي بين جميع وسائل الإعلام العمومي والخاص في إطار مخطط عمل جديد. من جهة أخرى فنّد المتحدث المعلومات التي أوردها الموقع الإخباري الإلكتروني "تي أس أ« بشأن وجود قرابة بينه وبين رئيس المجلس الدستوري، الطيب بلعيز، قائلا إنه لا يقربه من قريب أو بعيد، وأشار في هذا الصدد إلى ضرورة تأكد الصحفي من صحة المعلومة قبل نشرها، "خاصة أن ذلك يدخل ضمن أخلاقيات المهنة، التي تتطلب التمحيص والتحري، حيث يعتبر ذلك واجبا لاسيما في ظل التحديات والتحولات التي تعرفها بلادنا". وردا عن سؤال حول حظر المسيرات بالعاصمة قال المتحدث "ليس لي علم بأخبار حظر المسيرات السلمية هي مجرد إشاعات"، وفي هذا الإطار نصح الوزير الصحفيين أن يكونوا يقظين وعلى فطنة ودراية "حتى لا يقعوا في شراك من يريدون إلحاق الضرر بالجزائر وأبنائها قائلا "يجب أن نكون أسرة واحدة لمواجهة كل التحديات والمناورات".