* email * facebook * a href="http://twitter.com/home?status=كنس القبور و''عيدية" الظرف الأحمر بأرقام جالبة للحظhttps://www.el-massa.com/dz/index.php/component/k2/item/63535" class="popup" twitter * google+ تحفل الثقافة الصينية بالكثير من الأعياد المتوارثة عبر الأجيال، والتي ترمز إلى الكثير من الأبعاد الروحية التي غرستها أقدم الحضارات على وجه الأرض، حيث انعكس ذلك على طبيعة المجتمع الصيني الذي يظل محافظا على خصوصياته، رغم ما يشهده العالم من غزو ثقافي كسر الحواجز الجغرافية، لكنه فشل في تغيير هذه الخصوصية في "خوا" (الصين بالعربية)، بسبب تشبث أهلها بالأعراف الحكيمة للأجداد، المرتكزة على قيم الحب والتلاحم والانسجام والتعايش بين 56 قومية منتشرة عبر البلاد، منها عشر قوميات مسلمة، والتي على الرغم من احتفالها بأعيادها الخاصة، إلا أنها تشترك أيضا في الأعياد الرسمية التي غالبا ما ترتبط بالفصول الموسمية، حيث يمثل عيد "كنس القبور" وعيد "قوارب التنين" وعيد "التنين" وعيد "منتصف الخريف" أبرز الأعياد التقليدية الأربعة في البلاد. من بين الأعياد الرسمية التي يشترك فيها الصينيون، والتي احتفي بها نهاية الأسبوع الماضي، نجد عيد "الصفاء والنقاء"، أو ما يسمى باللغة الصينية "تشينغ مينغ" الذي يعد أحد الأعياد الروحية، حيث يتم فيه كنس قبور الأسلاف للتعبير عن الشوق والحنين العميق لهم. تصادف هذه المناسبة التي يحصل الصينيون خلالها على إجازة لمدة ثلاثة أيام، في أوائل شهر أفريل، حسب التقويم الميلادي، حيث يذهب الناس عادة إلى ضواحي المدن لترميم الأضرحة وتقديم القرابين كالخمور وباقات الورد، في حين تفضل فئات أخرى من المجتمع الصيني القيام بنشاط "تاقينغ"، الذي يعني التنزه في الحدائق وقطع أغصان شجرة الصفصاف وتعليقها على أبواب المنازل كرمز للأمل والتجدد، باعتبار أن هذا النوع من الأشجار ينمو على ضفاف النهر. بدأ الصينيون يحتفلون بهذا العيد منذ عهد أسرة "تشو" الملكية، أي قبل أكثر من 2500 سنة. وكان القدماء يحرقون بهذه المناسبة الذهب أو المال الورقي، ورغم استبدال هذه الطقوس اليوم، بإهداء الازدهار وزراعة الأشجار، إلا أن العادات القديمة مازالت قائمة في المناطق الريفية. بما أننا نعيش فصل الربيع، يفضل الصينيون غالبا ارتداء ملابس باللون الأحمر الذي يرمز في ثقافتهم إلى الدفء مع منحه للآخرين، فضلا عن انتشار الألعاب النارية وتعليق الفوانيس باللون الأحمر عبر الأحياء وواجهات المحلات، كما تقدّم خلال هذه المناسبة ما يسمى ب«العيدية"، التي هي عبارة عن ظرف ورقي أحمر يحوي قيمة مالية معتبرة. ومن المستحب أن يتشكل المبلغ الذي بداخله من أرقام جالبة للحظ، كتعبير عن السعادة في فصل الربيع، فمثلا مبلغ 600 يوان يتشكل من الرقم 6 الذي ينطق بالصينية "ليو"، وهو يعني التوفيق والنجاح، وقد تطور الأمر إلى حد نشر هذا الظرف على شكل تطبيق في الهاتف، حيث يتم التهادي عبره توفيرا للوقت والجهد. تحظى الأرقام بالكثير من الأهمية في الثقافة الصينية، فمثلا يعني الرقم 8 الغنى والثراء، في حين يعني الرقم 9 العمر الطويل، لذلك قد تكون الهدية ب800 يوان أو 900 يوان كتعبير عن التمنيات التي يقدمها الشخص هدية لمن يحبه. كما تفضل الأرقام الزوجية عن الفردية لحكمة مفادها أن استمرار الحياة لا يتم إلا بالتزاوج بين كافة المخلوقات على وجه الأرض. يعد فصل الربيع بداية رأس السنة الصينية، ويعرف أيضا باسم السنة القمرية الجديدة. يبدأ الاحتفال به إما خلال شهر يناير أو فبراير، وينتهي في اليوم الخامس عشر من ذلك الشهر، وتستمر الإجازة الرسمية فيه سبعة أيام، كما يرتبط الحساب التقويمي في الصين بما يعرف بالأبراج، فلكل سنة اسم محدد مرتبط بأسماء الحيوانات، إذ سيكون مثلا هذا العام عام الخنزير. أما عيد الفوانيس الصيني أو ما يسمى "يوان شياو"، الذي يحتفى به ليوم واحد، فيصادف يوم 15 من الشهر الأول، حسب التقويم القمري الصيني، ويعد خاتمة لفترة عيد الربيع أيضا، يتم خلاله تعليق الفوانيس في المطاعم والميادين، فضلا عن تنظيم مهرجانات ومسابقات للفوانيس. كما تطبخ خلال هذه المناسبة، فطائر وحلويات مستديرة مشكلة من الأرز اللزج محشية بالشكولاطة، وفق تقليد أهل الشمال، في حين يمكن لهذا النوع من الطعام أن يكون مالحا، بإضافة حشوة اللحم المفروم وفق الذوق المفضّل لأهل الجنوب. ويبقى القاسم المشترك بين المنطقتين في الشكل الدائري لهذه الفطائر، فضلا عن لونها الأخضر، بسبب إضافة عصير عشبة (الشيح) الذي يطغى بشكل كامل على طعم الأرز. كما يحتفل الصينيون بعيد منتصف الخريف الذي يعني أيضا "عيد البدر"، في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الثامن، الذي يصادف أواسط فصل الخريف، ومنه استمد العيد اسمه، فقد كان الصينيون قديما يقدمون لإله القمر قرابين من الكعك الفاخر، ثم يوزعونه على كل أفراد الأسرة، كرمز لالتئام الشمل، ومازالت هذه العادة شائعة بينهم إلى غاية اليوم. تختلف أسعار هذا الكعك رغم أن الذوق والشكل يكون تقريبا نفسه، حيث يكمن وجه الاختلاف فقط في طريقة التعبئة، فبينما يمكن شراء الكعك في أكياس بلاستكية، فإن هناك محلات تبيعه في علب فاخرة، فضلا عن بعض المكونات ذات الجودة الرفيعة التي قد يحتويها بداخله.