سألت صديقين عن فصل الربيع ... باغتهما السؤال،أسأل عن الربيع ونحن لا نزال في وسط الشتاء،والسماء لا تزال مليئة بالغيوم المحملة بالأمطار أو الثلوج!ولا تزال المعاطف الصوفية تملأ المحلات،والمطاعم لا تقدم إلا الوجبات الساخنة من لوبيا وحمص وعدس!...ثم إنهما توقعا أن اسألهما عن الصيف والبحر ،فالجميع لا يحب الحديث إلا عن عطلة الصيف ... البحر ،والبهجة ، والبوظة ... والذين ليس بمقدورهم الذهاب إلى البحر يختارون حلقات الدومينو حتى ساعات متأخرة من الليل !.... قال خالد : فصل الربيع ... الفصل الذي تتفتح فيه الزهور... ولما تتفتح الزهور تنضج الفتيات ... ولما تتفتح الزهور تتفتح أحلام الفتيان! وهو أجمل الفصول لأنه فصل معتدل،ليس قاس كالشتاء ،ولا عابس كالخريف،ولا متوحش كالصيف! ... لكن للأسف نحن أبناء المدن لا نحس بالربيع ولا نستمتع به ....الفصول متشابهة بسبب العمارات والغاز الحضري والمكيفات! حتى الصيف لو لا زبد البحر ما كنا نحس به! محظوظون أنتم أبناء الريف وسكان الجبال والوديان لأنكم تستمتعون به حق الاستمتاع ... الأزهار..الورود... النحل والفراشات... العصافير والأرانب.. خروج الحيوانات وانتهاء مرحلة السبات بعد شتاء طويل! أحببنا الربيع لما كنا أطفالا في المدارس وتمنينا لو أن الشاعر إليا أبو ماضي تغنى بالربيع بدل تناثر أوراق الخريف كتناثر العبرات! يا ليته كتب عن الربيع،ربما كتب ولم تختر نصوصه عن الربيع ضمن كتاب المقرر المدرسي! أما أحمد فقال : الربيع فصل جميل كما قال خالد .. أحببناه لما كنا أطفالا في المدارس ، وعشاقا في مرحلة الشباب... وكهولا نكد ونشقى لأجل تدبير لقمة العيش للصغار!فصل الربيع ممتع ... الحياة فيه تتجدد بعد موت( الشتاء).... والحياة فيه تنشط قبل كسل ( الصيف) !الربيع فيه مارس : عيد المرأة ، وعيد الشجرة ، وعيد الأم وعيد النصر... وفيه أفريل : عيد العلم ... وفيه ماي : عيد العمال،وعيد الطالب ، وذكرى مجازر ماي المؤلمة ...أنا أحب الربيع لأني مولود في شهر افريل....الربيع ممتع والحديث عنه ممتع .... كما قال صديقي الربيع رمز تجدد الحياة... أحب الربيع رغم أني وُلدت في شهر جويلية.