* email * facebook * twitter * linkedin سجلت وزارة التربية الوطنية، خلال الأسابيع الأخيرة غيابات بالجملة لتلاميذ أقسام السنة الثالثة ثانوي قدرت بحوالي 89 بالمائة مقابل حضور 11 بالمائة المتبقية بصفة منتظمة. وحسب إحصاء ميداني أجرته مراكز التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، شمل مختلف ثانويات الوطن فقد تم تسجيل غيابات بالجملة وسط تلاميذ السنة ثالثة ثانوي، وحتى عزوف شبه تام في بعض الأقسام التربوية عن الدراسة بحضور فقط من ثلاثة إلى خمسة تلاميذ بالقسم الواحد بصفة منتظمة. وأرجعت مصادر من وزارة التربية سبب عزوف تلاميذ الأقسام النهائية في الثانويات عن حضور الدروس إلى تأثرهم بالحراك الشعبي الذي تشهده الجزائر منذ 22 فيفري الماضي، رغم أنهم مقبلون على اجتياز امتحان شهادة البكلوريا بداية من 16 جوان القادم على مدار خمسة أيام، في حين يفضّل تلاميذ آخرون الدروس الخصوصية بدل الحضور النظامي في أقسامهم للتحضير لامتحان البكلوريا. وكان تلاميذ الثانوي وحتى تلاميذ المؤسسات التعليمية في الطور الثاني والأول، قد خرجوا في خضم هذا الحراك إلى الشارع في مسيرات متفرقة هنا وهناك مما تسبب في حدوث اضطرابات على سير الدروس، وأدى إلى تأخر في البرامج التربوية لأقسام الامتحانات الرسمية كالسنة الرابعة متوسط والسنة الثالثة ثانوي. وهو ما دفع بالمفتشية العامة للبيداغوجيا، إلى توجيه مراسلة لمنسقي هيئة التفتيش ومفتشي التربية الوطنية لمتابعة وضعية التأخر لكل ولاية ومنطقة، من خلال العمل على إيجاد حلول مناسبة لاستدراك الدروس الضائعة دون المساس بجوهر البرامج، بتطبيق ما يعرف "بالتدرجات" بمعنى حذف الدروس والتمارين التطبيقية مع الحرص على تقديم التعليمات الأساسية قبل نهاية الفصل الدراسي الثالث والأخير من الموسم الدراسي الجاري. يذكر أن رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "سناباست" مزيان مريان، كان قد دعا إلى إبعاد المدرسة عن كل الإضرابات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها البلاد، وأكد في تصريحات صحفية أن مكان التلميذ هو المدرسة وليس الشارع، وذلك "من أجل الحفاظ على ممارسة المدرسة لدورها التربوي والتعليمي في تكوين تلاميذ اليوم الذين هم رجال الغد ومستقبل البلاد".