أشار وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج السيد جمال ولد عباس بباريس إلى إرادة و عزم الجزائر على "الاستفادة بالشكل الأمثل من نخبتها" لا سيما جاليتها بالخارج التي "تسجل نجاحات باهرة عبر العالم بفضل مهاراتها". وأثناء تدخله مساء أول أمس بمناسبة عرض برنامج نشاطات شبكة الطلبة الجزائريين المتحصلين على شهادات من المدارس الفرنسية الكبرى أوضح الوزير أن التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي بادر بها البلد "تتطلب المساهمة الثمينة لجميع الكفاءات". وأضاف أنه من المحبب استعمال هذا الشعاع الثقافي لفائدة الوطن الأم مع مراعاة خيار الكفاءات بالعمل تحت فضاءات أخرى. وربما شاءت الصدف أو الأقدار أن يكونوا نقطة وصل مع أقطاب أخرى منتجة وحقول للمعرفة". وبعد أن أبرز مسار الإنعاش الاقتصادي والشروع في مشاريع ضخمة بعد عودة السلم بفضل سياسة المصالحة الوطنية تطرق الوزير إلى الاهتمام والعناية الخاصة التي توليها السلطات العمومية للجالية الوطنية المقيمة بالخارج. وأكد الوزير أن "إنشاء هيئة مكلفة بالجالية الوطنية بالخارج سنة 2008 يترجم الإرادة السياسية في القيام بعمل مشترك وتثمين موارد البلد أينما كانت. وتتمثل مهمتها في التقرب من الجالية الوطنية والعمل على إقامة جسور متينة بين البلد الأم وأبنائه المقيمين خارج حدوده الجغرافية"، مشيرا إلى أن "البلد بحاجة إلى كل أبنائه". وقال السيد ولد عباس مخاطبا الحضور المتكون من جامعيين وطلبة ورؤساء مؤسسات جزائريين يعيشون في فرنسا "إننا سنربح الكثير من إشراك كفاءاتنا". ومن جهته عرض المفوض الفرنسي للاندماج السيد يزيد سباغ المكلف من طرف الرئيس ساركوزي بإعداد تقرير حول المسألة، عرض خريطة طريق أشار فيها إلى ضرورة مكافحة كل أشكال التمييز وتنمية الكفاءات دون تمييز لأن "فرنسا لم تعرف لحد الآن كيف تستفيد من تنوعها". وكان رئيس شبكة الطلبة الجزائريين المتحصلين على شهادات من المدارس الفرنسية الكبرى السيد فاتح وزان قد أشار من قبل إلى الطموح المزدوج الذي أبدته الشبكة وهو أن تكون حلقة حقيقية لشبكة تمثيلية عبر العالم وإنشاء أرضية للكفاءات والثروات في خدمة الجزائر وتطويرها وإضفاء العالمية على مبادراتها. وأوضح السيد وزان أن شبكة الطلبة الجزائريين المتحصلين على شهادات من المدارس الفرنسية الكبرى التي أنشئت سنة 2005 تضم حاليا حوالي 1500 عضو من بين المتحصلين على شهادات من المدارس الفرنسية الكبرى وهم يجمعون بين "الموهبة والخبرة والكفاءة والطموح". ومن بين المشاريع المحددة للسنة الجديدة ستقوم الشبكة بفتح موقع إلكتروني جديد وستصدر دليلا ونشرية خاصة ونادي لتكنولوجيات الإعلام والاتصال ونادي للطاقة. كما ستنظم العديد من الورشات واللقاءات بالإضافة إلى منتدى حول موضوع "الجزائر قدرات وفرص" مقرر للخريف المقبل. وتميز هذا اللقاء بنقاش مكن العديد من الشباب الحاصلين على شهادات من عرض انشغالاتهم، والتساؤل بشأن شروط مشاركتهم في تنمية بلدهم الأصلي.