* email * facebook * twitter * linkedin دعت الدكتورة معمري أخصائية في الطب الداخلي الصائمين عموما، إلى ضرورة التحلي بالحيطة حيال بعض الأمراض المزمنة، خاصة الضغط الدموي بالنسبة للشريحة التي عادة ما يكون ضغطها بين 12 و14، وهي الفئة المهيأة للإصابة بالضغط الدموي؛ لأنّ لديها استعدادا مرضيا لذلك، الأمر الذي يدعونا إلى لفت انتباه الصائمين لمراقبة طعامهم كغيرهم من المرضى؛ لتجنّب التعرض لبعض التعقيدات التي تقودهم إلى مصالح الاستعجالات الطيبة. أوضحت الدكتورة معمري التي التقتها "المساء" على هامش مشاركتها مؤخرا في لقاء تحسيسي حول "السكري ورمضان" نُظّم من طرف وزارة الصحة بمناسبة حلول شهر رمضان، أوضحت أن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى إصابة بعض الصائمين بالأمراض المزمنة، تغير العادات الغذائية التي تجعلهم بدافع اللهفة، يتناولون كميات كبيرة من الأطعمة تفوق حاجة الجسم وقت الإفطار، وتحوي بعض الأغذية على نسبة عالية من الأملاح؛ منها الخبز والمخللات الغنية بالملح وبعض أنواع السلاطات، وكلها تلعب دورا بارزا في التأثير على صحة الفئة التي أصبح يُصطلح على تسميتها علميا الفئة المهيأة للإصابة بالضغط الدموي. وتوضّح: "انطلاقا من هذا لا بد لجميع الصائمين التحلي بالثقافة الغذائية، والحرص على تناول الوجبات بعقلانية وفق ما يحتاجه الجسم، لأنّ الفخ الذي يقع فيه أغلب الصائمين هو المبالغة في أكل كل ما يوضع على المائدة، وبالنتيجة تسجيل بعض الحالات التي تستوجب الاستشفاء". وحسب الأخصائية في الطب الداخلي، فإن الإشكال الكبير الذي يواجهه الأطباء عشية كلّ رمضان، هو تعنّت بعض المرضى وتمسّكهم بالصيام رغم المرض، وهو، عادةً، راجع إلى عادات المجتمع الجزائري الذي يقدّس الشهر الفضيل، ولا مجال، مطلقا، للحديث عن عدم الصيام، خاصة بالنسبة للمسنين رغم أن الدين يرخّص الإفطار لهذه الفئة؛ توضح الأخصائية: "لا نمنعهم من الصيام كخطوة أولى، ونطلب منهم مصاحبة الصيام بجملة من النصائح والتوجيهات؛ كاطّلاعهم، مثلا، على الطريقة الجديدة لتناول الأدوية بعد الإفطار وقبل وجبة السحور"، مشيرة إلى أنّ كل مرضى الضغط الدموي بإمكانهم الصيام بدون التعرّض لأي تعقيدات صحية؛ يكفي فقط الحرص على شرب الأدوية في أوقاتها، خاصة أن بعض التعقيدات بالنسبة لهذا المرض المزمن تأتي في وقت الفجر". إجازة الصيام بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة خاصة منهم الذين يعانون من ارتفاع الضغط الدموي الذين يتناولون أكثر من دواء، لا تعني أنهم يُتركون بدون رقيب طبي، هؤلاء مطالَبون بالكف عن الصيام، لأنّه لا يمكنهم تناول مجموعة من الأدوية بعد الإفطار دفعة واحدة؛ لاحتمال التعرض لعدد من التعقيدات؛ كالجلطات الدماغية أو القلبية، وتحديدا بالنسبة للفئة المسنّة. وأشارت الأخصائية إلى أنّ البعض يذهب إلى أبعد من هذا، حيث يبادر بشرب بعض الأدوية والتخلي عن بعضها الآخر. وحسبها: "أغلب الحالات التي يجري استقبالها بعد الإفطار في مصلحة الاستعجالات هي تلك التي تعتقد أن في الصيام صحة، وبالتالي لا حاجة لها في تناول كل الأدوية، فترخّص لنفسها بالإفطار". وتوضّح الأخصائية أن مهمة الطبيب هي التوعية والتحسيس. وبالمناسبة تشير إلى أنّ أبواب المصالح الاستشفائية مفتوحة، وتقدّم التوجيهات الصحية طيلة أيام الشهر الفضيل، والتحدي الوحيد الذي يواجه الصائمين المرضى وغير المرضى، يتمثل في كيفية التحكم في كمية الوجبات ونوعيتها مع الإكثار من شرب الماء والتقليل فقط من السكريات.