مع استمرار المحرقة الإسرائيلية على أبناء غزة الصامدة، أبت ردود الأفعال الصادرة من عدد من الرياضيين أن تتوقف أو تنتهي وتتلاشى سريعاً، بل انتشرت في شتى الملاعب الرياضية العالمية لتحيي صمود أبناء فلسطين وترد على المجازر بأبسط الطرق وأقواها تأثيراً في الوقت نفسه. " لك الله يا غزة"، كانت أحدث واقعة شهدتها الملاعب في هذا الشأن، وهي العبارة التي رسمت على قمصان لاعبي الزمالك خلال مباراته الأحد الماضي أمام الأهلي لحساب البطولة المصرية لكرة القدم... وأعد قائد النادي الزملكاوي وحارسه العملاق عبد الواحد السيد، العدة قبل المباراة بثلاثة أيام، حيث تم تصميم القمصان التي حملت العبارة المذكورة من الخلف، وصورة للمدينة من الأمام مع بعض العبارات "الباكية" على أحوال الشعب الفلسطيني والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في حقه. و لم يكن هذا التصرف الأول من نوعه، حيث سبقته حادثة مماثلة للمهاجم الدولي المالي، فريدريك كانوتي، الذي أظهر خلال لقاء فريقه إشبيلية أمام ديبورتيفو لاكرونيا في الدور ال16من كأس إسبانيا، قميصا يحمل كلمة "فلسطين" بخمس لغات مختلفة، وذلك في خطوة باركها زملاؤه ومدربه مانويل خمينيز، الذي قال بعد تغريم اللاعب ثلاثة آلاف أورو نتيجة لفعلته: " كانوتي أراد إيصال رسالة يطالب من خلالها بإيقاف القصف الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمجزرة دموية، وأعتقد أنه موقف مميز أن يسعى لاعب لإيقاف العنف في منطقة ما بالعالم، ويجب علينا جميعاً أن نحترمه". وبينما قرر كانوتي عرض قضية الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، فضل المصري محمد شوقي، نجم نادي ميدلسبره الإنكليزي، أن يشارك في الحدث، ولكن بصورة مغايرة، حيث أعلن تبرعه بخمسين ألف جنيه إسترليني لصالح ضحايا المجازر الصهيونية، في الوقت الذي كان لاعبو المنتخب العماني يرتدون فيه خلال "خليجي 19 " التي تستضيفها بلادهم، قمصانا مكتوبا عليها "تضامناً مع غزة"، ورفعت الجماهير لافتات مكتوباً عليها "النصر قريب يا غزة". وشهدت نيوزيلاندا الأسبوع الماضي، تأييداً من نوع آخر لغزة، تجسد في التنديد بالأفعال الإسرائيلية، حيث تعرضت لاعبة التنس الإسرائيلية الشابة شاهار بيير لهتافات عدائية أثناء مشاركتها في دورة أوكلاند، خاصة بعد أن تجمع حوالي 20 شخصا يحملون لافتات معادية ويرددون شعارات تندد بالدولة العبرية أمام البوابة الرئيسية للملعب، مقابل شخص واحد فقط كان يحمل لافتة كتب عليها "حماس تغتال الأمل". وعلى الرغم من ذلك، رفضت بيير الانسحاب من البطولة قائلة: "أنا لست حكومة إسرائيل ولا أمثلها.. إنني لاعبة تنس فقط.. لم أتعرض لمثل هذه الهتافات من قبل." وفي تركيا، تحولت مباراة لكرة السلة بين فريق ترك تيليكوم التركي وفريق بنيه هشارون، إلى مظاهرة حب وتأييد لصمود غزة، حيث فوجئ الفريق الإسرائيلي بأنه ضيف غير مرغوب فيه هذا البلد، إذ رفع عدد غفير من أبنائه الذين حضروا اللقاء، أعلام فلسطين ورددوا هتافات معادية للصهاينة أدخلت الرعب في قلوب اللاعبين الإسرائليين ودفعتهم إلى الهروب.