* email * facebook * twitter * linkedin انطلقت أمس، رسميا الحملة الانتخابية للرئاسيات في تونس، بعد شهر ونصف الشهر من وفاة الرئيس باجي قايد السبسي، التي زادت في ضبابية مشهد تونسي مضطرب ولا يزال يعاني من تبعات ما اصطلح على تسميته ب«الربيع العربي" بدليل الاشتباكات المسلّحة التي خلّفت أمس، مقتل جندي وثلاثة "إرهابيين" بغرب شمال البلاد. وحسب متتبعين للشأن التونسي فإنه ولأول مرة في تاريخ هذا البلد لا يملك التونسيون أية فكرة عن هوية الرئيس الجديد الذي سيحكمهم في ظل تقارب حظوظ المرشحين لهذا السباق الانتخابي المقرر تنظيم الجولة الأولى منه في ال15 سبتمبر الجاري، على نقيض تماما رئاسيات 2014 التي شهدت مرشحين رئيسيين وهما الرئيس الأسبق منصف المرزوقي، والرئيس الراحل باجي قايد السبسي. وكانت وفاة هذا الأخير في 25 جويلية الماضي، قد أثارت بعض الاضطرابات على الساحة التونسية اثر تقديم موعد الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في17 نوفمبر القادم، وبالتالي دعوة حوالي 7 ملايين ناخب تونسي للتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم 15 سبتمبر الجاري. ورغم أن الهيئة المكلفة بتنظيم الانتخابات منعت نشر نتائج سبر الآراء، إلا أن بعض النتائج التي تم نشرها في الفترة الأخيرة، وضعت رجل الأعمال ومالك قناة "نسمة تيفي" نبيل قروي، والمرشح عن حزب "فلب تونس" الحديث النشأة في مقدمة المرشحين الأوفر حظا للفوز بهذه الانتخابات، وهو الذي يتواجد حاليا رهن الحبس بتهمة "تبييض الأموال" في إطار التحقيق الذي أطلقه القضاء التونسي ضده منذ حوالي ثلاث سنوات. وإلى جانب قروي، يوجد مرشحون آخرون لهم ثقلهم على الساحة التونسية على غرار رئيس الحكومة يوسف الشاهد المرشح عن حزب "تحيا تونس" والمنحدر من حزب "نداء تونس" الذي أسسه الرئيس الراحل السبسي، ومرشح حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي عبد الفتاح مورو، وأيضا عبد الكريم زبيدي وزير الدفاع السابق وحتى الرئيس الأسبق منصف المرزوقي. ويرى محللون تونسيون بإمكانية نجاح مرشح النهضة مورو، في المرور إلى الدور الثاني المقرر في الرابع نوفمبر القادم، رفقة واحد من المنافسين الثلاثة الرئيسيين وهم نبيل قروي أو يوسف الشاهد أو عبد الكريم زبيدي. ويعد زبيدي، تكنوقراطيا في الستينيات من العمر خرج إلى العلن بعد استدعائه من قبل الرئيس الراحل الذي وضعه ضمن قائمة خلفائه بعد أن تولى عدة مناصب وزارية منها وزير الدفاع. ويتنافس في هذه الانتخابات عدة مترشحين من رؤساء حكومة ووزراء سابقين على غرار مهدي جمعة رئيس الحكومة التكنقراطية السابق وحميدي جبالي المنشق عن حزب النهضة دون نسيان المرشحة عبير موسي المعروفة بمعاداتها للإسلاميين. وهو ما جعل هؤلاء المحللين يرون بأن انتخابات 15 سبتمبر، ستكون مفتوحة حتى خلال دورها الثاني مع تقارب حظوظ المترشحين مع إبقائهم على احتمال حدوث مفاجآت خلال الحملة الانتخابية. والمفارقة أنه في نفس يوم انطلاق الحملة الانتخابية لقي ضابط في الحرس الوطني التونسي مصرعه إلى جانب مقتل ثلاثة إرهابيين في اشتباكات مسلّحة صباح أمس، على إثر عملية مشتركة نفذها الجيش التونسي رفقة قوات الحرس بمنطقة القصرين الواقعة إلى غرب شمال البلاد. وأكد المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي حسام الدين جبابلي، أن الاشتباكات انتهت بمقتل رئيس مركز أمن حيدرة الواقعة بمحافظة القصرين، مشيرا إلى أنه لم يتم بعد التعرف على هوية المسلّحين الثلاثة الذي سقطوا قتلى خلال الاشتباكات، فيما واصلت قوات الجيش تمشيطها للمنطقة. ❊ ص/محمديوة