تراهن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية على استعادة مجدها الضائع من خلال الرفع من حصتها في السوق الوطنية سواء تعلق الأمر بنقل المسافرين أو السلع، ووضعت في هذا السياق خطة للتكفل بنقل 85 مليون مسافر بالعاصمة وضواحيها وكذا 13 مليون طن من السلع بحلول 2013. ولتحقيق هذا الهدف قال مديرها السيد مراد بن عامر أمس أن الشركة عازمة على رفع التحدي من خلال مباشرة العديد من العمليات في إطار خطة شاملة ترتكز على الاستثمار، ودعم الخطوط والبرامج، مضيفا أن الشركة التي فقدت في الخمس سنوات الماضية 35 بالمئة من السوق تعمل اليوم من أجل استرجاع مكانتها، وعليه تم إلى غاية اليوم استثمار ما قيمته 65 مليار دينار سخرت لاقتناء وتحديث العربات وكذا خطوط السكة الحديدية وأنه هناك خطة عمل تم إيداعها على مستوى الوزارة الوصية للمصادقة عليها تضع في الحسبان تخصيص نفس الحجم المالي لعصرنة منظومة الشركة. وذكر السيد بن عامر الذي كان أمس "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة أن المشكل الكبير الذي تتخبط فيه الشركة هو قلة النشاط، ومن هذا المنطلق قررت إعادة بعث مجال عملها من جديد، بالتركيز "على إعادة تأهيل وسائل الإنتاج باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتحقيق الهدف"، وأعلن عن برنامج لإعادة تأهيل 200 قاطرة موجودة في حالة يرثى لها بسبب قدمها حيث يعود عمرها إلى 25 سنة، علما أن نسبة 30 بالمائة منها مستعملة اليوم. ويندرج ضمن برنامج إعادة التأهيل أيضا تحديث 40 عربة في ورشات بولاية سيدي بلعباس في انتظار تحديث 200 عربة أخرى تفتقد لوسائل الراحة. وأشار السيد بن عامر إلى أن برنامج تحديث الشركة يضم كذلك تكثيف النشاط في الخطوط التي تعرف حركة واسعة للسلع والمسافرين مثل خطوط العاصمة -الشلفوهران- الشلف، تلمسانوهران وكذا الجزائر - سطيف -بجاية في انتظار تسلم بقية المشاريع الأخرى ومنها خطوط النقل في الهضاب والجنوب الغربي والصحراء إضافة الى الشروع قريبا في تسيير خطوط سريعة مكهربة بين العاصمة والثنية بولاية بومرداس والعاصمة والعفرون بولاية البليدة. وأعلن في هذا السياق أن تشغيل الخط المكهرب نحو الثنية سينطلق عمليا في بداية فيفري القادم. وسئل ضيف الإذاعة حول الكيفية التي يتم من خلالها تحقيق هذه الأهداف في ظل العجر الذي تعرفه الشركة والمقدر ب 12 مليار دينار، مؤكدا أن المؤسسة تعاني من مشاكل ضخمة خاصة في التسيير وهذا رغم عمليات التطهير المالي التي تمت في سنة 1995 و2005، واعتبر أن المؤسسة تواجه تحدي تحقيق رقم أعمال يقدر ب11 مليار دينار وتجاوز الرقم المسجل حاليا والذي لا يتعدى 4 ملايير دينار. وأبدى في هذا السياق أملا في نجاح الخطة المعروضة على الوزارة الوصية للمصادقة عليها. وللإشارة فقد استفادت الشركة من عملية مسح للديون مقدرة ب36 مليار دينار سنة 2005 في إطار سياسة حكومية كانت ترمي إلى النهوض بهذا القطاع الاستراتيجي. وقدم السيد بن عامر حصيلة رقمية أبرز فيها تراجع نشاط الشركة حيث كانت تنقل في بداية سنة 1990 وإلى غاية 1992حوالي 58مليون مسافر و11.5 مليون طن من السلع، وانخفض الرقم إلى 20 مليون مسافر و6.9 مليون طن من السلع رغم انتعاش النشاط التجاري والصناعي بالجزائر في السنوات الماضية. ومن جهة أخرى كشف السيد بن عامر عن طرح الشركة مطلع السنة الجارية مناقصة للبحث عن شريك أجنبي لتولي تسيير واستغلال خدمات نقل المسافرين بالسكك الحديدية في ضاحية العاصمة ولكن اشترطت على المتعامل حيازة عقدين على الأقل في مجال تسيير حركة النقل في إحدى وسائل النقل الكبرى مثل النقل الجوي. ووفق المناقصة المنشورة على موقع الشركة على شبكة الانترنت فإن عقد الامتياز المقرر أن يوقع في النصف الثاني من هذه السنة يدوم 66 شهرا. وحول فضائح تبديد الأموال العمومية التي تعرفها بعض المديريات في إشارة الى فضيحة مديرية قسنطينة التي بدد فيها أكثر من 2000 مليار سنتيم رفض السيد بن عامر التعليق حول الموضوع كون الملف بين أيدي العدالة.