* email * facebook * twitter * linkedin أشرف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات محمد ميراوي، أمس، على افتتاح أشغال الاجتماع السنوي للشبكة الوطنية لسجلات سرطان السكان، والذي تم خلاله عرض نتائج سجلات سنة 2017 التي كشفت عن ارتفاع حالات الإصابة بهذا الداء، بتسجيل 45 ألف إصابة جديدة بمختلف أنواع السرطانات، فيما احتل سرطان الثدي المرتبة الأولى عند النساء وسرطان المستقيم والمعدة المرتبة الأولى عند الرجال. وذكر الوزير في كلمته الافتتاحية للاجتماع الذي نظم بفندق "الأوراسي" بالعاصمة، بأن المعطيات والمؤشرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في مجال انتشار داء سرطان، "تبين بأن هذا المرض يعد من الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم. وأن حوالي 70 بالمائة من حالات الوفيات بالسرطان تصيب البلدان الفقيرة والمنخفضة الدخل، في حين أن ثلث الوفيات المسجلة بهذا الداء تسببها 5 عوامل خطر سلوكية وغذائية، إلى جانب عدم الكشف المبكر واستحالة الحصول على العلاجات". ولدى تطرقه إلى وضعية هذا الداء على المستوى الوطني، أكد ميراوي أنه، بعد إنجاز وتجهيز العديد من مراكز مكافحة السرطان في مختلف ولايات الوطن وتكوين الموارد البشرية لتنفيذ مخطط مكافحة السرطان، أصبح من الضروري الاعتماد على نظام معلومات فعال يسمح بالحصول على معطيات دقيقة حول السرطان، مشيرا إلى أنه في هذا الإطار، قامت الوزارة في 18 فيفري 2014، بالتأسيس للسجل الوطني للسرطان، الذي تدعم بالمقرر الوزاري المؤرخ في سنة 2015 المتعلق بإقرار تنظيم هرمي للشبكة الوطنية لسجلات السرطان، بين مناطق الشرق والوسط والغرب. واعتبر الوزير أن التحدي اليوم يكمن في ضرورة توفير المعطيات الكاملة حول السرطان، بالنظر إلى أهميتها في اتخاذ القرارات التي ترافق تطبيق المخطط الوطني الجديد لمكافحة الداء 2020 /2024. وأشار في سياق متصل، إلى أنه، بناء على معطيات سجلات 2017 التي كشفت عن وجود منحنى تصاعدي للسرطانات في الجزائر، وذلك لعدة عوامل مرتبطة بشيخوخة السكان ونمط التغذية والحياة، إلى جانب العوامل البيئية، قامت الوزارة بإعطاء الأولية لتعزيز معطيات السجل عبر 48 ولاية، في إطار الشبكة الوطنية للسجلات، مع العمل على استشراف المخطط المقبل من خلال تحديد الأولويات القائمة على نماذج علمية وإحصائية. وعلى هامش أشغال اليوم التقييمي لسجلات سرطان 2017، أوضح مدير الوقاية بوزارة الصحة جمال فورار، بأن التقييم كشف عن تسجيل الجزائر ل45 ألف حالة جديدة من مختلف أنواع السرطان، احتل فيها سرطان القولون والمستقيم والرئة عند الرجال وسرطان الثدي عند النساء المراتب الأولى، مضيفا بأن هذه السجلات سمحت بالكشف عن تغير المراتب بالنسبة لبعض أنواع السرطان، "فبعدما كان سرطان الرئة عند الرجال يحتل المرتبة الأولى، أصبح سرطان المستقيم والقولون في المراتب الأولى عند الرجال". وبعد أن أكد بأن هذه المعطيات يتم أخذها كأولوية في تفعيل المخطط الوطني لمكافحة السرطان 2020 /2024، أوضح فورار بأن مجهودات كبيرة تبذل في مجال إنشاء مراكز العلاج من أجل الوصول إلى تقليص المواعيد وتوفير سجل خاص بكل ولاية، يعطي صورة واضحة عن السرطان بالمنطقة. من جهتها، أرجعت جميلة نذير، المديرة الفرعية بوزارة الصحة، أسباب ارتفاع عدد المصابين بالسرطان، المسجلين في سجلات 2017، إلى كون هذه السجلات في سنة 2014، كانت تغطي 60 بالمائة فقط من الوطن، بينما هي اليوم موجودة في كل الولايات وتغطي 90 بالمائة من السكان. وأوضحت في سياق متصل، بأن هذه السجلات سمحت بإعطاء صورة واضحة حول كل ما يتعلق بانتشار السرطان، من حيث النوع والجنس وحتى أسباب الانتشار لبعض الأنواع دون الأخرى. ولاحظت في هذا الصدد بأن المعطيات تغيرت، حيث أصبح سرطان الثدي في المراتب الأولى عند النساء إلى جانب سرطان الرئة، مشيرة إلى أن الأرقام والمعطيات الخاصة بإصابة النساء بسرطان الرئة، أبانت بأن 50 بالمائة من النساء أصبن به نتيجة تدخين الرجال في المنازل، فيما سجل سرطان عنق الرحم تراجعا.. في المقابل، أبانت المعطيات أيضا أن أكثر الإصابات بالسرطان لدى الرجال تتعلق بسرطان المستقيم والمعدة، فيما سجل لدى الجنسين ارتفاعا في سرطان القولون والمعدة والمستقيم، بسبب النمط الغذائي غير الصحي، المشبع بالدهون والسكريات وعدم ممارسة الرياضة وانتشار السمنة.