* email * facebook * twitter * linkedin تضم اضطرابات طيف التوحد، حسب منظمة الصحة العالمية، مجموعة من الاضطرابات المتميزة بدرجة معينة لاضطراب السلوك الاجتماعي والتواصل واللغة وتدني الاهتمام. وتظهر هذه الاضطرابات في الطفولة، وتستمر في المراهقة وسن الرشد، كما تبرز خلال خمس سنوات الأولى من عمر الطفل، حيث يظهر العمل الفكري في التوحد متغيرا جدا، وقد يصل إلى العجز العميق عن القدرات المعرفية العليا. وقد يُظهر الأفراد المصابون بالتوحد العديد من الأمراض المرتبطة به، مثل الصرع والاكتئاب والحصر واضطراب الانتباه مع فرط الحركة. يحصي العالَم طفلا من بين 160 تقريبا يُظهرون اضطراب طيف التوحد. ومن خلال الدراسات التي أجريت منذ 50 عاما الأخيرة، تبيّن أن انتشار اضطرابات طيف التوحد في تزايد مستمر على الصعيد العالمي.وفي الجزائر، صرح الدكتور محمد شكالي المدير الفرعي لترقية الصحة النفسية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، بأن في الوقت الحالي لا تتوفر إحصائيات موثقة حول نسبة أطفال التوحد في الجزائر، ويعود ذلك إلى عدم توفر قاعدة بيانات. لكن يظهر أن هذا المرض في تزايد سريع. وفي غياب الدراسات الإبدميولوجية لا يمكن وضع قاعدة بيانات، لكن رغم هذا تم وضع خطة للصحة العمومية2013-2020، تتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية، وهي خطة مدمجة متعلقة بالتوحد، تتعلق بثلاثة جوانب؛ الصحي والاجتماعي والتربوي، تشارك فيها مؤسسات الدولة المختلفة، بهدف فتح مؤسسات، وتكوين العاملين في هذا الميدان، حيث تم فتح أقسام خاصة في سنة 2015 - 2016 لفائدة أطفال التوحد.ولتسليط الضوء أكثر على واقع الطفل التوحدي بالجزائر وسبل تطوير طرق التكفل به، يجري التحضير لأشغال المؤتمر الدولي الثالث حول اضطراب طيف التوحد "الواقع والآفاق" يومي27 و28 نوفمبر بجامعة الجزائر "2" أبي القاسم سعد الله بالعاصمة، حيث يتم عرض تجارب مختلف الفاعلين من المتدخلين الأخصائيين في علم النفس العيادي وعلم النفس المدرسي والأرطوفونيا وعلم النفس الاجتماعي وأطباء. ومن المنتظر أن يتم الإجابة على العديد من التساؤلات، منها "ما هو واقع انتشار اضطراب طيف التوحد في المجتمع الجزائري؟"، و«ما هو واقع التشخيص المبكر لاضطراب التوحد؟ و«هل يمكن لأطفال التوحد الالتحاق بالمدارس النظامية؟"، و«كيف يلعب مرافقو الحياة المدرسية دورا في إدماج أطفال التوحد في المدارس النظامية؟".ويسعى هذا المؤتمر إلى تحقيق جملة من الأهداف، أهمها تسليط الضوء على واقع انتشار اضطراب طيف التوحد بالمجتمع الجزائري؛ من خلال عدد من المحاور، منها "واقع انتشار اضطراب طيف التوحد بالمجتمع الجزائري، والمشكلات النفسية والاجتماعية التي تعترض أطفال التوحد وأولياءهم"، ومحور "تشخيص اضطراب طيف التوحد"، ومحور "واقع تمدرس أطفال التوحد، ودور المرافقين في الحياة المدرسية"، ومحور "التكفل النفسي والاجتماعي والطبي، برامج إرشادية وبرامج علاجية للتدريب على اكتساب المهارات".