* email * facebook * twitter * linkedin شكّل لقاء إطارات الشباب والرياضة الذي دام يومين بقاعة المحاضرات التابعة للمركب الأولمبي "محمد بوضياف"، حلقة هامة في تحديد خارطة الرياضة الجزائرية في قادم المواعيد، لاسيما أنّ الملتقى يتطلّع لحركة إيجابية دائمة بالنظر إلى عدد من القرارات الهامة التي ناقشها، أغلبها تتمحور حول تسيير المرافق الرياضية، واستراتيجية الدعم الرياضي والتكوين. أكّد وزير الشباب والرياضة رؤوف برناوي خلال افتتاحه أول أمس السبت أشغال اللقاء، أنّ هذا الحدث هو خطوة إيجابية لتحسين الأداء الخدماتي والمؤسساتي، داعيا المشاركين إلى تدارك التأخر على صعيد التكوين والتدريب، اللذين أصبحا يتطلبان قدرات تقنية عالية، والقيام بأعمال تأهيلية وتحديثية للتجهيزات الرياضية، وإضفاء الاحترافية على عملية التأطير، وتحسين نوعية التسيير والحكامة في مختلف التخصصات الرياضية. من جهتهم، أبرز مديرو الشباب والرياضات لعدد من ولايات البلاد، النقص الفادح الذي يعانيه القطاع في مجال التأطير، وقدم التجهيزات ووسائل الترفيه والاتصال بالمؤسسات الشبانية. وفي هذا الإطار، أكّد مدير الشباب والرياضة بولاية النعامة عبد الوحيد العياشي، أنّ "مجال الشباب والرياضة مازال يُراوح نفسه رغم الإمكانيات المسخرة لهذا المجال. أما في ما يخص قطاعات التنشيط، فإنّها لا تراعي النمط الجمالي والعصري للمؤسّسات الشبانية". وذكر المتدخل أنّ مؤسسات الشباب أضحت لا تساهم في جذب الشباب، كما أن العتاد والوسائل البيداغوجية المستعملة لا تتماشى مع الحداثة والتكنولوجيا، داعيا إلى توفير وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، إضافة إلى أن التعداد المحدود للمؤطرين (العامل البشري)، لم يعد يستجيب لواقع فئة الشباب. وحسب نفس المتدخل، فإن مؤسسات الشباب أصبحت "تسيَّر بمفاهيم وأساليب بالية لا جدوى منها، بل في بعض الأحيان تنفّر الشباب منها"، مشيرا إلى أن هذه المؤسسات "عاجزة حاليا عن تسيير نفسها ماليا طبقا للقوانين المعمول بها؛ حيث إن دواوين الشباب لم تعد قادرة على التكفل بتغطية متطلباتها، والنتيجة أن هناك عجزا في التسيير". من جهته، يرى مدير الشباب والرياضة بولاية تمنراست مولاي عبد الكريم الحساني، أن الولاية الشاسعة التي يسيّرها، "تأمل في منح صلاحيات أكثر للمديريات المنتدبة من أجل تحقيق النجاعة في تسيير القطاع، مع وجوب توفير التجهيزات والوسائل الخاصة بالشباب والرياضة، ورفع التجميد عن توظيف الإطارات". أما مدير القطاع بولاية إليزي إبراهيم شريف فاهم، فرفع انشغالا رئيسا تعاني منه الولاية التي تبعد عن الجزائر العاصمة بحوالي 1200كلم، وهو "نقص الإطارات التي تسيّر المنشآت الرياضية والشبانية.. وبالمقابل هناك إنجازات كبيرة لا تؤدي دورها على ما يرام، كما أكد". كما أن عائق بعد المسافة - حسبه - يصعّب من تنقل كل عام، حوالي 1200 طفل إلى الولايات الساحلية، لقضاء العطلة الصيفية هناك، مقترحا في هذا الصدد، تخصيص طائرات لنقل الفئة المذكورة إلى المناطق الساحلية. ويندرج هذا اللقاء في إطار "تنفيذ استراتيجية قطاع الشباب والرياضة وفق السياسات التي اعتمدتها الجزائر في المجال الرياضي؛ من خلال الإطار المرجعي المتمثل في القانون رقم 13/ 05 المؤرخ في 23 جويلية 2013، والمتعلق بتنظيم الأنشطة البدنية والرياضية وتطويرها"، ويهدف إلى "الوقوف بكل موضوعية، على المعاينات الميدانية، وتحديد الصعوبات والخروج بتوصيات وإجراءات ستطبّق في الآجال المستقبلية القريبة".