* email * facebook * twitter * linkedin قالت حميدة آيت الحاج، إنها اكتشفت الروائي طاهر وطار بعد اقتباسها لروايته "الشهداء يعودون هذا الأسبوع"، بطلب من مدير المسرح الوطني الجزائري محمد يحياوي، مضيفة أنها قدمت هذا العمل حسب نظرتها الخالصة، حيث حذفت حضور الشخصية البطلة ولخصت عدد الشخصيات إلى ثلاث من أصل 17، في حين أضافت إلى مسرحية "راجعين، راجعين" شخصيات نسوية. عقدت المخرجة المسرحية حميدة آيت الحاج، ندوة صحفية، أمس بنادي "أمحمد بن قطاف" بالمسرح الوطني الجزائري، تحدثت فيها عن حيثيات المسرحية الجديدة التي أخرجتها، وعن ظروف العمل الذي سيعرض شرفيا غدا على الساعة السادسة مساء، على أن يقدم عرضه الثاني هذا الخميس بالمسرح الوطني الجزائري. في هذا السياق، نوهت المتحدثة بالمواهب الشابة التي تتشكل منها الفرقة، التي عملت معها على هذا المشروع، الذي يقدم باللغة الأمازيغية، ويجمع كل لهجاتها، وذكرت كاتب المسرحية ومقتبسها عن رواية الطاهر وطار، وكذا الممثل بالمسرحية طارق عشبة، ويسرا عازب من مسرح القليعة التي تتحدث الشلحية، إضافة إلى الممثلين المخضرمين عبد الرحمن ايكاروين وبلقاسم كعوان. أضافت آيت الحاج، أنها لم تتحمس لفكرة الاقتباس من رواية تتناول نفس الموضوع الذي اشتغلت عليه، حينما أخرجت مسرحية "النهر المتحول" عن رواية رشيد ميموني، إلا أنها غيرت رأيها، وأبعد من ذلك، فقد أصابها الذهول من قوة نص الطاهر وطار الذي كتبه في زمن الرئيس بومدين، بكل شجاعة. في هذا السياق أيضا، أشارت منشطة الندوة إلى الخطأ الذي ارتكبه البعض، من خلال هجران أدب الطاهر وطار، بعد ما قاله عن مقتل الطاهر جاوت، مؤكدة على ضرورة الفصل بين ما يكتبه الكاتب وما يقوله في لحظة قد تكون لحظة تيهان، أو غضب، لتطالب بأهمية تدريس روايات الطاهر وطار في المناهج التعليمية. كما ذكرت المخرجة، إضافتها لخمس شخصيات نسوية في هذا العمل الخالي من النساء، وحذفت حضور الشخصية البطلة المتمثلة في عابد، إلا أنها لم تلغ حضوره الروحي، حيث طوال المسرحية، تنادي الشخصيات عليه، لكن لا حياة لمن تنادي. كما أضفت على المسرحية، ما عانته النساء في العشرية السوداء، وقلصت شخصيات العمل من 17 إلى 3، وهي رئيس البلدية الذي يمثل الدور عبد الرحمن إيكاروين، والنقابي بتمثيل طارق عشبة، والإنسان الصافي في ظاهره وقاتل المجاهد في الحقيقة، بلقاسم كعوان، مشيرة إلى أنها اختارت أسوأ الشخصيات في رواية طاهر لعملها المسرحي. توقفت حميدة مطولا عند ظروف صناعتها لهذا العمل الذي سبق أن عرض شرفيا في مسرح وهران، على أن يعاد عرضه في المسرح الوطني الجزائري، غدا وبعد غد، وقالت إنها شاركت طارق عشبة وآخرين، في ترجمة النص من العربية إلى الأمازيغية في المعهد العالي للموسيقى، وقد استغرق ذلك شهرين ونصف الشهر، لتنتقل إلى المسرح الوطني وتواجه صعوبات في إيجاد فضاء للتدريبات، بعد الترميم الذي يشهده هذا الصرح الثقافي الكبير، وبالأخص وجود ثلاث فرق مسرحية أخرى تتدرب في نفس الوقت، لتجد نفسها تتدرب رفقة الفرقة في عدة قاعات لمدة 25 يوما، في حين ستتدرب في منصة العرض الكبيرة يوما واحدا قبل العرض الشرفي بالعاصمة. في هذه النقطة، تدخل جمال قرمي، المدير الفني للمسرح الوطني الجزائري، وتحدث عن برمجة أربع مسرحيات في نفس الفترة، مضيفا أن المسرح وفر الإمكانيات اللازمة لذلك، وكان هناك تداول على القاعات بين الفرق المسرحية، كما فند تساؤلات حميدة حول إيجار قاعة "الحاج عمار" للمسرح، وقال إنه وفق اتفاقية بين المسرح الوطني والتفزيون الجزائري، يتم تصوير حصص مسرحية بقاعة "الحاج عمار" خدمة للفن الرابع، كما أضاف أن إدارة المسرح الوطني تعمل جاهدة لتحقيق مداخيل، من خلال كراء القاعات وإنتاج مسرحيات تجذب الجمهور، وبرمجة دورات تكوينية غير مجانية. هنا عادت حميدة لتؤكد على صعوبة تسيير مسرح بدون أموال، وتطالب الدولة بتوفير المال لتسيير المسارح، وعدم تطبيق سياسة التقشف على الفن الرابع. في المقابل، تأسف الممثل المسرحي عبد الرحمن إيكاروين عن قلة تصوير المسرحيات من طرف التلفزيون الجزائري، داعيا وزارة الاتصال إلى التحقق من ذلك، خاصة أن الفرق المسرحية لا يمكنها القيام بجولة في 48 ولاية، كما قدم مثالا بتصوير التلفزيون لمباراة كرة القدم وما يتطلبه الأمر من إمكانيات، فهل من مجيب؟.