يتوقع أن يخرج رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي منتصرا في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت أول أمس في 14 محافظة عراقية من أصل 18 المشكلة لدولة العراق بعدما أظهرت النتائج الأولية تصدر لائحته "ائتلاف دولة القانون" نتائج هذه الانتخابات. واحتلت قائمة "ائتلاف دولة القانون" صدارة النتائج في ست محافظات شيعية من أصل تسع محافظات الأكثر كثافة سكانية في العراق إضافة إلى العاصمة بغداد متقدمة في ذلك عن لائحة المجلس الأعلى الإسلامي بقيادة نائب الرئيس العراقي عبد العزيز الحكيم وتلك الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وأظهرت النتائج الأولية أن المجلس الأعلى الإسلامي فقد ما لا يقل عن ست محافظات من أصل سبع محافظات التي كان يسيطر على مجالسها في ظل تحالفه مع حزب رئيس الوزراء نوري المالكي. وحصل "ائتلاف دولة القانون" على المرتبة الثانية في محافظة كربلاء جنوب بغداد بعد قائمة المرشح المستقل يوسف الحبوبي. وبلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات الثانية من نوعها منذ احتلال العراق 51 بالمئة وهي نسبة وصفها علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية بالمعقولة وتتوافق مع المقاييس الدولية بعدما اعتبر أن "العراق دخل في مرحلة عادية بعدما أصبح الشيعة لا يتنازعون مع السنة وتوقفت هذه الأخيرة عن تحدي الطائفة الشيعية". وسجلت أعلى نسبة مشاركة في محافظة صلاح الدين السنية ب65 بالمائة تلتها محافظة نينوى ب60 بالمئة و40 بالمئة في محافظة الأنبار في مؤشر واضح لعودة الطائفة السنية للاندماج في العملية السياسية وهي التي كانت قاطعت الانتخابات النيابية عام 2005. ولم تتعد نسبة المشاركة في المحافظات الشيعية 61 بالمئة في المثنى و60 بالمئة في كربلاء في حين بلغت هذه النسبة 55 بالمئة في النجف ولم تتعد 48 بالمئة في البصرة. وجرت الانتخابات في 14 محافظة من أصل 18 حيث استثننيت المحافظات الكردية الثلاث وهي أربيل والسليمانية ودهوك إضافة إلى كركوك المتنازع عليها سياسيا بين الأكراد والعرب والتركمان. وجرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ظروف هادئة تخللتها بعض أعمال عنف متفرقة لم ترق إلى درجة عرقلة العملية الانتخابية كان أبرزها سقوط ثلاث قذائف هاون بالقرب من مراكز اقتراع في مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وأكدت الولاياتالمتحدة أن انتخابات مجالس المحافظات العراقية "تمثل معلما هاما" لشعب العراق وتعد "خطوة كبيرة إلى الأمام "على طريق التطور الديمقراطي في العراق. وفي بيان مشترك صدر أمس هنأ السفير الأمريكي رايان كروكر وقائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي اوديرنو السلطات العراقية وقوات الأمن والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات على ما قاموا به من إعداد دقيق وإدارة لهذه الانتخابات. من جانبها حيت فرنسا ما وصفته بالسير الحسن لعملية الاقتراع وأعربت عن أملها في أن يشكل هذا الاقتراع مرحلة هامة في إرساء الديمقراطية والمصالحة الوطنية في العراق الذي عانى من ويلات الاحتلال طيلة أزيد من خمس سنوات. نفس الموقف عبرت عنه ألمانيا التي اعتبرت انتخابات أول أمس بمثابة خطوة نحو الاستقرار في هذا البلد وقال وزير الخارجية الألماني فرنك ولتور ستاينمير ان هذه الانتخابات "تشكل خطوة إضافية باتجاه المصالحة في البلاد والاستقرار السياسي وشرعية المؤسسات الديمقراطية الجديدة في العراق". من جهته حيا رئيس الوزراء البريطاني شجاعة الناخب العراقي الذي كسر مخاوف التهديد بتوجهه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بصوته. وقال براون انه "بمجرد أن العراقيين كسروا حاجز الخوف بتوجههم إلى صناديق اقتراع فتلك رسالة قوية وواضحة تعكس توجههم الصريح نحو تكريس الديمقراطية وبناء دولة ذات سيادة". وجرت هذه الانتخابات في ظروف هادئة في وقت أكدت فيه السلطات العراقية أن نسبة العنف في العراق بلغت أدنى مستوى لها منذ الغزو الأمريكي في مارس 2003. وشهد شهر جانفي المنصرم مصرع 191 شخصا من بينهم 140 مدني و27 عسكري و24 شرطي مقابل مقتل 316 شخصا شهر ديسمبر 2008. وقال الجنرال محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية أمس أن "هذه الحصيلة هي الأدنى منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وهي ثمار الجهود التي بذلتها القوات الأمنية العراقية وقادة العشائر في تثبيت الأمن والاستقرار". وأضاف المسؤول العسكري العراقي "ابلغ دليل على تحسن الوضعية الأمنية هو تمكن القوات العراقية من ضمان الأمن وتوفير الحماية خلال الانتخابات التي جرت أول أمس في 14 محافظة عراقية من أصل 18 المشكلة لدولة العراق في ظروف هادئة".