ما تزال معاناة سكان المجمع الفوضوي الكائن على مستوى شارع المساواة (بلدية بلوزداد)، متواصلة، حيث لم تفلح السلطات المحلية في إيجاد مخرج لأزمة السكن التي تعاني منها العائلات ال 17 التي تقيم بالأكواخ التي تشكل المجمع، والتي تفتقر لأبسط مقومات الحياة، الى درجة ان خطر الانهيار بات يهدد الجدران الهشة لمختلف هذه الاكواخ التي تم بناؤها منذ 19 سنة على انقاض مصنع "الجافيل". والمثير للدهشة أن كل العمليات التي تمت في اطار ترحيل بعض سكان البلدية، استثنت هذا المجمع، يقول بعض ساكنيه، ممن يضطر العديد منهم للمبيت في سياراتهم هروبا من ضيق المكان أو خشية انهيار الأسقف أو الجدران، أو تحاشيا لتعرض اطفالهم للسعة بعض القوارض كالفئران والجرذان التي يضيق بها المكان هي الأخرى. كما يعاني سكان هذا المجمع أيضا، من انعدام الماء الصالح للشرب، وهم يضطرون أمام ذلك للاستعانة بالمساجد والمقاهي للتزود بالماء.. فضلا عن أن العديد من الأطفال وكبار السن يعانون من شتى الامراض كالحساسية، الروماتيزم أو داء المفاصل، لأن الرطوبة العالية التي تغمر هذه البؤرة زادت الوضع تعفنا والصغار مرضا، يقول احد السكان، الذي بات يصرف راتبه في شراء الأدوية واستشارة الأطباء... ومما لا شك فيه أن زائر الحي يلاحظ عن كثب مدى الخطر الذي يهدد سكانه، خاصة عندما يدرك بأن البنايات الهشة، معرضة في اية لحظة لتتساوى مع الارض في حال أية هزة ارضية. للإشارة، فإن المكان وبعد زلزال 21 ماي 2003، صنف من قبل الفرق التقنية المختصة في الخانة الحمراء التي تعني الخطر، وقد اضطر السكان في اعقاب ذات الزلزال للجوء الى مدرسة بالحي، حيث اقاموا لمدة اربعة اشهر و10 أيام، لكن وعشية الدخول المدرسي في تلك السنة اضطروا مرة اخرى لإخلاء المدرسة بقرار من رئيس بلدية بلوزداد دون الاكتراث بوضعيتهم أو لحال أطفالهم أو كبار السن منهم.. وكان لابد من اللجوء مرة اخرى الى الاحتماء بمجمعهم الهش مع الشروع في حملة للتحسيس بوضعهم المعيشي، حيث طرقوا كل الابواب من البلدية الى الدائرة فالولاية، لكن لا أحد استمع إلى استغاثتهم. ويقول "م.م" وهو أب لعائلة كبيرة، أن أولاده يضطرون لمراجعة دروسهم خارج الكوخ، لأن ضيق المكان لا يسمح لا بالدراسة ولا بالمراجعة، بل يدفع إلى إلى النفور والهروب من هذا الواقع.. لكن هذا المتحدث يقول ربما هناك بصيص من الأمل بدأ يلوح في أفق هذا المجمع، بعد الزيارة التي قام بها رئيس المجلس الشعبي البلدي الحالي ووقوفه على الواقع المزري والمؤسف، حيث وعد السكان بطرح كل ما رآه ووقف عليه أمام الوالي المنتدب لمقاطعة حسين داي، قصد التكفل بملف هذا المجمع... وقد رحب معظم السكان الذين تحدثوا الى "المساء"، بكل من يواسيهم في محنتهم أو ينقل انشغالاتهم الى الهيئات المختصة، فلعل ذلك يساهم في حدوث انفراج في أزمتهم، وهم لا يطالبون سوى بسكنات لائقة ومحترمة تصون عزتهم وكرامتهم...