* email * facebook * twitter * linkedin شهدت ولاية مستغانم خلال عام 2019، توافدا قياسيا من المصطافين على الشواطئ، وارتفاعا كبيرا في حجم الإقبال على الفنادق والإقامات السياحية وفضاءات ومراكز التسلية والترفيه؛ ما انعكس بالإيجاب على الحركة الاقتصادية والتجارية للولاية وحتى المناطق المجاورة لها. يُجمع العديد من متتبعي ديناميكية التنمية "بلؤلؤة البحر الأبيض المتوسط"، مثلما يطلق على ولاية مستغانم، على أنها تحولت في المدة الأخيرة، إلى قطب فعلي بامتياز لسياحة العائلة والاستجمام. ويلاحظ هذا التحول من خلال تدفق المصطافين من شتى ربوع الوطن وحتى من خارج الوطن على المنتجعات السياحية، التي اختار أصحابها حديثا الاستثمار في هذا الموقع الساحلي الجذاب، لإقامة مركبات غيرت بشكل بارز، بصمة الولاية، التي أصبحت بالفعل - في رأي الملاحظين - مقصد السياحة العائلية واستجمام المصطافين، الباحثين في كل موسم اصطياف عن ظروف استقبال نوعية، لم تتوفر في السابق إلا في العروض المتاحة خارج الوطن. وفي هذا الصدد، صرحت مديرة السياحة والصناعة التقليدية حياة معمري، بأن مستغانم شهدت خلال هذا العام، توافدا قياسيا من المصطافين؛ مما انعكس بالإيجاب على الحركة الاقتصادية والتجارية للولاية والمناطق المجاورة لها. وقد عرفت الولاية خلال موسم الاصطياف المنقضي، توافد 10 ملايين مصطاف على الشواطئ 43 المفتوحة للسباحة، وهي الشواطئ التي تغير وجه معظمها بعد إنجاز حديثا سلسلة من المركبات السياحية الصيفية. كما زادت بعض الاستثمارات المتعلقة بالمركبات السياحية المجسدة في فضاءات طبيعية تمتد من الشاطئ إلى الفضاء الغابي داخل نفس الموقع من لمعان مستغانم في حقل تطورها؛ كقطب بامتياز لسياحة العائلة والاستجمام، وفق ما ذكر أحد زوار الولاية، الذي تأسف في ذات الوقت، عن حال الأسعار التي تبقى "باهظة" مقارنة بمعدل القدرة الشرائية للمواطنين. ورغم ذلك لوحظ توافد كبير على هذه المواقع الجديدة التي تظل محط جذب؛ لما لها من مزايا لا سيما الفئات التي ترى أنه رغم ارتفاع الأسعار إلا أنها تبقى منخفضة مقارنة بتكاليف السفر العائلي نحو منتجعات سياحية خارج الوطن، خاصة مع احتساب تسعيرات التأشيرات وغلاء ثمن تذاكر السفر؛ تزامنا وفصل الصيف وغيرها. وحسب مديرة السياحة، فقد سجلت حديقة للتسلية والترفيه أُنجزت حديثا خلال موسم الاصطياف الماضي، إقبال أزيد من 700 ألف زائر، بينما شهدت حديقة أخرى للألعاب المائية تابعة لمجموعة فندقية، زهاء 70 ألف زائر، فضلا عن قرابة 120 ألف زائر آخرين للفضاءات الطبيعية، لاسيما الغابات القريبة من الشواطئ للتنزه والاستجمام. وتراهن السلطات المحلية بولاية مستغانم في السنوات الأخيرة، على تطوير القطاع السياحي؛ من خلال ترقية جودة الخدمات المقدمة للمصطافين، والترويج لمستغانم كوجهة مفضلة للسياح خصوصا العائلات القادمة من مختلف ولايات الوطن، تضيف السيدة معمري. وتم في هذا الإطار تخصيص ما قيمته 490 مليون دج لتهيئة الشواطئ وتجهيزها لاستقبال المصطافين خاصة ما تعلق بشبكات الربط بالماء الشروب وشبكات الإنارة العمومية، وتهيئة مواقف السيارات، وتوفير المراكز الأمنية للدرك الوطني والشرطة والحماية المدنية لفائدة المواقع السياحية التي يستمر في إنجاز الكثير منها. وللحفاظ على البيئة وسلامة المحيط والمصطافين، تم خلال الصيف الماضي تسخير 235 عاملا و26 آلية (آلات تنظيف وشاحنات وجرارات) و210 حاويات لتنظيف الشواطئ، علاوة على التحاليل البكتريولوجية والفيزيوكميائية بشكل متسمر؛ لضمان استقبال ضيوف مستغانم في أحسن الظروف. شبكة للمتعاملين السياحيّين للتشاور والتطوير كما تم هذا العام بمستغانم، إنشاء أول شبكة محلية للمتعاملين في المجال السياحي بالولاية، تضم أصحاب المؤسسات الفندقية والإقامات السياحية ووكالات السياحة والأسفار والجمعيات الناشطة في هذا المجال. ويهدف إنشاء هذه الشبكة التي رأت النور شهر مارس الماضي، إلى خلق فضاء للتشاور بين مهنيّي السياحة، وجعلها قوة اقتراح لتطوير وتنمية القطاع والتنسيق بين كل المتعاملين، لتدعيم جاذبية ولاية مستغانم كقطب سياحي. وتم بهذا الخصوص إنجاز ومضة ترويجية جديدة لولاية مستغانم بعنوان "صيف كل الآمال"، وإنجاز دليل دوري ومحيّن كل ثلاثة أشهر للأحداث والتظاهرات الثقافية والرياضية والاجتماعية والعلمية التي تنظم محليا، كما تم وضع المسار الثقافي والسياحي للولاية حيز الخدمة. وشهد عام 2019 إبرام عدة اتفاقيات بين المتعاملين المحليين، ولاسيما بين الفنادق من جهة وجامعة مستغانم ومعاهد ومراكز التكوين المهني والتمهين والمؤسسة الولائية للنظافة والمساحات الخضراء والإنارة العمومية، تحت شعار "مستغانم نظيفة"، لترقية الخدمات وتحسين جودة المورد البشري.