* email * facebook * twitter * linkedin تبنّى وزراء خارجية الدول العربية خلال اجتماع طارئ بمقر الجامعة العربية أمس، بيانا ب«رفض" خطة السلام الأمريكية بسبب عدم إنصافها للفلسطينيين وانحيازها إلى الجانب الإسرائيلي، وتعارضها مع مرجعيات عملية السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة. وجددت الجامعة التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلّة عاصمة دولة فلسطين، وعلى حق دولة فلسطين بالسيادة على كامل أراضيها المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية ومجالها الجوي والبحري ومياهها الإقليمية ومواردها الطبيعية وحدودها مع دول الجوار. وكشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من جهته خلال هذا الاجتماع عن قرار جريء بقطع كل علاقة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل والولايات المتحدة بما فيها العلاقات الأمنية بسبب مضمون "صفقة القرن" الذي جاءت كما قال في تعارض مع اتفاقيات أوسلو للسلام الموقّعة مع الكيان المحتل سنة 1993. وأكد الرئيس الفلسطيني، أنه بعث بهذا الموقف للوزير الأول الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي دعاه إلى تحمّل مسؤولياته كمسؤول لقوة محتلة للأراضي الفلسطينية. وأضاف الرئيس محمود عباس، في تحول جذري في قرارات السلطة الفلسطينية انه اصبح من حق الفلسطينيين على ضوء هذا الموقف، مواصلة الكفاح الشرعي بالطرق السلمية من أجل وضع حد للاحتلال الاسرائيلي. وقال لن أقبل بضم القدس لإسرائيل إطلاقا، وأن يسجل التاريخ أنني بعت عاصمتنا الأبدية ولن أسجل على تاريخي ووطني أنني بعت القدس، فالقدس ليست لي وحدي إنما لنا جميعا. وأضاف أن "الأمريكيين عندما يقولون إن عاصمتنا هي القدس الشرقية، فإنهم يقصدون قرية أبوديس وليس كل القدس التي احتلّت عام 1967". وشدد التأكيد على "أن ما بقي في الضفة الغربية وقطاع غزة هو 22 بالمئة من فلسطين التاريخية، والخطة الأمريكية المعروضة تتنزع بوضوح 30 بالمئة مما تبقى لنا كما تتجاهل قضية اللاجئين". والواقع أن الرئيس الفلسطيني لم يعد أمامه من خيار آخر سوى اتخاذ موقف أكثر جرأة وقد ضربت القضية الفلسطينية في جوهرها، بحرمان الشعب الفلسطيني من مدينته المقدسة وابتلاع أغنى وأخصب الأراضي في الضفة الغربية وضم المستوطنات المقامة على أراضيه إلى الكيان الاسرائيلي ضمن خطة تستدعي ليس فقط النضال السلمي، ولكن حمل السلاح لاستعادة الحقوق المنتهكة بتواطؤ أمريكي مفضوح. وانطلقت أمس، أشغال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبحث "خطة السلام الأمريكية" التي قبرت كل حلم فلسطيني لإقامة دولة مستقلة وعاصمتها لقدس الشريف. وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إنه بمجرد حصول السلطة الفلسطينية على الدعم المطلوب فإن ذلك سيمكنها من التحدث من موقع قوة مع كافة الأطراف الدولية. ويعقد وزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، يوم غد، بمدينة جدة السعودية، اجتماعا مماثلا لاتخاذ موقف من الخطة الامريكية. وكشف رياض المالكي، عن التوجه بعدها إلى القمة الافريقية المنتظر عقدها يومي 8 و9 من الشهر الجاري، لطلب دعم دول الاتحاد الإفريقي، قبل توجه الرئيس محمود عباس، الى نيويورك لاجتماع مجلس الأمن الدولي، حيث سيؤكد على رفض السلطة الفلسطينية ل«صفقة القرن" وتقديم بدلا عنها، رؤية السلام الفلسطينية البديل للصفقة ببديل فلسطيني عربي مدعوم إسلاميا وعربيا، ومن قبل حركة عدم الانحياز والاتحاد الإفريقي وكل دول العالم. وأضاف رئيس الدبلوماسية الفلسطينية، بالتوجه بعد ذلك الى الاتحاد الأوروبي على المستوى الوزاري ولجنة الخارجية والأمن وحركة عدم الانحياز، لعقد اجتماع وزاري طارئ للجنة فلسطين".