* email * facebook * twitter * linkedin أكد المشاركون في فعاليات الملتقى الدولي حول "الدبلوماسية الرقمية واقع ورهانات" الذي احتضنته أمس جامعة قسنطينة 3 بالتعاون مع جامعة "نجم الدين أربكان قونيا" بتركيا، أهمية الرقمنة في التعبير عن قدرة القادة السياسيين في تسخيير وتكييف مختلف الوسائط والآليات الرقمية والاجتماعية، لإعادة بناء العلاقات بين فواعل المجتمع، وتشكيل صورة ذهنية للتأثير على الرأي العام. واعتبر الأساتذة والباحثون المشاركون في هذا الملتقى بقسنطينة، أن في ظل التحولات الدولية الراهنة والاستخدام الواسع لمختلف وسائل التواصل الرقمي، بات للدبلوماسية الرقمية أهمية كبيرة في التأثير على صنع القرار والسلوك الخارجي للدول؛ من خلال تسهيل عملية التواصل والاتصال بين مختلف مكونات المجتمع الدولي، معتمدة في ذلك على كل الوسائل التكنولوجية، داعين في مداخلاتهم إلى التعريف بالدبلوماسية الرقمية، وفهم مختلف السياقات الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية التي تطور ضمنها هذا المفهوم، مع إبراز الواقع الدولي، وأهمية الفواعل غير الرسمية في صنع القرار الخارجي في إطار الرقمنة، للوصول إلى التكيف مع التحديات التي تطرحها الثورة الرقمية أمام الأنشطة الدبلوماسية. وفي هذا الإطار، أكد الدكتور عبد الحق بن جديد من جامعة عنابة في مداخلته، على ضرورة حيازة هذا المعطى التكنولوجي الذي اعتبره ضروريا وأساسيا لإرساء الدبلوماسية الرقمية؛ "كون المسألة ترتبط بتوفير الإمكانيات الضرورية لتحقيق أهداف السياسة الخارجية، وإعطاء صورة مشرفة عن الأداء أو السلوك الخارجي للوحدة السياسية"، مشددا في ذات السياق، على ضرورة تكيف الدبلوماسية الرقمية مع التحديات الجديدة في المجتمعات، كون الدبلوماسية لم تعد، حسبه، حكرا على الدولة فقط، بل أصبحت نوعا من الشراكة مع فواعل أخرى..". ومن جهته، اعتبر الدكتور قوخان بوزباس من جامعة نجم الدين أربكان بتركيا، أن الدبلوماسية الرقمية بإمكانها أن تكون طرفا مساعدا للدبلوماسية التقليدية، حيث أكد أن الدبلوماسية منذ سنوات طويلة، كانت تعتمد في مفهومها التقليدي على التفاعلات بين المسؤولين الحكوميين، غير أن مع تطور وسائل التواصل وظهور منصات مثل "تويتر" و"فايسبوك"، أصبح للمسؤولين الحكوميين القدرة على الحديث مباشرة مع الجمهور والتأثير المتبادل بين الطرفين. وأشار المتدخل، بالمناسبة، إلى أن تركيا قطعت أشواطا مهمة في مجال الدبلوماسية الرقمية؛ "كون جل المسؤولين الحكوميين بالدولة وعلى رأسهم رئيسها، يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع العالم الخارجي". ومن جانبها، أكدت الدكتورة كبابي صليحة من جامعة قسنطينة 3، على ضرورة خلق دبلوماسية مشتركة تتجاوز المفهوم التقليدي إلى دبلوماسية ذكية، لتسهيل عملية صناعة القرار عبر التواصل المستمر، الذي يرتكز على القنوات الإلكترونية والتكنولوجيات الحديثة. للإشارة، يُرتقب أن يتم في إطار هذا الملتقى التوقيع على اتفاقية بين جامعة قسنطينة 3 وجامعة قونيا بتركيا، من أجل تكوين الطلبة والأساتذة الباحثين في إطار التعاون القائم بين البلدين.