* email * facebook * twitter * linkedin انزلق الوضع العسكري بشكل مفاجئ بين القوات النظامية السورية والتركية في المناطق الحدودية بين البلدين مخلّّفا عشرات القتلى في صفوف الجانبين، ضمن تصعيد عسكري من شأنه تعميق الأزمة السورية، حيث قال عمر سيليك، الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، إن الجنود السوريين المتواجدين في المنطقة أصبحوا بعد هذه الحادثة أهدافا لقواتنا. واضطر وزير الدفاع التركي الجنرال حالوسي أكار، إلى التنقل إلى الحدود السورية رفقة وفد عسكري رفيع بما يؤكد خطورة الوضع في أقصى شمال سوريا، كما نقلت تقارير عسكرية تركية، أن وحدات الجيش التركي قامت أمس، بقصف مكثف لمواقع القوات السورية التي تقوم بعمليات عسكرية في المناطق الحدودية الشمالية الغربية لدحر عناصر التنظيمات الإرهابية خلّفت مقتل 13 عسكريا سوريا، مضيفة أن عملياتها جاءت ردا على قصف مدفعي سوري خلّف مقتل عشرات الجنود الأتراك. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال ندوة صحفية أن ما بين 30 و35 عسكريا من قوات بلاده قتلوا في القصف السوري، وأن المدفعية والطائرات المقنبلة التركية واصلت قصف الأهداف التي حددتها أجهزة مخابراتنا في منطقة إدلب ليلة الأحد إلى الإثنين. وأشارت وزارة الدفاع التركية، إلى أن العسكريين الأتراك تم إرسالهم إلى مدينة إدلب لتعزيز نقاط المراقبة التركية المنتشرة في هذه المنطقة بتنسيق بينها وبين القوات الروسية الداعمة للقوات السورية. وتعد منطقة إدلب والمناطق الحدودية التركية آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراقوسوريا (داعش)، حيث شرعت القوات السورية قبل أسابيع في أكبر عملية تمشيط من أجل طرد آخر عناصره الذين اتخذوا من هذه المنطقة معقلا لهم منذ سنة 2014، وحولوها إلى معبر استراتيجي لتعزيز قدراتهم العسكرية، ودعم صفوفهم بالمقاتلين الأجانب خاصة الوافدين من مختلف الدول الأوروبية. يذكر أن السلطات السورية قررت إقامة منطقة عازلة داخل العمق السوري، وعلى طول مئات الكيلومترات بمبرر ملاحقة العناصر الإرهابية، في إشارة إلى مقاتلي مليشيات كردية سورية مناهضة للإرهاب، والتي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي، وأدرجتها ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية. وتسبب التصعيد الجديد على الحدود التركية في أزمة جديدة بين موسكووأنقرة طالبت على إثرها هذه الأخيرة السلطات الروسية بعدم عرقلة عملياتها ضد القوات السورية. وأكدت مصادر عسكرية تركية أن دورية مشتركة مع القوات الروسية كانت مقررة أمس، بمنطقة كوباني في أقصى شمال سوريا تم إلغاؤها بطلب من السلطات التركية، احتجاجا على عمليات القصف التي استهدفت مواقع قواتها في إدلب.