* email * facebook * twitter * linkedin أكد المشاركون في الملتقى العلمي الذي نظم بالنعامة مؤخرا، حول "الطاقات المتجددة وتطبيقاتها"، على أهمية تشجيع ودعم البحوث المتخصصة في مجال تطوير مصادر الطاقات المتجددة، للتوجه التدريجي نحو مسايرة التطور التقني والتكنولوجي الحاصل في هذا المجال. ركز مختصون وأساتذة جامعيون خلال هذا اللقاء، الذي نظمه قسم العلوم والتكنولوجيا بالمركز الجامعي في النعامة، على أهمية مساهمة مخابر البحث بالجامعات في توفير دراسات ميدانية وإحصائيات دقيقة حول موارد الطاقات المتجددة، إلى جانب دعم ومرافقة الشباب للتوجه نحو صناعة محلية تنافسية ومبتكرة، وإنشاء مؤسسات إنتاجية، وتطوير أفكار تركز على مصادر الطاقة المتجددة، خاصة ما تعلق بتوسيع وتنويع إنتاج الطاقة الشمسية. ثمن الوزير المنتدب المكلف بالبيئة الصحراوية حمزة آل سيد الشيخ، في رسالة وجهها للمشاركين في الملتقى، قرأها نيابة عنه رئيس لجنة التنظيم خثير نعيمة، تنظيم الملتقى الذي اعتبره "فرصة لمختلف الشركاء والفاعلين، لمشاركة خبراتهم العلمية في مجال تدعيم قدرات استغلال الطاقات النظيفة، واستعمالاتها في الاقتصاد المستدام، من خلال استغلال الإمكانيات والموارد المحلية والوطنية، تماشيا مع إستراتيجية الدولة المتعلقة بالتحول الطاقوي". من جهته، اعتبر البروفيسور يزيد عبد العالي من جامعة تلمسان، أن "الأرضية خصبة" لخلق مؤسسات ناشئة في تطبيقات الطاقات المتجددة، واستدل بذلك، بتخرج كفاءات علمية من الجامعة ودورات التكوين التطبيقي للطلبة، وفتح عدة تخصصات ذات الصلة بالطاقة النظيفة في الجامعة، كصناعة اللوحات الكهروضوئية والبطاريات الخاصة بها وصناعة المصابيح الاقتصادية من نوع "اللاد" وغيرها. أشار نفس المتحدث إلى أن "تشجيع مشاريع البحوث العلمية ذات القيمة المضافة، وتوفير فرص أكبر للمبتكرين والباحثين وإدماجهم في المحيط الاقتصادي، كفيل ببلوغ أهداف البرنامج الوطني للنجاعة الكهربائية، تشرف عليه الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استعمال الطاقة". كما أبرز الأستاذ كمال محمدي، المتخصص في علوم الطاقة بجامعة بومرداس، أن مساهمة الباحثين في تطوير مصادر الطاقات النظيفة، وتوفير الدعم لبعث مشاريع بحث الكفاءات الموجودة في الجزائر في هذا المجال، من شأنه توسيع صناعة الطاقات المتجددة في الجزائر وتطويرها، وأشار إلى أن الجزائر لديها خبرات وكفاءات عالية (مهندسين من خريجي الجامعة الجزائرية) في مجال تجربة "تهجين" محطات توليد الطاقة بجنوب البلاد، من خلال إدماج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، من أجل التقليص من الطاقة الملوثة وخلق الثروة ومناصب شغل والحفاظ على البيئة. ركزت مختلف محاور النقاش خلال هذا اللقاء العلمي، على مساهمة بحوث المختصين في الطاقات المتجددة في مجال دعم الاستثمار وتقليص استهلاك الطاقة (البرنامج الوطني للنجاعة الطاقوية آفاق 2030)، الذي يعتمد على تحسين الأداءات الطاقوية للمساكن والمدن، من خلال العزل الحراري للمساكن واستعمال المصابيح ذات الاستهلاك المنخفض، وتركيب السخانات التي تعمل بالطاقة الشمسية واستبدال مصابيح الإنارة العمومية التي تعمل بالزئبق، بأخرى تعمل بالصوديوم، علاوة على ترقية الوقود النظيف (وقود سيرغاز). من جملة المحاور الأخرى التي أثيرت للنقاش خلال هذه المناسبة، "الحلول الصديقة للبيئة في مجال مواجهة أزمة ندرة المياه"، إلى جانب "التحليل الحراري للتبريد عن طريق الهواء "، ودراسات تجريبية أجرتها بعض جامعات الوطن، من بينها تلك التي تخص استعمال الخلايا الكهروضوئية في تصفية المياه وغيرها. خلص اللقاء الذي عرف مشاركة مجموعة من الأساتذة والباحثين من عدة جامعات من الوطن إلى عدة توصيات، أهمها ضرورة مواكبة التكنولوجيات الجديدة في مجال تطبيقات الطاقة المتجددة، واستعمالها في النشاط الصناعي وداخل الأحياء السكنية لتخفيض استعمالات الطاقة الملوثة وتكاليف استعمال الموارد النفطية (الغاز والبترول).