* email * facebook * twitter * linkedin عكف المشاركون في اليوم الثاني والأخير من ملتقى التبادل الجزائري - البريطاني حول تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، على مناقشة جانبين محوريين، يتعلقان بالاتصال والترويج للأحداث الرياضية، وضرورة ضبط مخططات ناجعة لترويج حسن لهذه المواعيد محليا ودوليا، بما يعود بالنفع على البلدان المستضيفة لها، ووهران بالنسبة لألعاب البحر الأبيض المتوسط، المقررة من 25 جوان إلى 5 جويلية 2021. كانت مداخلة الخبير الريطاني إيغمانن أونن بعنوان "الاتصال من أجل رؤية أفضل وترويج للتظاهرات الرياضية"، شاملة، وتناولت مدى قدرة أي بلد على وضع أحسن تصور للحدث الرياضي الذي يستضيفه من خلال مقاربة مدمجة، تستعرض مختلف المراحل العملية الاتصالية والتسويقية، التي تقترح وسائل عملية مهمة في كل واحدة منها، مؤكدا أهمية ضبط استراتيجية تتضمن كل العناصر المفتاحية لنجاح التظاهرات الرياضية الكبرى. وحدد أهمها في تحديد الأهداف، وتحضير الوسائل، وتقديم الأخبار الإيجابية عن البلد المستضيف، وحل مشاكل التسيير المتعلقة بالتسويق، وتقييم نقاط الضعف والقوة، وتوقع الأزمات التي يمكن أن تحدث، وكذلك الترويج للعلامات التجارية. ولدى تطرقه للاستعانة بالرياضيين المشهورين ووضع الوسائل المالية الضرورية كأحد العوامل المهمة في العملية الترويجية التي تتعلق بالاستعانة بالرياضيين المشهورين، لاحظ الخبير البريطاني نقص فعالية اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط في الترويج للألعاب، داعيا إلى استبدالها بالشركاء التجاريين، والاستعانة بخدماتهم، والاعتماد على الرعاية و«السبونسوريغ"، مقترحا إشراك كل المدن الجزائرية في الألعاب المتوسطية القادمة، وعدم اقتصار فعاليتها على مدينة الحدث وهران، وكذلك مشاركة كل فعاليات المجتمع المدني، واندماجها في الحدث الرياضي، وعدم اقتصار الأمر على المنظمين. وتطرق الخبير البريطاني في مداخلته الثانية، لجانب لا يقل أهمية، يتعلق بالآثار الاقتصادية والثقافية والسياحية وغيرها، بعد إسدال الستار عن الألعاب. واستدل في هذا الخصوص بتجربة بلده في إنشاء وكالة للحفاظ على الإرث المادي للألعاب الأولمبية التي نُظمت في بريطانيا سنة 2012. وحسب المتحدث، فإن استغلال المنشآت الرياضية الموجهة للألعاب المتوسطية من طرف ساكنة وهران، "يجب أن يكون حيويا؛ لأنه يتعلق بأحد الأهداف المرجوة من تنظيم هذا الحدث، والذي يجب أن تكون آثاره اجتماعية على المواطن؛ من خلال تحسين مستواه المعيشي"، وهذا يمر أيضا، حسب مجيد سعادة مدير عام لتهيئة الإقليم وجاذبيته بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، من خلال جعل الألعاب المتوسطية منصة لجذب أكبر عدد ممكن من المستثمرين؛ بوضع مخطط ترويجي لإمكانيات المدينة في كل المجالات". نفس المسؤول يرى أن "الأموال الكبيرة المخصصة من قبل السلطات العمومية لتنظيم طبعة متوسطية من المستوى العالي، يجب أن تعود بعوائد استثمارية ناجعة، وآثار ناجعة وملموسة على الساكنة الوهرانية". وكانت مداخلة أولاندو إدواردس حول دور التظاهرات الرياضية على الصعيدين السياحي والثقافة، ختام هذا الملتقى، وفيها أبرز المتحدث أهمية المواعيد الرياضية لترقية السياحة المحلية للبلد المستضيف، وهو ما حصل مع الألعاب الأولمبية التي احتضنتها لندن سنة 2012، معتبرا الموروث الثقافي كاللغة، وسيلة هامة جدا للترويج لهذه المقومات، وضرورة مرافقة الألعاب بحركة ثقافية فعالة، وهو ما أشارت إليه ممثلة وزارة الثقافة، عندما كشفت عن خطة القطاع في تسيير نمط برامجي متّبع، أُعد منذ أفريل 2019؛ بفتح المجال خصوصا للشباب الموهوبين للتعريف بالجزائر ومدينة الألعاب وهران في كل المجالات التي ينشطون فيها؛ كالفنون الجميلة والمسرح وغيرهما، وكذا الجمعيات الرياضية؛ لتسجيل الموروث الثقافي المحلي عبر الأغاني الرياضية. وعرف الملتقى الجزائري البريطاني حول تبادل الخبرات في تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، حضور السيد باري لووان سفير بريطانيا بالجزائر، الذي ألقى كلمة على مسامع الحضور، أبدى فيها سعادته بمساهمة بلده في هذا الملتقى بمشاركة خبراء في المجال التنظيمي والأمني، معتبرا أن الرياضة تحمل قيما تتوارثها الأجيال؛ كالقيادة والعمل الجماعي والاحترام المتبادَل، "وهي قيم مهمة في المجتمع. ونجاح الأحداث الرياضية يجلب الفائدة لنا جميعا. وأتطلع لتطوير الشراكة بين بلدينا في المستقبل"، قال السفير.