* email * facebook * twitter * linkedin شهدت محطة النقل البري بالخروبة أمس، إقبال ما يقارب 10 آلاف مسافر للظفر بتذكرة سفر إلى خارج الولاية، وذلك تحسبا لتنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، والمتعلقة بتعليق كل الرحلات البرية بين الولايات ابتداء من منتصف الليل، كأجراء وقائي ضد تفشي وباء كورونا. وقد تجند أعوان الأمن وسط المحطة منذ الساعات الأولى من صباح أمس، لمراقبة درجة حرارة المسافرين، وتوجيههم للأكشاك الخاصة بسحب التذاكر، في حين توزع أعوان النظافة عبر جميع أرجاء المحطة للتعقيم وتنظيف الاأضيات والكراسي. وحسب تصريح أحد أعوان الأمن، فقد سجلت درجة وعي كبيرة من طرف المسافرين الذين امتثلوا لكل الإجراءات الوقائية، على غرار عدم التجمع أمام أكشاك التذاكر أو أمام المقاهي، مع الصعود مباشرة إلى الحافلة فور استلام التذكرة. أما بالنسبة للرحلات المسائية، فقد تم توجيه المسافرين للجلوس بطريقة تضمن مسافة الأمان فيما بينهم. من جهتهم، شرع تجار المحطة في التحضير لغلق محلاتهم لوقت غير محدد، وكان أصحاب محلات الأكل السريع أول من أوصدوا أبوابهم أمام الزوار تنفيذا لتعليمات أعوان الشرطة الذين كثفوا أمس، من تواجدهم داخل بهو المحطة، وذلك للحرص على تنفيذ كل الإجراءات الاحترازية، على غرار رفع جميع الكراسي ومنع تجمع المسافرين في مكان واحد. كما أعرب عدد من المتعاملين في مجال النقل ما بين الولايات، عن استعدادهم لتنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية لحماية الوطن من الوباء، مؤكدين أنهم يقومون اليوم بآخر رحلة لهم ما بين الولايات والعاصمة، ليتم ركن الحافلات في الحظائر إلى غاية إشعار آخر، على أن يحال العاملون على مستوى الحافلة ومكاتب المتعاملين على عطلة، بالمقابل سيتم تعقيم الحافلات وتنظيفها، مع صيانتها في انتظار قرار عودة النقل ما بين الولايات. على صعيد آخر، أكد عدد من سائقي الحافلات أنهم بادروا منذ فترة في تطبيق مجمل الإجراءات الوقائية، على غرار تعقيم وتنظيف الحافلات بمواد مطهرة "جافيل" بعد آخر رحلة، كما تم توفير محاليل للتعقيم ومناديل مطهرة للمسافرين، مع حثهم على وضع الكمامات وفتح النوافذ لتهوية الحافلة، خاصة بالنسبة للمسافات الطويلة. الرحلات تتقلص ب30 بالمائة بعد توقف خطوط الجنوب وحسب تصريح الرئيس المدير العام للمحطة، عز الدين بوشهدة ل«المساء"، فقد تقلصت الرحلات البرية المبرمجة بالمحطة بنسبة 30 بالمائة، وذلك بعد توقف خطوط الجنوب بالنظر إلى طول المسافة، حيث تم إعلام المسافرين على هذه الخطوط يوم الخميس الفارط وخرجت كل الرحلات صباح أول أمس، لتبقى رحلات الولايات الساحلية وبعض المدن الداخلية فقط. كما أكد بوشهدة إعلام جميع عماله، وعددهم 3 آلاف عامل مباشر وأصحاب 800 محل تجاري بقرار غلق أبواب المحطة ابتداء من منتصف الليل، وذلك لأخذ جميع احتياطاتهم، مشيرا إلى أن التجار طالبوا بتعويضات عن الأيام التى سيجبرون على غلق محلاتهم، وتم كاتفاق مبدئي التنازل عن دفع أجرة الكراء لمدة شهر، وذلك إلى غاية الاتفاق النهائي مع الوصايا حول طريقة التعامل مع التجار. أما فيما يخص موقف المتعاملين في مجال النقل الخاص والعمومي، أعرب مسؤول المحطة عن إرتياحه لانتشار درجة من الوعي وسط الناقلين، خاصة وأنهم امتثلوا منذ الوهلة الأولى للإجراءات الوقاية، كما يقومون في كل صباح بقياس درجة حراتهم مثلهم مثل المسافرين، مع توفير مطهرات وتعقيم حافلاتهم بعد نهاية الرحلات، وحتى عند إقرار غلق المحطات من طرف رئيس الجمهورية، لم نلمس تعقيب أو رفض وسط كل النقالين، الذين قرروا الامتثال بدون نقاش، وسيقومون بركن حافلاتهم وتنظيم رحلات ذهاب فقط من دون عودة، وذلك إلى غاية الإعلان عن قرار إعادة فتح المحطات. التجار يبحثون عن تعويض وامتيازات ضريبية وبعد تقربنا من بعض التجار الذين قدموا أمس، خدماتهم بطريقة عادية لكل المسافرين، أكدوا لنا أهمية مساهمة الجميع في حماية المواطنين من تفشي وباء عالمي هلك الآلاف من سكان المعمورة (كوفيد 19)، لتبقى انشغالاتهم مرتبطة بطريقة تعويض السلطات للتجار من منطلق أن نشاطهم مرتبط بنسبة المداخيل، خاصة وأنهم مرتبطون بتكاليف تخص اشتراكات صندوق الضمان الاجتماعي والضرائب، بالإضافة إلى أجرة المحلات. وربط التجار مطالبهم بما تم تنفيذه عبر جميع دول العالم التي تعاني اليوم من انتشار "كورونا"، والتي طبق فيها الحجر الصحي ومنع التجول، مؤكدين أنهم غير قادرين على تكبد خسائر مالية خلال فترة الغلق، كما أن سلعهم داخل المحلات لا يمكن في الوقت الحالي التصرف فيها، لذلك يستوجب من وزارة التجارة التفكير في صيغة لتعويض ومرافقة التجار. على صعيد آخر، رفع أعوان الأمن والنظافة التابعين للمحطة إشكالية طريقة تنقلهم ابتداء من اليوم إلى مناصب عملهم، في غياب وسائل النقل، وهم مجبرون على تأمين المحطة عند غلقها، كما سيتم تنظيم عمليات تنظيف وتطهير لكل الأكشاك وملحقات المحطة تحسبا لعملية إعادة فتحها أمام المسافرين. وفي رد الرئيس المدير العام على انشغال العمال، أكد ل«المساء" أنه ينتظر تعليمات الوصاية، كما أنه طالب مصلحة الحراسة والأمن والنظافة بالحضور الإجباري من منطلق أن مهامهم حساسة ولا يمكن الاستغناء عنها.