* email * facebook * twitter * linkedin بدأت مختلف الدول الإفريقية تستشعر الخطر الداهم لفيروس كورونا في ظل تزايد عدد الإصابات المؤكدة وأولى حالات الوفاة، وسط تساؤلات حول قدرة المنظومة الصحية الإفريقية في التصدي لهذه الجائحة التي تعاني نقصا فادحا في الأطقم الطبية المؤهلة والمعدات وحتى الأموال الكافية لمواجهة الداء. وعكست مستجدات اليومين الأخيرين ووتيرة تفشي الداء في هذه الدولة الإفريقية وتلك حجم الخطر الذي ينتظر القارة التي قد تتحول بعد أيام إلى بؤرة جديدة لهذا الفيروس الزاحف بصمت على مختلف قارات العالم. فبعد دول شمال إفريقيا التي كانت السباقة لإعلان الحجر الصحي وحالة الطوارئ بسبب قربها من بؤر الداء في ايطاليا واسبانيا وفرنسا لم تتأخر دولة جنوب إفريقيا في أقصى القارة لتحذو حذوها قبل أن تلحق بها دول مثل كوت ديفوار وسيراليون وجمهورية الكونغو الديمقراطية في وقت سجلت فيه دولة النيجر أول حالة وفاة ومالي إصابتين اثنتين بالداء.وإذا كان تسجيل ألفي حالة إصابة في كل إفريقيا ووفاة 62 شخصا يبقى رقما لا يعتد به في متتالية عالمية بأكثر من 450 ألف مصاب وحوالي 20 ألف ضحية فإن ذلك لا يعني شيئا إذا أخذنا بتجربة الأسبوعين الماضيين التي حولت إيطاليا إلى مقبرة مفتوحة قبل أن تنضم إليها إسبانيا وفرنسا في انتظار توقعات كارثية قد تستفيق عليها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أدرجتها منظمة الصحة العالمية ضمن البؤر الجديدة للداء بدلا عن أوروبا بعد وفاة 600 أمريكي وإصابة قرابة 60 ألف آخرين بالوباء. فالسرعة التي انتقل بها هذا الفيروس من وسط الصين بأقصى الشرق إلى غاية أقصى الغرب الأمريكي في كاليفورنيا أخلطت توقعات كل الدول التي عجزت عن أخذ احتياطاتها الصحية وجعلتها في موقع المتفرج لا حول ولا قوة على التصدي له في ظل استمرار عجز المخابر الصيدلانية عن توفير دواء لهذا الوباء، ولذلك فالحالة الإفريقية إذا ما استفحل فيها الداء قبل توفير الدواء ستكون معضلة أخرى أمام العالم يتعين عليه إيجاد الوسائل لتجنيبها مثل هذا الوضع الكارثي إذا كانت المجموعة الدولية لا تريد أن تبقى رهينة خطر "كوفيد 19 " ذلك أن انتشاره في إفريقيا قد يعزز فرص عدوته إلى مناطق أخرى من العالم الذي سيجد نفسه حينها يدور في حلقة مفرغة. وهي حقيقة عكسها خطاب الرئيس السينغالي ماكي صال عندما تحدث لشعبه بكثير من الصراحة قائلا لدى إعلانه حالة الطوارئ وحظر التجوال في البلاد "إنني أقولها علانية بأن الوضع خطير جدا"، فكانت صراحة استغاثة بأن بلاده وكل الدول الإفريقية غير مستعدة لمواجهة تداعيات هذا الفيروس وهي التي تجد صعوبات كبيرة في تلبية المطالب العادية والضرورية لشعوبها في ساعة الرخاء فما بالك في ساعة العسرة.وهو اعتراف ضمني بأن إفريقيا ستكون الحلقة الأضعف في المعركة المفتوحة ضد وباء "كوفيد- 19" في حال اقتصر الأمر على ترقب ما يخفيه المستقبل، في وقت بقي اهتمام مختلف الدول منصبا على أوضاعها الداخلية، وهي أنانية حذر منها الوزير الأول الاثيوبي أبيي أحمد الذي طالب مجموعة العشرين التي تعقد قمتها اليوم بتخصيص ما لا يقل عن 150 مليار دولار لمواجهة الطوارئ التي قد يحدثها الفيروس في إفريقيا بالنظر إلى وتيرة انتشاره.