لا شك في أن الرئيس الجديد للاتحادية الجزائربة لكرة القدم محمد روراوة يدرك أن الوضع الذي ورثه أصعب مما كان يتوقعه، وهو الذي غاب لسنوات طويلة عن الساحة الكروية بعد انشغاله بمهام حساسة على مستوى الهيئات الدولية، وفهم أن تطبيق سياسة مرتكزة على الصرامة هي المنفذ الوحيد الذي يمكنه من تطبيق برنامجه. روراوة قال بصريح العبارة انه لا يريد الفشل في المهمة التي اختارها وطالب بطريقة غير مباشرة من كل رؤساء الأندية التخلي عن الممارسات التي شوهت البطولة، وتهدد حظوظ المنتخب الوطني في التأهل إلى نهائيات كأسي العالم وأمم افريقيا 2010، حيث أكد في هدا الشأن: "لا يهم من يفوز بلقب البطولة في المرحلة الحاسمة التي يمر بها المنتخب الوطني الموجود في حاجة ماسة للوقوف إلى جانب مدربه ولاعبيه ذلك ان نجاحه يعد نجاح الكرة الجزائرية والعكس صحيح". إصرار روراوة على تدعيم التشكيلة الوطنية يعد منطقيا، لأن نجاح رفاق كريم زياني سينعكس ايجابيا على تسيير الاتحادية خاصة في حالة تحقيق حلم المشاركة في نهائيات كأس العالم 2010، باعتبار أن آمال كل الرياضيين معلقة على هاته المحطة، ذلك أن الوصول الى نهائيات المونديال وقبلها نهائيات كأس افريقيا يعني بداية صحوة الكرة الجزائرية التي يريد روراوة أن يجسدها في الميدان بعد شعوره بأن كل الآمال معلقة عليه لتحقيق هذا الهدف الذي ترشح من أجله إلى الفاف. وقد لاحظ جميع من حضر أطوار الجمعية العامة الانتخابية للفاف أن روراوة استعمل في بعض الأحيان لغة التهديد التي مررها كرسالة للأطراف التي تعد في نظره مصدر المشاكل العويصة التي تعرفها الكرة الجزائرية، قائلا انه لن يتوانى في اتخاذ إجراءات قاسية ضد كل من يثبت ضلوعه في مسائل تمس سمعة الكرة الجزائرية، ونعت بصريح العبارة سلك التحكيم المتهم من طرف الأوساط الكروية باستعمال الرشوة لترتيب نتائج المباريات. وأقر روراوة ضمنيا بوجود تعفن كبير في هذا السلك وهو ما جعله يطالب من مسؤوليه الجدد بضرورة إعداد جيل جديد من الحكام من أجل وضع حد للممارسات التي شوهت سمعته وطنيا ودوليا. كما أبدى روراوة قلقه من أعمال العنف والشغب التي اجتاحت ملاعبنا واعتبرها آفة خطيرة جدا تهدد مستقبل الكرة الجزائرية، لكن دون أن يقدم حلول جديدة لمحاربتها، وهو ما جعل الملاحظون يقولون أن روراوة سيجد نفسه أمام تحد كبير لتأمين المنشآت الرياضية الكروية من العنف، كون هذا الأخير مرتبط بعوامل ليست لها علاقة بالبطولة وخارجة عن إطار الرياضة تماما وبالتالي يصعب القضاء عليها دون وجود تنسيق بين الاتحادية والسلطات العمومية التي تتحمل أيضا جزء من مهمة مكافحة هذه الآفة التي حولت الأندية رهينة في أيدي أشباه مناصرين يكتسحون أسبوعيا مدرجات الملاعب لتحويلها إلى خراب بل تسببوا في وقوع وفيات لشباب يقصدون الملاعب من أجل الفرجة والمتعة وهذا أمر لم يعد أحد يتقبله.